كيف أتخلص من رهاب الساحة أو (الأجروافوبيا)؟

0 299

السؤال

السلام عليكم

أنا من المغرب، اسمي خالد، وعمري 26 سنة, مشكلتي هي الرهاب الاجتماعي (واغورافوبيا) من الحالة الشديدة جدا, لدرجة أني لم أعد أخرج إلا للضرورة القصوى فقط.

بداية المشكلة كانت عندي منذ أن كنت في الثانية عشرة من عمري, حيث كنت أشعر بعدم الرضا عن نفسي وعن محيطي, إلى أن وجدت يوما نفسي بمجرد الخروج من المنزل؛ أحس أني مراقب من الجميع, وأحس بالذعر الشديد.

نبذة مختصرة عن حياتي: أيام الطفولة إلى غاية سن السابعة قضيتها منعزلا, لم أكن أخرج للعب؛ لأن حينا كان سيئا، كما كانت والدتي تخوفني من ذلك، ومع بداية المراهقة بدأت المصائب, حيث كنت دائما أتلقى السخرية بسبب شكلي وملامحي، كما كان والدي دائم الانتقاد لي، مع أني كنت أحاول أن أكون أفضل واحد بين أقراني, وكنت كذلك في عدة أشياء.

المهم توالت الأعوام, والمشكلة زادت بشكل خطير جدا, لدرجة أني بدأت أنقطع عن الدراسة, إلى أن انقطعت عن الدراسة والعالم, بعد أزمة عاطفية حادة جدا، بعدها قررت أن أذهب للطبيب, وأنهي هذه المشكلة, وأولد من جديد, لكن خاب أملي بعد أن وصف لي في البداية (بروزاك) 20 حبة, حسن مزاجي, وأعطاني طاقة جيدة, لكنه لم يحل مشكلتي وللأسف.

عدت للطبيب ثانية, فوصف لي (سيرترالين) 50 إلى جانب (بروزاك) حبة من كل منهما, لكن لم يأت بفائدة, بل أشعرني الـ (سيرترلين) بأني خارج وعيي.

بعد شهرين رفعت من تلقاء نفسي الجرعة إلى حبتين لكل منهما, لكن الفائدة كانت أقل من 40 بالمائة، فتخليت عن كل شيء, وانعزلت بشكل كامل عن العالم, منذ أكثر من 4 سنين.

انقذوا حياتي من فضلكم, وأجركم عند الله أجر إنقاذ روح من الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي الذي يكون مصحوبا بالأجروافوبيا, أو ما يعرف برهاب الساحة, أحد أسبابه أو الظروف المهيئة له هو التعرض لأي نوع من المخاوف في أثناء الطفولة, ويظهر أنك من الذين مروا بهذا الظرف, لكن الخوف أيا كان نوعه, حتى وإن كان مترسبا من الطفولة, فهو يعتبر سلوكا متعلما, وأبجديات علوم السلوك والمعرفة تقول: إن كل سلوك متعلم يمكن أن يفقد ويمحى من خلال التعليم المضاد, هذه نقطة مهمة جدا, فأنظر للماضي بشيء من الحيادية, ولا تنشغل به كثيرا, فأنت الآن تملك المقومات النفسية, والفكرية, والمعرفية, والوجدانية؛ لتنطلق حياة جديدة, تكون فيها مستقلا بذاتك, وتستفيد من طاقاتك.

أيها الفاضل الكريم: أريد أن أنبهك إلى شيء مهم جدا, وهو أن هذا الخوف تجربة شخصية لا يطلع عليها أحد أبدا, والتوجس والتخوف من أنك سوف تفشل في المواقف الاجتماعية, أو إذا ذهبت بعيدا عن البيت, أو في الأماكن المزدحمة؛ فهذا مفهوم خاطئ, يجب أن تحقره تماما, فتغيير المفاهيم من الأشياء الضرورية والمهمة, من حيث العلاجات السلوكية الأخرى.

أريدك -أيها الفاضل الكريم- أن تتحدث مع أحد أصدقائك الأعزاء, تتحدث معه حول مشكلتك هذه, ونريده أن يكون مساعدا لك في العلاج, ويكون دوره دورا ضروريا, كأن يخرج معك للأماكن المزدحمة, أو الأسواق, أو المساجد, ومن ثم يتركك ترجع وحدك، أيضا في المناسبات الاجتماعية دعه يذهب معك الأعراس, والجنائز, والأفراح, والأتراح, أيا كانت الدعوات, اذهب مع هذا الصديق, لكن لا تعودا مع بعضكما البعض, كل يأتي أو يرجع من طريق مخالف, هذا لمدة أسبوعين.

بعد انقضاء الأسبوعين اذهب أنت لهذا الصديق, واصطحبه معك في المرحلة الأولى, هو يأتي لك ويأخذك معه, لكن الآن أنت تذهب معه, أنت تذهب إليه, بعد ذلك تقوما بالمشوار مع بعضكما البعض, وحتى وإن رجعت معه لا بأس في ذلك، ثم بعد ذلك وبعد أسبوعين تضع برامج يومية تعرض فيها نفسك لمواقف اجتماعية كنت تتخوف منها فيما سبق, ويجب أن تعرض نفسك لموقفين أو ثلاثة على الأقل.

النقطة الأخرى -وهي هامة جدا- هي أن تطبق ما نسميه بالتعرض الاجتماعي المفيد, وذو القيمة, وهذا التعرض الاجتماعي يتمثل في صلاة الجماعة, أن تصلي الصلوات الخمس في المسجد، أن تمارس الرياضة, وأن تكون لك فاعلية وضرورية وهامة داخل البيت، هذا الذي أحدثك عنه أثبت جدواه علميا, فعليك بالتطبيق أيها الفاضل الكريم.

النقطة الأخرى: اجعل لحياتك معنى من حيث الأنشطة, ضع خططا مستقبلية وآنية لتوصلك إلى أهدافك.

العلاج الدوائي: واصل مع الطبيب, فكل الأدوية تقريبا متشابهة, هذه المرة يمكنك أن تتناول الزيروكسات, والذي يعرف باسم باروكستين, الجرعة يجب أن تصل حتى 3 حبات في اليوم, تناولها تدريجيا, ثم خفضها, وسوف يرشدك الطبيب في هذا الأمر.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات