السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر جميع من ساهم في هذا الموقع, وأسأل الله أن يوفق الجميع.
عمر ي 19 عاما, أعاني من الخوف والقلق والخجل, وأنا غير صريح مع نفسي, حتى كان معي أصدقاء, وتركوني, وأعاني من النسيان, وأفكر كثيرا, وأحس نفسي غير متوازن.
أرجو منكم وصف العلاج، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي يظهر لي من رسالتك القصيرة هذه والمقتضبة؛ أنك لا تعاني من علة نفسية حقيقية، أنت تمر بمرحلة تتطلب ما نسميه بالتجسير –نسبة إلى الجسر– أي الانتقال من فترة اليفاعة والبلوغ إلى بدايات الشباب الحقيقي، وهذه المرحلة فيها شيء من الخوف والقلق وعدم الاستقرار، ومشاكل الهوية، ومشاكل الانتماء، وهذه قطعا تؤدي إلى تقلبات مزاجية.
فيا أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تعتبر هذا الأمر أمرا عاديا مرحليا في حياتك، لكن حتى لا يتفشى ولا يزداد ولا يعطل حياتك, ضع خططا مستقبلية واضحة المعالم، ركز على دراستك، اسع لأن تكون من المتميزين والمتفوقين، أحسن إدارة وقتك، ويجب أن تكون صاحب ثقة في نفسك، لا تحقر ذاتك، أنت لست بأقل من الآخرين.
وحتى تشعر بقيمتك الذاتية كن دائما في صحبة الصالحين من الأقران، وكن بارا بوالديك، وأحسن إدارة وقتك، ومارس الرياضة، وهذا هو الذي تحتاجه، وإن شاء الله تعالى على ضوء هذا البناء السلوكي الإيجابي الذي ذكرته لك تستطيع أن تتخلص من القلق والتوتر والخجل، وحتى إن بقي عندك شيء من القلق فهذا قلق إيجابي، قلق يحسن من دافعيتك، يجعلك تكون مثابرا في أمور دراستك، في أمور دينك، التزاماتك حيال أسرتك.
هذا هو الذي يجب أن تبني عليه، وأنا أؤكد لك –إن شاء الله تعالى– المستقبل لشباب هذه الأمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.