السؤال
السلام عليكم
عمري 18 سنة، عانيت في الأشهر الخمسة الماضية من قلة التركيز والإدراك، وأحيانا لا أشعر بالمكان والحديث والأشخاص، وأتت بالتدريج وبدأت على هيئة اختناقات وكأن حلقي انسد تماما، في البداية كنت أبكي وأصرخ، ومع الأيام اعتدتها، وتأتي الحالة وتذهب، وفي الأيام القليلة هذه بدأت أفقد التوازن قليلا في المشي وأميل، ولا أعلم هل يهيأ لي، لكن فجأة ترتفع أقدامي وأميل كثيرا، وأشعر أني سأسقط.
ذهبت للمستشفى بسبب مواعيد للانحراف في عيني، وأخبرتني الأخصائية أن لدي أوراما دموية في عيني اليسرى، ولا بد من تحاليل لكل الجسم، فعلا عملت تخطيطا مغناطيسيا للرأس، ووجدوا ذات الورم في المخيخ، ولم أستطع سماع الباقي، لأن عمي كان معي وكأنه خاف علي من الباقي، وأخرجني وتم تحويلي لجراحة الأعصاب، وموعدي قريب.
سؤالي: أنا في حالة الله أعلم بها، وحالتي النفسية سيئة، وأعاني من الكوابيس والأفكار الغريبة جدا وغير الواقعية أحيانا بدون أي سبب حقيقي، وأحاول أن أغير من حالتي، الضغط في أسفل رأسي وأعلى عيني شديد للغاية مما يقلل من تركيزي، ودقات قلبي تزداد، وتأتيني حالات إغماء، وحرارة في أذني وفمي أحيانا، وترتفع حرارتي أحيانا فجأة، وفي خمس دقائق تختفي، وصعوبة في البلع، وذاكرتي ضعفت قليلا، ومن كثرة التفكير بالأعراض وحالتي أنسى وأسرح كثيرا، وفقدت لذة الحياة، وأحيانا أتحسن قليلا لكن ترجع الأعراض بعد الحرارة والتشتت في النظر، هل لحالتي علاج؟ وهل هذا طبيعي؟ أخاف أنه اكتئاب رغم أني –الحمد لله- أصلي وأمارس حياتي، لكني لا أستطيع التركيز، فهذا يحزنني كثيرا.
أنا لست مع الناس إطلاقا، وأبكي لأتفه الأسباب، وأشعر بثقل في صدري وقلبي شديد للغاية، هل هذا من أعراض مرض ما؟ لأني صغيرة ولا أستطيع توفير أدوية للاكتئاب، أريد علاجات يتم توفيرها في الصيدليات فربما أستطيع إحضارها من دون علم أحد.
وجدت صعوبة في التركيز وأنا أكتب لكم، وعذرا على اضطراب الحديث، ادعوا لي بالشفاء العاجل والتوفيق، فالله أعلم بحالي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأقول لك بأن أعراض عدم التركيز وتشتت التفكير كثيرا ما تكون مصحوبة بقلق نفسي، وفي بعض الأحيان أيضا الاكتئاب البسيط قد يسببها، وفي أحيان كثيرة مجرد ترتيب الوقت، ووقت النوم يكون مبكرا، والترتيب الغذائي الصحيح، وممارسة تمارين الاسترخاء، هذا يحسن التركيز كثيرا، كما أن قراءة القرآن الكريم بتدبر وتمعن فيها خير كثير جدا للشخص الذي يعاني من ضعف التركيز.
أيتها الفاضلة الكريمة، أرجو أن تطمئني، لن يصيبك مكروها - إن شاء الله تعالى -، وأنا أرى أولا ضرورة وأهمية الذهاب إلى الطبيب المختص في جراحة الأعصاب، والحمد لله تعالى الموعد قريب – حسب ما فهمت من رسالتك -. طلبي هذا يقوم على أساس أن العلة التي وجدت في المخاخ لا بد أن يتم الاستقصاء حولها ومعرفة طبيعتها، وسيكون الأمر بسيطا جدا - إن شاء الله تعالى -.
العلل الدماغية – أيا كان نوعها – مثل الأورام البسيطة، الالتهابات في أغشية الدماغ، هذه أيضا قد تؤدي إلى ضعف في التركيز، وأحيانا شعور بفقدان التوازن، وتشتت في التفكير.
إذن بدايتنا الصحيحة تكون من خلال مقابلة طبيب جراحة الأعصاب ليصل إلى التشخيص الدقيق لحالتك هذه، وبعد ذلك سوف يضع الخطة العلاجية. هذا هو الذي أراه أفضل، وفي خلال هذه المدة حاولي أن تنامي مبكرا – كما ذكرت لك – ومارسي تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015) هذه التمارين فيها فائدة كبيرة جدا لتحسين التركيز، ورتبي غذائك، وحاولي أن تتناسي هذه الأعراض أيضا من خلال أن تشغلي نفسك مع والدتك في شؤون البيت، وعليك بالقراءة ففيها خير وفائدة كبيرة جدا.
هذا هو الذي أنصحك به في هذه المرحلة، وأرجو ألا تتناولي أي دواء مضاد للاكتئاب في هذه المرحلة، مقابلة الطبيب – طبيب جراحة الأعصاب – مهمة جدا، وإن رأى هو أن يحولك إلى الطبيب النفسي هذا أيضا فيه خير كثير - إن شاء الله تعالى -.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.