السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أني أعاني من حساسيتي الزائدة تجاه أبسط وأتفه الأمور، وأقل الحركات تستفزني وتعصبني، هذا الشيء كان في من قبل، لكن هذه الفترة زاد بشكل ملحوظ من الجميع.
صرت أبكي كثيرا، وأصحابي صاروا يتندرون علي، حدث لي موقف قبل سنة تقريبا، كان هناك خلاف بيني وبين صديقي العزيز؛ صديق عمري، واستشرت أحد الأصدقاء، فقال لي: "كلمه بالذي في قلبك"، فعاتبت صديق عمري عتابا شديدا، وبعدها رجعنا متحابين كما كنا، وارتحت، وانزاح عن صدري هم عظيم.
الآن كلما تحسست منه لأي شيء، رجعت أكلمه، وصرت أظن به ظن السوء، ولا أرتاح حتى أكلمه، وهذا الشيء صار يزعجه، وصار ينفر مني؛ لأني أحمله المسؤولية كلها في كل شيء، وأنا لا أريد أن أخسره؛ لأني أحبه في الله.
أرجوكم ساعدوني، جزاكم الله خيرا، ورزقكم الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: الصداقة من العلاقات الاجتماعية المهمة في حياة الناس، وخاصة إذا كانت مبنية على أسس قويمة، خالية من المصالح الشخصية ومن الهوى، وأعظم أنواعها: الأخوة في الله، والمتحابون في الله من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد تأتي صدفة أو متعمدة، المهم هو أن يكتشف الشخص أن هناك شخصا آخر يبادله الاحترام والتقدير، ويشاركه الاهتمامات والميول، ويقف معه ويؤازره وقت الضيق، ويحفظ أسراره، ويستر عيوبه، ويعفو عنه إذا أخطأ.
لحل المشكلة نرشدك بالآتي:
1- اسع في مرضاة الله، فإذا أحبك الله، جعل لك القبول بين الناس.
2- ينبغي أن تتصالح مع نفسك، وتتحرر من هواها، وتثق في قدراتك وإمكانياتك، واعتز بها، ولا تقارن نفسك بالآخرين في أمور الدنيا.
3- كن نموذجا في الأخلاق، واحترم قيم وآراء الآخرين.
4- قم بعرض مساعدتك على من يحتاج للمساعدة، وخاصة صديقك.
5- قدم الهدايا لأصدقائك، حتى ولو كانت رمزية؛ فإنها تحببهم فيك، وازهد فيما عندهم.
6- بادر بمواصلة أصدقائك في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركهم في مناسباتهم السارة وغير السارة.
7- أحسن الظن دائما في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.
8- لا تتدخل في خصوصيات صديقك.
وللمحافظة على العلاقة مع صديقك؛ ركز على هذه النقاط التالية:
أ- المعرفة التامة، وتقصي الحقائق، وجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور والمواقف.
ب- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينكم.
ج- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.
د- التحرر من الهوى، ولا بد من تحكيم العقل على العاطفة.
وفقك الله، وسدد خطاك.