السؤال
السلام عليكم
عمري 22 سنة، طولي 178، وزني 55، ومشكلتي تتلخص في الآتي: في بعض الأوقات أفكر في ابنة عمي وبالي مشغول بها، وأتخيل وأحلم في الواقع بأنها زوجتي وسأعيش من أسعد الناس معها.
ما الخطوات اللازمة التي من المفترض أن أعملها؟ فأنا أحب بنت عمي، وأحس بأنني مكمل لها، وهي مكملة لي؛ في أخلاقها وأدبها وتواضعها، وأنا خائف أن يتقدم لها أحد وتضيع مني، وهذا هو الشيء الذي يقلقني؛ لأنني لست وسيما، وهي لا تعرفني؛ فهي في الغربة مع أسرتها.
والد البنت غني وأخاف أن يظن أهلها أو الناس أنني أطمع في مالها، مع العلم أن الفتاة صغيرة السن، قد تكون في بداية الثانوية، فهل من الممكن أن أنتظر إلى أن تكمل تعلميها وأتقدم لها أم أبادر في الوقت الحالي؛ حتى ولو بأخذ الموافقة من أبيها؟
وهل يحق لي أن أحدثها قبل أن أكلم والديها، فأنا أريد أن يحسم الموضوع إما بالرفض، أو القبول؟ وماذا عن البنت؟ هل يحق لها أن ترفض أم الأمر يرجع في الأول والأخير إلى الأب، فأنا أخاف ألا تقبلني؟
وإذا كان لي بها قسمة ونصيب، فهل أتركها تكمل تعليمها أم ماذا؟ وماذا عني أنا أيضا، فأنا في الوقت الحالي لست جاهزا لأي شيء؛ فأنا كثير السرحان والقلق، ولست مستعدا على الأقل نفسيا، ماذا عن هذه الأفكار؟
أرجوكم ردوا علي بالتفصيل على كل نقطة ذكرتها، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ gh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الفاضل: أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك وأن يقدر لك الخير حيث كان.
بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نحاورك من خلال ما يلي:
أولا: هدئ روعك -يا أخانا-، فالأمر هين، والموضوع أبسط مما تتخيل، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يقدره لك حيث كان.
ثانيا: قبل أن نجيبك، نحب أن نطمئنك أن من كتبها الله لك زوجة، هي معلومة قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).
ثالثا: جميل منك أن تفكر في الغد، لكن السؤال الأصح الذي ينبغي أن يطرح عليك، وأن تجيب عليه بشفافية هو هل اخترت الفتاة لأجل الدين والخلق؟ إذا كان هذا هو الأساس فأبشر، أما إن كان غيره فراجع نفسك، فقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- طريق ذلك، فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فالمرأة المتدينة خير متاع الدنيا، فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)، وبالطبع لا حرج أن يجمع الرجل بعد الدين، المال أو الجمال أو الحسب أو الجميع، المهم أن يكون الدين أساسا وعمدة، أما الاختيار على غير تلك الأسس فعاقبته الخسارة -أخي الحبيب-.
رابعا: لا ننصحك بأن تفاتح الفتاة بأي أمر، ولا أن تتسرع في شيء، فما تراه اليوم جميلا، قد تراه عاديا بعد زمن، خذ الأمور بهدوء، ولا تتعجل شيئا، فإذا ما استطعت على الزواج بادر بالتقدم إليها، واعلم أنها لو كانت لك فلن يأخذها غيرك، وإن كانت لغيرك فلن تكون لك، ولو بلغ حرصك عنان السماء، فثق في عطاء ربك، ووكل أمرك إليه.
خامسا: قد علمنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أن نستخير في أمورنا كافة، وإن أهم ما ينبغي الاستخارة له، هو الإقبال على الزواج، وقد كان جابر -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -هنا تسمي حاجتك- خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر -هنا تسمي حاجتك- شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويسمي حاجته".
سادسا: بعد أن تستخير الله دع الأمر يقضيه الله كما يريده -سبحانه-، وثق بأن الخيرة -إن شاء الله- ترتقبك، فلو قدر الله لك هذه الفتاة زوجة فاعلم أنه الخير لا محالة، وإن كان العكس فاعلم أنه الخير أيضا.
سابعا: يمكنك إن أحسست برغبة صادقة، وكان عندك المقدرة أو في الطريق إلي المقدرة المادية واستخرت الله، أن تخبر والدك ليتحدث إلى والد الفتاة، واستمع لأبويك، فإن خبرتهم في الحياة كبيرة، وحبهم لك فطرة، ولا ينصحانك إلا لخيرك، وقد استخرت الله، والله حتما سيقضي الأمر إلى الخير ما دمت قد استخرته.
ثامنا: بالنسبة لتعليمها فاعلم أن الإسلام لا يمانع من تعليم الفتاة، ولا يقف أمام تحصليها العلوم، ما دامت وفق ضوابط الشرع، وأما إن كانت لك رغبة أخرى، فهذا يخضع للحوار بينكما.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، والله الموفق.