وسواس النوم ومعاناتي معه.

0 511

السؤال

السلم عليكم

مشكلتي هي أنني مررت بحالة من الرعب والخوف من النوم، ولم أخلد للنوم لمدة يومين متوالين، في فترة الاختبارات النهائية، قبل تسعة شهور، وهذا الأمر الذي منعني من المذاكرة، ودخلت في دوامة الخوف والوساوس لمدة شهر، وكنت بتلك الفترة أتناول عقار (الاميتربتالين)، ومع الصلاة والدعاء والأذكار، -الحمد لله- تحسنت حالتي.

قبل شهرين تحديدا في وسط شعبان، كان لدي موعد فطور في الصباح الباكر، وجلست متوترة من عدم كفاية الوقت، مع أنني بالستة شهور الماضية كنت أطبق بإحدى الشركات بدوام صباحي، وكان وضعي جيدا، بعد موعد الفطور الذي واصلته ولم أنم، رجع لي القلق والخوف، خوف من تكرار الذي حصل، أو قل: رعبا -إن صح المعنى-.

صرت أنام يوما، ويوما لا أنام، وعدت إلى نفس الدوامة مرة ثانية، ولكنها أقوى من المرة الأولى، لم أذق النوم لمدة أسبوعين، كنت أواصل لمدة يومين، واليوم الثالث أنام، مجرد محاولتي للنوم يزداد عندي الخفقان، وزيادته فاقمت الخوف لدي، واستمرت طوال رمضان، والأمر الذي أتعبني أكثر هو حملي، وكنت في الشهر السادس، ومع حالة الاكتئاب، كان القلق يزداد، فلا أستطيع النوم وأشعر بالتعب، لا أشتهي الطعام، وقل وزني كثيرا، وأصبحت أبكي، إلى أن حولتني دكتورتي إلى دكتور نفسي، أجبرني على تناول دواء (valdoxan)، لأن استمرار وضعي على ما هو عليه، سيؤثر على الجنين.

حاولت أن أقاوم كثيرا، كنت يوميا أصلي، وأدعو كل السنن لا أفوتها، وأدعو في أوقات الاستجابة وغيرها, تمر علي أيام أكون فيها أفضل، وتأتي أيام يتلخبط بها نومي، ويعود خوفي أكثر مما كان, مع أنني أخبر نفسي أن الكل يتلخبط نومه في رمضان, وأن هرمونات الحمل تسبب صعوبة في النوم.

لم يذهب القلق، بل على العكس, هدأ وضعي مدة أسبوع بعد الدواء، وصرت أنام الصباح على الأقل، وأحاول أن أشغل وقتي، فأخرج وأجتمع بالناس كي لا أفكر، وحين اقترب موعد العيد، رجع الرعب والخوف، لأنني أعرف لخبطة النوم في فترة العيد، فكرت أن أحبس نفسي ولا أشارك أحدا بالعيد، واستمررت في تناول الدواء، وجاء العيد -ولله الحمد- وانتهى.

سافرت بعد العيد وكنت مرتاحة طوال السفر؛ لأني منشغلة، ولم أشعر بالخوف إلا وقت النوم، واستطعت أن أنام في الليل -والحمد لله- بعد عودتي إلى منزلي، كان وقت إيقاف الدواء، لأن الدكتور قال لي أن استمر عليه لمدة شهر فقط، لأنني حامل، أوقفت الدواء ونمت يومين، مع وجود الخوف، ولكن الوضع طبيعي -والحمد لله-، وفي اليوم الثالث بدأ يتلخبط نومي ويتأخر، ورجع لي الخوف مضاعفا، ومازلت منذ شهرين على الوضع ذاته، نعم لقد أصبحت أنام -والحمد لله-، لكني أنتظر اليوم الذي لن أنام فيه، مثل الذي ينتظر حكما بالإعدام.

طوال اليوم وأنا في دوامة قلق مرضي ومتعب جدا، أخاف من أنني لن أستطيع النوم، وأخاف من أن أبقى هكذا للأبد، أخاف من أن يمل زوجي مني -مع أنه أكبر داعم لي-، لكنني أخاف يأتي يوم ويمل من هذا الوضع، أخاف تستمر حالتي هكذا بعد الولادة، ولا أستطيع أن أهتم بطفلي، أخاف من أي التزام، مثل الوظيفة أو عزيمة، أو موعد في اليوم الثاني، كل هذه الأمور التي أخاف منها تتعبني، أعلم أنها أوهام لا أساس لها من الصحة، رجعت لي نوبات البكاء، ولم أقف عن الدعاء والصلاة، وكلي أمل أن الله سوف يفرج كربتي، ويكشف ضري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

بعد تدارسي لرسالتك، وصلت إلى قناعات قوية، أن مشكلتك الأساسية هي خوفك الوسواسي أن النوم لن يأتيك، وهذا ولد عندك المزيد من القلق، وهذا أدى إلى الشعور بالاكتئاب النفسي، ومن ثم دخلت في هذه الحلقة المفرغة (الخوف من عدم النوم، والخوف منه في ذات الوقت)، وبدأ التفكير المعرفي لديك يكون مشتتا، ومخلوط بشيء من الكدر والكرب وما أنت عليه الآن.

فإذا -أيتها الفاضلة الكريمة-، يجب أن تغيري مفاهيمك، النوم حاجة بيولوجية، والإنسان يهيأ نفسه للنوم من خلال الاسترخاء، الحرص على الأذكار، أن يجعل حياته صحية، أن تجنب النوم النهاري، أن يتجنب المثيرات، مثل: الشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، خاصة في فترات المساء، وليس هنالك ما يمنع أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس والمحسنة للنوم.

عقار (فالدوكسان) الذي اقترحه الطبيب هو من الأدوية الجيدة، الأدوية الممتازة، لإزالة الاكتئاب النفسي، فقط هذا الدواء يتطلب تحفظات معينة، وتدابير مطلوبة لمراقبة وظائف الكبد، يتم فحص الدم قبل تناول الدواء، ثم يتم فحص وظائف الكبد مرة أخرى أسبوع بعد تناول الدواء، ثم ثلاثة أسابيع بعد تناول الدواء، هذا مجرد تحوط؛ لأنه في عدد قليل جدا من الناس ربما يسبب هذا الدواء ارتفاعا في أنزيمات الكبد.

أنا متأكد أن طبيبك الكريم، يكون قد أطلعك على هذا الأمر، لكني أوافق تماما على هذا الدواء، وإن لم يتحسن النوم لديك بالصورة المطلوبة، ولم يتحسن المزاج، يمكن أن تتناولي عقار(ميرتازبين)، والذي يسمى (ريمارون)، بجرعة خمسة عشر مليجرام ليلا.

إذا تغيير نمط حياتك مهم جدا، تنظيم وقتك مهم جدا، التفكير الإيجابي مهم جدا، وكذلك تناول الدواء حسب ما وصفه لك الطبيب.

هذا هو الذي أنصحك به، وأنا أرى أن التحكم في التفكير السلبي سوف يساعدك كثيرا، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فلم كل هذا الخوف وهذا القلق وهذا التوتر؟

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات