السؤال
السلم عليكم
مشكلتي هي أنني مررت بحالة من الرعب والخوف من النوم، ولم أخلد للنوم لمدة يومين متوالين، في فترة الاختبارات النهائية، قبل تسعة شهور، وهذا الأمر الذي منعني من المذاكرة، ودخلت في دوامة الخوف والوساوس لمدة شهر، وكنت بتلك الفترة أتناول عقار (الاميتربتالين)، ومع الصلاة والدعاء والأذكار، -الحمد لله- تحسنت حالتي.
قبل شهرين تحديدا في وسط شعبان، كان لدي موعد فطور في الصباح الباكر، وجلست متوترة من عدم كفاية الوقت، مع أنني بالستة شهور الماضية كنت أطبق بإحدى الشركات بدوام صباحي، وكان وضعي جيدا، بعد موعد الفطور الذي واصلته ولم أنم، رجع لي القلق والخوف، خوف من تكرار الذي حصل، أو قل: رعبا -إن صح المعنى-.
صرت أنام يوما، ويوما لا أنام، وعدت إلى نفس الدوامة مرة ثانية، ولكنها أقوى من المرة الأولى، لم أذق النوم لمدة أسبوعين، كنت أواصل لمدة يومين، واليوم الثالث أنام، مجرد محاولتي للنوم يزداد عندي الخفقان، وزيادته فاقمت الخوف لدي، واستمرت طوال رمضان، والأمر الذي أتعبني أكثر هو حملي، وكنت في الشهر السادس، ومع حالة الاكتئاب، كان القلق يزداد، فلا أستطيع النوم وأشعر بالتعب، لا أشتهي الطعام، وقل وزني كثيرا، وأصبحت أبكي، إلى أن حولتني دكتورتي إلى دكتور نفسي، أجبرني على تناول دواء (valdoxan)، لأن استمرار وضعي على ما هو عليه، سيؤثر على الجنين.
حاولت أن أقاوم كثيرا، كنت يوميا أصلي، وأدعو كل السنن لا أفوتها، وأدعو في أوقات الاستجابة وغيرها, تمر علي أيام أكون فيها أفضل، وتأتي أيام يتلخبط بها نومي، ويعود خوفي أكثر مما كان, مع أنني أخبر نفسي أن الكل يتلخبط نومه في رمضان, وأن هرمونات الحمل تسبب صعوبة في النوم.
لم يذهب القلق، بل على العكس, هدأ وضعي مدة أسبوع بعد الدواء، وصرت أنام الصباح على الأقل، وأحاول أن أشغل وقتي، فأخرج وأجتمع بالناس كي لا أفكر، وحين اقترب موعد العيد، رجع الرعب والخوف، لأنني أعرف لخبطة النوم في فترة العيد، فكرت أن أحبس نفسي ولا أشارك أحدا بالعيد، واستمررت في تناول الدواء، وجاء العيد -ولله الحمد- وانتهى.
سافرت بعد العيد وكنت مرتاحة طوال السفر؛ لأني منشغلة، ولم أشعر بالخوف إلا وقت النوم، واستطعت أن أنام في الليل -والحمد لله- بعد عودتي إلى منزلي، كان وقت إيقاف الدواء، لأن الدكتور قال لي أن استمر عليه لمدة شهر فقط، لأنني حامل، أوقفت الدواء ونمت يومين، مع وجود الخوف، ولكن الوضع طبيعي -والحمد لله-، وفي اليوم الثالث بدأ يتلخبط نومي ويتأخر، ورجع لي الخوف مضاعفا، ومازلت منذ شهرين على الوضع ذاته، نعم لقد أصبحت أنام -والحمد لله-، لكني أنتظر اليوم الذي لن أنام فيه، مثل الذي ينتظر حكما بالإعدام.
طوال اليوم وأنا في دوامة قلق مرضي ومتعب جدا، أخاف من أنني لن أستطيع النوم، وأخاف من أن أبقى هكذا للأبد، أخاف من أن يمل زوجي مني -مع أنه أكبر داعم لي-، لكنني أخاف يأتي يوم ويمل من هذا الوضع، أخاف تستمر حالتي هكذا بعد الولادة، ولا أستطيع أن أهتم بطفلي، أخاف من أي التزام، مثل الوظيفة أو عزيمة، أو موعد في اليوم الثاني، كل هذه الأمور التي أخاف منها تتعبني، أعلم أنها أوهام لا أساس لها من الصحة، رجعت لي نوبات البكاء، ولم أقف عن الدعاء والصلاة، وكلي أمل أن الله سوف يفرج كربتي، ويكشف ضري.