بعدي عن الله دفعني للانتحار.. أحتاج المساعدة منكم

0 290

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في المرحلة الجامعية، أبلغ من العمر 19 سنة، في بداية التحاقي بالجامعة كنت من المتفوقات بفضل الله، ولكنني بعد فترة بدأت أتراجع كثيرا، وأشعر بأن السبب وراء تراجعي هو البعد عن ذكر الله، وعندي يقين أن كل ما أعانيه سيحل حين أعود إلى الله.

عندما كنت صغيرة ذقت حلاوة الإيمان، واستشعرت معنى حب الخلق لك من حب الخالق ورضاه عليك، فأنا أعرف جيدا لذة القرب من الله، وبعد هذا كله، أجد نفسي كلما رجعت إلى الله، أعود بعد فترة قصيرة إلى الذنوب والمعاصي، حتى صرت أتمنى لو أنني مت حينما كنت صغيرة.

لقد راودتني فكرة الانتحار، وصرت أشعر بأن أفكاري أصبحت إجرامية، فعلى سبيل المثال: أنا أفكر أن أقتل أطفالي مستقبلا؛ حتى لا يؤول حالهم إلى ما آلت إليه أمهم.

والمشكلة أنني أستطيع تشجيع جميع من حولي بكلماتي المحفزة، ولا أمنح نفسي هذا التشجيع.

ولدي مشكلة دراسية، فأنا بطيئة في الإنجاز، وأشعر بأنه في استطاعتي أن أنجز ما هو أكثر، ولكنني إذا أخذت قسطا من الراحة أثناء المذاكرة، فإنني أعود بعده وقد تخبطت خططي وترتيباتي جميعها، ولا أنجز شيئا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك ابنتنا الفاضلة على الكتابة إلينا لما يدور في نفسك، وأعانك الله، وخفف عنك.

ومن منا لا يخطئ ولا يعصي، وكما قال الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).

لا يبدو أن المشكلة هي في قدرتك على الدراسة، أو في معرفة كيفية الدراسة والمذاكرة، فأنت كنت متفوقة ومتميزة، وإنما لسبب ما ضعفت عندك الهمة، والحماسة، والرغبة في الدراسة التي كنت جيدة فيها، والغالب أنك ما زلت راغبة في العودة لما كنت عليه من الهمة والنشاط، ولذلك كتبت إلينا في هذا الخصوص.

وأنت تردين هذا التراجع بسبب البعد عن الله تعالى، وأنا أسأل في نفسي، ما الذي حدث في حياة هذه الشابة الطيبة؟ وما الذي أبعدها عن الله تعالى بهذا الشكل؟ هل تعرضت إلى أذى، أو هل هو تأثير الصحبة غير الصالحة، أو أمور أخرى غير هذه.

سوف يفيدك جدا تحديد سبب هذا الابتعاد الذي تشعرين به، وذلك كي تعالجيه أولا، وكي لا يتكرر مرة أخرى، لا سمح الله.

وربما إذا عالجت هذا الموضوع سهل عليك الرجوع لما كنت عليه، والله يحب توبتنا، ويحب عودتنا إليه، فمن لنا غيره سبحانه وتعالى؟ وما أريد معرفته أيضا، هل هناك ما يشغلك عن الدراسة، ونحن في بداية العام الدراسي، كالحاسوب، أو برامج التواصل الاجتماعي، مثل:الفيس بوك...الخ، أو الشبكة العنكبوتيه، أو غيرها.

فإذا كان هذا هو السبب، فلابد من علاج هذه المشكلة، وهي في هذه الحالة المشكلة ليست عدم الرغبة في الدراسة، وإنما وجود الملهيات وما يشغلك عن هذا العمل، ولاشك أن هناك عدة أمور يمكنك القيام بها للحد من هذه المشكلة إن وجدت.

فهناك وسائل كثيرة يمكنك من خلالها أن تنظيم أمور حياتك، بحيث يمكنك أن تسيطري على ظروفك، ولا تجعليها تتحكم بك، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه، عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج إلى الصبر والعزيمة، قال تعالى: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة}(التوبة: 46).

أرجو منك الآن، وبعد قراءة جوابي هذا، أن تجيبي على السؤالين الذين طرحتهما عليك:

1- سبب الابتعاد عن الله؟
2- هل هناك ما يشغلك عن الدراسة؟
وسترين بعد الإجابة على هذين السؤالين أنك أقدر على علاج المشكلة، ومن نفسك، ولكن لابد من اتخاذ الخطوات البسيطة هذه.

وأحيانا أطلب من الشخص أن يبدأ ببذل الجهد في العمل المطلوب منه، وفي حالتك، العمل هو الدراسة، وسترين أن طريق العودة لله تعالى أسهل من الأول، قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا، وإن الله لمع المحسنين}.

وأنا أضمن لك إنك إذا درست ساعة واحدة كاملة، وبشيء من التركيز، ستجدين في نفسك همة عالية للمتابعة، فالنجاح يسهل الطريق لنجاح آخر، وهكذا.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول تحريم الانتحار والتفكير فيه: 262983 - 110695 - 262353 - 230518.

وفقك الله ويسر لك، وجعلك من المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات