السؤال
السلام عليكم
منذ أن تزوجت قبل 3 سنوات تغيرت شخصيتي بعدما تغيرت معاملة حماتي التي هي خالتي، حيث تسمعني الكلام الجارح، والتحدث عني بسوء أمام أمي وخالاتي الأخريات، والحسد، والغيرة.
أصبحت أرى في المحيطين بي جوانب سوداء في شخصياتهم لم أكن أراها من قبل، وانعكس كل ذلك علي سلبا حتى مع صديقاتي اللاتي لم يعدن يحببنني بسبب حساسيتي، وانفعالي الزائد، وحتى زوجي لم أعد أتقبل الجرح أو النقد من أي أحد، إضافة إلى الوضع المالي الضيق بعد أن تزوجت.
علما أني لم أشعر بهذا الإحساس -الضيق المالي- من أهلي من قبل، فساعدوني، ماذا أفعل؟ وكيف أعود متفائلة ومحبوبة مثل قبل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أم سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر، والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.
أما أسلوب الخالة وطريقتها في التعامل معك قد تكون غير مرضية بالنسبة لك، فخذيها على حسب فهمها، وحاولي أن تصارحيها وتناقشيها في كل صغيرة وكبيرة؛ لكي تكسبي ثقتها، فإذا وثقت فيك فسيتغير الوضع -إن شاء الله- وهذا يتطلب اجتهادا منك بعدم فعل أي سلوك يؤدي إلى الشك، بل مارسي حياتك بصورة عادية أمامها، فهي بمثابة الوالدة، وبرها كبر الوالدة.
واعلمي أن مشاكل أهل الزوج مع الزوجة لا يخلو منها بيت، ولكن ينبغي التعامل معها بالحكمة والابتعاد عن النظرة الضيقة للأمور الحياتية.
ثانيا: نقول لك -أختنا الكريمة- إن العقل ما سمي بهذا الاسم إلا لأنه يعقل، أي يكف ويمنع كل ما هو مناف لقيمنا الدينية والاجتماعية، وبالتالي نقول: الإنسان العاقل هو الذي يفرق بين الحسن والقبيح، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، وقد يفقد الشخص السيطرة على ذلك في حالات الغضب أو الانفعال الشديد.
فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكرين دائما في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل؛ لكي تتصرفين بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة، وقد جاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم، وباتباعك لما جاء في هذا الحديث -إن شاء الله- لن تندمي على فعل فعلتيه.
ثالثا: اتبعي الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:
1- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يوميا، فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية، ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان، أو الإخوان أو الصديقات.
2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤدينها.
3- الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار؛ فإنه مزيل للهم والحزن، ومجلب للسعادة وزيادة المال -إن شاء الله- وكذلك تجنب فعل المنكرات، والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلمي أن الله غفور رحيم.
4- نريدك -أختي الكريمة- أن تتحدى وتتفاءلي ولا تستسلمي وقاومي حتى النصر بعون الله وتوفيقه، واعتبري أن الذي تمرين به الآن هو أول إمتحان لك في حياتك، ولا بد من إجتيازه ليزيدك النجاح قوة ومنعة تستطيعين بها مجابهة المشاكل والمحن في المستقبل، فالإنسان خلق في كبد، والمؤمن مصاب وأمره كله خير -إن شاء الله-.
5- واظبي على ممارسة تمارين الإسترخاء العضلي بشكل يومي، وخاصة في حالة الضيق أو التوتر الشديد تجدين تفاصيلها في الإستشارة رقم: 2136015.
6- حاولي تحليل المواقف الحياتية وفقا لمعطيات الواقع والحاضر، وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين حاولي تطبيق الآتي:
- النظرة الشمولية للموقف.
- التحرر من الهوى في الحكم على سلوك الآخرين.
- إلتماس العذر في الحالات التي تتطلب ذلك.
- تقصي الحقائق وعدم تصديق الظنون.
وفقك الله لما فيه الخير.