رغم كثرة مطالعتي إلا أنني لم أتطور.. فهل من نصيحة؟

0 490

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعزب, عمري 28 عاما, قرأت استشارة على موقعكم المتميز بعنوان: (اقرأ كثيرا) ولكني لم أتطور, وهذا هو حالي فعلا, فأنا مثلا أحب قراءة الشعر, ولكن ليس أي شعر, بل الشعر الذي يتضمن الحكمة والموعظة, مثل:

إذا ما خلوت الدهر يومــا فلا تقل خلوت وقل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب

كما أني أحب القراءة في مجال التنمية البشرية, وتطوير الذات, وفي مجال الصحة واللياقة البدنية أيضا, ومع ذلك لا أتطور, ولا أتقدم في حياتي, وكأنني لم أقرأ.

- هل أقرأ أي شيء؟ أم أقرأ أشياء معينة؟ فأنا لا أعرف كيف أتطور وأستفيد مما أقرأ في حياتي؟

- هل لا بد أن أتخصص في قراءة شيء معين طوال حياتي؟ وكيف أتخصص؟ فأنا أسمع عن المهندسين والدكاترة وغيرهم, فهؤلاء متخصصون مثلا, أما أنا فمعي مؤهل سياحة وفنادق, وأعمل في أي وظيفة بسيطة جدا, ولا أستطيع أن أجد لنفسي مسمى وظيفيا أتقنه.

- كيف أتميز في مجالات مختلفة؟ هل أضيع سنتين من عمري مثلا في القراءة في مجال الشعر, ثم بعد ذلك سنتين في مجال التنمية البشرية, ثم سنتين في اللياقة البدنية مثلا, أم ماذا؟ وكيف أستفيد نظريا وعمليا في حياتي؟

أرجو التوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذه الأفكار، التي تنم عن ذكاء وفطنة، نفع الله بك.

وشكرا لك على هذا السؤال الهام، فالقراءة من أفضل ما يمكن أن نتعلمه في حياتنا، والله تعالى يقول "اقرأ وربك الأكرم" فكرم الله وفتوحاته، إنما هي من خلال القراءة والاطلاع، والأمة التي تقرأ هي الأمة التي تسود! ويوم قرأ المسلمون نشروا العلم والحضارة.

ويختلف جواب القراءة بحسب رغبة القارئ، ولكن بشكل عام يهتم الإنسان بقراءة المواضيع التي يهتم بها، فإذا كنت من المهتمين بعمل أو تخصص معين، وإن كان غير عملك المهني، فهذا طيب، فربما تقرأ كتبا في بعض العلوم أو الهوايات حتى، ونفس الشيء إن كنت مهتما بالأدب، وهذا ما يبدو من سؤالك، فلماذا لا تتابع فيه؟ ويمكنك أيضا تعلم علوم جديدة كاللغات، أو إدارة الأعمال وفي شيء قريب من مهنتك، ومن ثم تتيح لنفسك فرصة وجود الكتب في الموضوع المفضل لديك.

ولعلك تقرأ أيضا في التاريخ والسيرة وغيرها من الكتب الدينية، وكذلك كتب تطوير الذات...

لا تقلق من موضوع أنك تقرأ ولكنك لا تتطور، فالتطور والتقدم، قد يأتي ببطء، كالشجرة الوارفة، حيث تأخذ وقتا وجهدا حتى تثمر.

بصراحة، في البداية لا يهم كثيرا ماذا تقرأ، المهم أن يقرأ، ومن ثم يمكنك أن تغير من نمط القراءة وبحيث تختار الأنفع والأفضل.

ولا شك أن من المفيد جدا أن تعيش وتصاحب من يحب القراءة، فعادة حب القراءة يمكن أن تعدي، وخاصة مع وجود الكتب المتنوعة.

هذه بعض النصائح التي يمكن أن تفيدك في متابعة القراءة.

وفقك الله، ونفع بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات