خوفي على أولادي من المرض يصيبني بالقلق والتوتر وقلة النوم

0 469

السؤال

السلام عليكم

إخوتي الكرام: أشكر لكم وقوفكم مع إخوانكم في هذا الموقع، سائلا المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أنا معلم منذ أربع سنوات، متزوج، وعمري 30 سنة، ولدي أولاد وبنات -ولله الحمد-، لدي عدة مشاكل نفسية:

أولا: القلق.
ثانيا: التوتر.
ثالثا: قلة النوم.

أما القلق فيكون بسبب وبدونه، وعلى سبيل المثال: أولادي لديهم
ربو (حساسية صدر)، وناموا في المستشفى كثيرا عندما كانوا صغارا، وبدأت تخف كثيرا -ولله الحمد- وهم في تحسن مستمر، عندما يأتي أي سبب لمسببات الحساسية أتوتر وأقلق بشكل عجيب، حتى أكاد أطلق زوجتي، وكالعادة يسلمون منها -ولله الحمد- حتى أني منعت زوجتي من الخروج من المنزل، وعندما أسمح لهم بالخروج لا يحدث لهم شيء -ولله الحمد-.

أيضا قلة نومي مرتبطة منذ أن تعب أولادي، حتى وإن حصل نوم لساعات متواصلة لا أحس بالراحة في النوم أبدا، وأي صوت أستيقظ منه ولا أستطيع بعدها أن أنام، علما بأن هذه الحالة لها أكثر من سنتين.

ومن خلال قراءتي أتوقع -والله أعلم- أن الدواء المناسب لي أحد اثنين: إما سبرالكس، أو زولفت، والقرار في النهاية لك أيها الدكتور الفاضل.

أضف إلى هذا الدقة بشكل عجيب لدرجة أني أسأل زوجتي: كم مرة كح فلان، وكم مرة بكى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، لقد قمت بعرض مشكلتك بصورة ممتازة، وأنا -إن شاء الله تعالى- أراها مشكلة بسيطة، أنت بالفعل لديك قلق، والقلق يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا، القلق طاقة نفسية إنسانية سلوكية يحتاج لها الإنسان من أجل تحسين الدافعية لديه، لكن في بعض الأحيان حين يفيض الكيل ويكون مستوى القلق مرتفعا يؤدي إلى التوترات والانفعالات السلبية، مثل النوع التي تحدثت عنه.

أخي: أنا لا أراك بالفعل مكتئبا اكتئابا حقيقيا، لكن ربما يكون لديك درجة بسيطة من عسر المزاج، وعسر المزاج في هذه الحالة نعتبره أمرا ثانويا بالنسبة للقلق، حاول أن تعبر عن ذاتك وأنت تعمل معلما، ولديك فرصة عظيمة للتفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات، فإذن لا تحتقن نفسيا، لا تترك الأمور البسيطة التي لا ترضيك متراكمة.

وبالنسبة للانفعالات مع الزوجة -أخي الكريم- كما تعرف أن الزواج مودة وسكينة ورحمة، وأنا متأكد أنك سوف تكون صاحب مبادرات إيجابية حيال زوجتك، وعليك بالاستغفار في وقت الغضب، وألا تستعجل الأمور، وحاول -دائما- أن تكافئ زوجتك بمردود إيجابي من خلال الكلمة الطيبة.

أخي: الرياضة مهمة جدا بالنسبة لك، فإن استطعت أن تمارسها سوف تفيدك نفسيا وجسديا في ذات الوقت، حاول أن تتجنب النوم النهاري، وتجنب شرب الشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، وكل الميقظات لا تتناولها في فترة المساء على الأقل، يجب أن يكون هنالك مدة زمنية لا تقل عن 6 ساعات ما بين تناول أحد هذه المشروبات ووقت النوم، الحرص على أذكار النوم، وقوة الاعتقاد اليقيني في نفعها هذا يسهل النوم كثيرا، أريدك أيضا أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (2136015) سوف تجد بها إرشادات جيدة جدا حول تمارين الاسترخاء، حاول أن تطبقها خاصة قبل النوم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أرى أن (الزولفت) وهو (المودابكس) سيكون الأفضل بالنسبة لك، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، تناولها بانتظام لمدة شهرين، ثم اجعلها حبتين ليلا أي 100 مليجرام، تناولها لمدة 3 أشهر، ثم اجعلها حبة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، الزولفت دواء متميز جدا لعلاج القلق والتوترات والمخاوف، ويحسن النوم في ذات الوقت، من آثاره الجانبية إنه ربما يزيد من شهيتك قليلا نحو الأطعمة -خاصة السكريات-، فكن حذرا في هذا السياق، وفي ذات الوقت -أيضا- قد يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر أبدا على هرمونات الذكورة، أو الإنجاب.

بالنسبة لعملية التدقيق: لا تخف أبدا، هي نوع من التطبع الوسواسي الذي سوف يفيدك الزولفت كثيرا في علاجه، وحاول أن تقلل منه.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأشكرك شكرا كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات