أريد الزواج ولكني لا أستطيع وأعاني من فتنة الاختلاط.. فما توجيهكم؟

0 238

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد:

فإني أطلب المشورة في موضوع شخصي، أنا طالب في كلية الهندسة الفرقة الثانية، لم يسبق أن كان لي أدنى علاقة بالفتيات، فأنا -والحمد لله- طوال حياتي أحاول الالتزام، وبعد أن وصلت إلى الجامعة والعالم المفتوح، ووصل عمري لعشرين عاما صارت الفتن تعرض علي كعرض الحصا، مع العلم أني -ولله الحمد- لم أنجرف إليها، ولكني وصلت إلى منحنى ضيق، حيث ضاقت بي نفسي من كثرة ما أرى حولي.

فكرت في الزواج وعرض الموضوع على أهلي، ولكن هناك عائق نفسي يمنعني وهو العائق العقلي، فطبقا للعقل أنا لا أملك مقومات الزواج من أموال، ولكن الشقة متوفرة والمتطلبات الحياتية، ولكن ما ينقص هو الإضافات المادية، مع العلم أن أبي قد يكون قادرا، وأنا على استعداد للعمل، ولكن والدي يمنعني بسبب الدراسة.

والسبب الآخر أن والدي صاحب مزاج متقلب، وعندما أحاول إغلاق الموضوع مع نفسي يبدأ الشيطان في فتح أبوابه لي عن طريق أصحاب السوء، وهذا الأسلوب أتعبني، وأريد أن أستريح من ذلك الهم، علما بأن أصدقائي يلقون اللوم علي؛ لابتعادي عن مواضيع الفتيات، وتشددي في محاولة تجنب ما يغضب الله.

ما طرحت موضوع الزواج إلا لكي أصون نفسي عن أخطاء أخاف أن أقع فيها، وأتمنى أن ألقى النصيحة والإرشاد، فكما قلت: إن سني صغير -كما قد يقول الناس- ولكني أتعرض للعديد من المغريات ومحاولات التودد، خاصة في مجال الدراسة.

فلعلي أجد عند سيادتكم الإجابة الشافية التي تثلج القلب، وتريح البال، وتزيل الهم، وشكرا لحسن الاستماع، وأنتظر الجواب بإذن الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sedek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يبعدك عن الحرام ويسهل لك الحلال، ويعينك على طاعته إنه هو الكبير المتعال.

لقد أعجبنا وأسعدنا بعدك عن الفتيات، ونتمنى أن تحافظ على عفافك وطهرك الذي تميزت به، واعلم أن البعد عنهن سبب للنجاح والاستقرار وراحة البال، وهو فعل أولي الألباب الحريصين على الحق والصواب المراقبين لله.

والقرب من الفتيات سبب للحرمان من السعادة بالحلال مستقبلا، والعاقل -مثلك- يفكر في الزواج عندما يتهيأ للزواج، ويتواصل ويتعارف مع الفتاة وأهلها بالطريقة الرسمية، وعبر المجيء للبيوت من أبوابها، ويشرك أهله ويصطحبهم لإكمال مراسيم التعارف الموصل إلى التآلف، وإذا عزمت على الزواج فأشرك الوالد واطلب رأيه ومساعداته ولا تتردد، ولكن أحسن العرض والأسلوب، وقدم بين يدي ذلك ما يدل على البر والتقدير، والعرفان له وللوالدة بالجميل، وإذا كان الوالد رافضا للفكرة أو غير مقتنع بها؛ فيمكنك اللجوء إلى أعمامك أو إلى أي شخص له وجاهة وقبول عنده كإمام المسجد مثلا.

إذا طلب منك الأصدقاء تكوين علاقات فارفض كل ما يغضب رب الأرض والسموات، واعلم أن الشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم فى المهالك، وليتهم علموا أن كل علاقة لا يحكمها الشرع لا تقبل، وفيها أضرار تطارد أصحابها فى كل الأحوال، وكل معصية لها شؤمها وثمارها المرة، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وكثرة اللجوء إليه، وعليك بصلاة الاستخارة إذا لم تتضح لك الأمور.

ونسعد بدوام تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك!

مواد ذات صلة

الاستشارات