أريد أن أرفع من درجة ذكائي وقوة حفظي، هل يمكن ذلك؟ وكيف؟

0 422

السؤال

السلام عليكم

أنا لا أبحث عن العبقرية؛ لأن العبقرية من الله، والعبقرية معناها: احتراف الشخص في جانب ما بدون تعلم في المدرسة، ودون أن يشرف عليه أحد. فهذه من الله، ولا أعترض على ما قسمه الله، ولكنني أستطيع زيادة درجة الذكاء، بما أنني أستطيع التفكير، فالدماغ مثل العضلات.

الهدف ليس إلقاء محاضرة -أنتم مرجعنا بعد الله-، ولكني نويت أن أستثمر دماغي، وأدربه على المهمات الصعبة، مثل المهمات التي تعتبر صعبة عند البشر، فلو فاجأت الدماغ بمهمة، كحفظ عدد من صفحات القرآن الكريم في وقت قصير، أو معادلة حسابية صعبة، فإنه سيخفق لأول وهلة لا محالة.

لذلك أريد أن أستفسر عن النشاطات والأطعمة التي تعينني على ذلك،علما بأني أتعلم لغات برمجة؛ لذلك فأنا مضطر إلى تحميل كتب وقراءتها، لكن لا أدري هل هذا سيضرني؛ لأني أنظر إلى الشاشة باستمرار خلال تعلمي.

هذه رسالتي إليكم، أطلب من خلالها مساعدتي في هذا الموضوع، لكي أضمن النتيجة؛ لأنني أريد أن يكون لدي سرعة التلقي والبديهة والحفظ.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على هذه الأسئلة الشاملة والمتعددة والطموحة.

طبعا، كم يسعدنا أن نرى شبابا طموحا يريد أن يصل إلى المعالي؛ والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء)، فالإحسان والإتقان مطلوبان منا في كل الأعمال.

الذي أراه هو أن تحاول أولا أن تحسن ثلاثة أمور، وقبل أي شيء آخر:

الأول: حسن العلاقة مع الله -تعالى-، فهي مفتاح كل شيء، وهو -تعالى- يقول: {...واتقوا الله ويعلمكم الله...} [البقرة282]، وخاصة بالمحافظة على الصلاة، ومصاحبة كتاب الله.

الثاني: حسن التواصل مع الوالدين والأسرة، فهي -الأسرة-التي سخرها الله -تعالى- لك لتوصلك حيث أنت.

الثالث: هو إتقان دراستك، أو عملك إذا كنت تعمل، فهناك أمور واجبة عليك، وعليك أن تقوم بها، ولا يقوم بها أحد نيابة عنك.

الأمور السابقة ستعينك على توفير القاعدة الأساسية التي لا بد منها، للانطلاق في الإبداع وحتى العبقرية، فالدراسات النفسية تظهر أن العباقرة أناس عاديون، إلا أنهم عملوا وتعبوا على أنفسهم فيما هو مطلوب منهم، وزيادة، وهذه الزيادة هي الفارق ربما بين من هو جيد جدا، وبين من هو ممتاز.

يمكنك بعد ذلك أن تمارس دراستك وعملك بهمة ونشاط، وتحافظ على نمط حياة صحية، من التغذية المتوازنة والنوم المناسب، والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وحاول أن تتحلى بالنظرة الإيجابية لنفسك ولحياتك.

احرص على القراءة واستغلال الوقت، فمن الفروق الأساسية بين الناجج وغير الناجح، هو موضوع استغلال الوقت بما ينفع، وسترى بعد ذلك أن الإبداع والعطاء ليس هدفا بحد ذاته، وإنما هو نتيجة، وتحصيل حاصل -كما يقولون-.

وفقك الله، ونفع بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات