السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 16، مشكلتي: أنني أعاني من الرهاب منذ الصغر، لكنه تطور بمرور الوقت، أشك بأنه مرض وراثي؛ لأن خالي حالته تشبه حالتي التي أمر بها.
لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب بسبب حالتي المادية، وأنا أريد علاجا مناسبا لمن هم في عمري يصرف دون وصفة طبية؛ لأنني قد ذهبت إلى صيدلاني وطلبت منه علاج لوسترال فرفض، وقال: إنه يسبب الوفاة إذا كان دون وصفة، فهل هذا صحيح؟
الدراسة بدأت تقترب، وكلما أحاول أن أفكر فيها يتصبب مني عرق، ويبدأ قلبي بالخفقان.
ما هو الدواء المناسب لي؟ وهل ترى أن الحرمل مناسب للرهاب؟ وهل هناك فيتامينات قد تساعدني في زوال الرهاب ولو بمستوى قليل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يجب أن لا يستعمل من هم في عمرك أي دواء دون وصفة طبية، هذا من ناحية عامة.
الناحية الثانية: أنت تعاني من هذا الخوف أو الرهاب الذي أصابك منذ الصغر، وتوجد بدائل علاجية كثيرة جدا غير الدواء أيها الفاضل الكريم.
أولا: يجب أن تحقر فكرة الخوف هذه، ويجب أن تبدأ في تدابير وتدريبات تدريجية لاختراق هذا الخوف والتخلص منه، أول تدريب حقيقي عملي مفيد للتخلص من الرهاب هو أن تصلي في المسجد مع الجماعة، فالصلاة مع الجماعة خاصة في الصف الأول تبعث طمأنينة كبيرة جدا في الإنسان، فأرجو أن تحرص على ذلك.
الخطوة الثانية هي: أن تتفق مع بعض أصدقائك وتمارس معهم أي نوع من الرياضة الجماعية، مثل: كرة القدم مثلا، العب كرة القدم مرتين أو ثلاثة في الأسبوع هذا يؤدي إلى انصهار اجتماعي ممتاز جدا.
النقطة الثالثة: عود نفسك أن تنظر إلى الناس في وجوههم عند التحدث معهم هذا مهم جدا، ولا تستعمل اللغة الحركية أي لغة اليدين، وحين تقابل أحد أصدقائك سلم عليه وابدأ بتحية الإسلام، وتبسم في وجهه؛ لأن تبسمك في وجه أخيك صدقه، وهكذا، هذا علاج ممتاز جدا، وينمي شخصيتك ويطورها.
رابعا: تشبه بالشجعان من الفتيان، لا بد أن تعرف النجباء والمتميزين من الشباب المسلم في مجتمعك، كن مثل أحدهم، وكذلك ارجع واقرأ واطلع في تاريخنا الإسلامي العظيم، اقرأ عن سيدنا أسامة بن زيد، اقرأ عن محمد بن القاسم، هؤلاء كانوا شبابا قاموا بفتوحات عظيمة، فلا بد أن يحدث لك نوع مما نسميه بالتماهي أو النقلة النفسية من خلال اطلاعك على سير هذه الشخصيات العظيمة.
النقطة الخامسة هي: أن تكون لك مشاركات مهمة جدا داخل البيت، كن إنسانا فاعلا في أسرتك، كن مرتبا، كن مطيعا وبارا بوالديك، هذا يبني شخصيتك ويزيل عنك الخوف تماما، نظم وقتك؛ تنظيم الوقت مهم لتنمية الشخصية وتقويتها، نم مبكرا استيقظ مبكرا، كما ذكرنا الرياضة مهمة، الإقبال على الدراسة، أن تضع صورة ذهنية إيجابية عن نفسك، حول ما تريد أن تتخصص فيه في المستقبل، وتضع الآليات التي توصلك إلى هذا.
هذا هو العلاج أيها الفاضل الكريم، وليس العلاج عن طريق الأدوية، في سنك أنا لا أشجع على الأدوية كثيرا، أبدا إنما الآليات الأخرى التي تحدثنا عنها، وهي آليات بسيطة ويمكن تطبيقها، هذه تساعدك ليس في إزالة الخوف فقط إنما تساعدك أيضا في تنمية شخصيتك وبناءها بصورة ممتازة.
وأود أن أقول لك: إن الأذكار مهمة ومهمة جدا، تصور ابني الكريم حين تدعو صباحا ومساء: (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن يساري ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن اغتال من تحتي) هل تعتقد أنك سوف تصاب بأي نوع من الخوف أو الرهبة: لا.
لا تعتقد أبدا أن الخوف وراثي، هذا كلام ليس صحيحا، اقدم على الخطوات التي ذكرتها لك، ولا تتعلق بالأدوية في هذه السن.
أما إن كان من الضروري لك أن تستعمل الدواء فاذهب حتى ولو إلى طبيب المركز الصحي، والخدمات تقدم مجانا في المملكة العربية السعودية، وإن كان لا بد فسوف يصف لك الطبيب دواء مهما جراء ذلك، لكني لا أنصح بتناول الأدوية في هذه السن.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.