السؤال
السلام عليكم
تبلغ من العمر أختي 32 عاما، ومنذ أن كانت في عمر 16، وهي مريضة بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وخلال مرضها تتصرف من دون وعي كامل، وتميل إلى التبذير في إنفاق المال، ويصبح مزاجها متقلبا جدا، وتكره والدتي، وتتكلم عن شخص ما، فتذكر محاسنه، وبعد ساعة تتكلم عن سلبياته، وتصبح نشيطة، ونومها قليل، من الممكن أن تتكلم لمدة ساعة عن أمر تافه طلبته ولم يتم تنفيذه لها، هي تتكلم كثيرا، وتفصح عن أسرار لا نعلمها، وقليلا ما تشعر بالفرح وتضحك.
إصابتها بهذا المرض وراثية من أبي، وعندما كانت تمرض، كانت تجلس في المستشفى تقريبا مدة أسبوعين إلى شهر، وخلال هذه المدة تأخذ علاجا عالي التركيز، منذ حوالي الخمس سنوات، ثبتت على علاج، وبدأت تأخذه وهو: حبة دواء (لاميك عيار 100)، (وربع حبة ليبونكس، عيار 25)، في كل ليلة، وحقنة (كلوبيكسول) شهريا.
منذ سنة ذهبت إلى دكتور جديد، وأخبرته برغبتها في الزواج، فقال لها: بأنها تستطيع إيقاف أخذ الدواء في أول أربعة أشهر من الحمل، حملت أختي، وتوقفت عن أخذ الدواء نهائيا، هي الآن في الشهر الثامن من حملها، وتعاني من أعراض المرض، ونحن نخشى من إعطائها أي دواء؛ خوفا على الجنين.
تكابر كثيرا حينما تمرض وتعود لها الحالة، وتقول أنها ليست مريضة، لذا سألنا الدكتور، ووصف لها (اولازين) عيار 5، وبدأت تأخذه منذ أسبوع، حبتان في الصباح، وحبتان في المساء، وتنام حوالي السبع ساعات نوما متقطعا، وتحسنها بطيء.
سؤالي لكم هو: هل يضر دواء (اولازين) بالكمية التي تأخذها الجنين؟ وما هي نسبة ظهور المرض لدى طفلها؟ وهل من الممكن أن تأخذ دواء آخر مع هذا الدواء يسرع المعالجة؟ وكيف لنا نحن أهلها أن نتعامل معها في حال صراخها؟ وفي حال الثرثرة؟ ما الشكل الذي يجب أن تكون عليه ردود أفعالنا في هذه المواقف؟
مع العلم بأننا جلسنا معها ومنعنا عنها الخروج من المنزل، ومنعناها من الاتصالات، فهل هذا من الممكن أن يساعدها ما قمنا به؟
أرجو إخباري بدواء آمن لا يؤذي الجنين، ويضمن سرعة المعالجة، ومن الممكن أن أسأل الدكتور عنه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lala Lala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لأختك العافية والشفاء، وأشكرك على الاهتمام بأمرها.
قطعا الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، خاصة النوبات الهوسية، تعطي نفس الصورة الإكلينيكية التي وصفتها لنا، والتي تحدث لأختك، وأقول لك: أن (الأولانزبين)، هو من أفضل الأدوية، حتى في أثناء الحمل، وبعد تخطي الشهر الرابع، هذا الدواء يعتبر سليما جدا، وليس له آثارا جانبية سلبية أبدا على الجنين - إن شاء الله تعالى -.
جرعة العشرين مليجراما يوميا التي تأخذها، هي جرعة كافية جدا، وأعتقد أنها بعد مضي أسبوعين، سوف تحتاج لعشرة مليجرامات فقط، تتناولها ليلا، وقرب فترة الولادة، تخفف الجرعة إلى خمسة مليجرامات ليلا.
في حالة أختك، لا أنصح بأن تقوم بإرضاع الطفل؛ لأنها قابلة للانتكاسة المرضية، وليس من الضروري أن يتم إخبارها بهذا الأمر في الوقت الراهن، بل يجب ترك الأمور تسير بالشكل الطبيعي، ويجب تشجيعها لتناول علاجها الدوائي الآن، وبعد أن تضع مولودها - إن شاء الله تعالى -، ويمكن أن يوضح لها الطبيب أنه ليس من الضروري إرضاع الطفل، ومن الأفضل أن تواصل على علاجها.
في بعض الأحيان، نعطي الأدوية القديمة لعلاج هذه الحالة، هنالك دواء يعرف باسم (هلوبريادول)، وهو بنفس فعالية (الأولانزبين) أو ربما أقوى قليلا، لكن (الأولانزبين)، سيظل ممتازا وفعالا، فقط هي بحاجة إلى أن تلاحظوا مستوى السكر لديها، لأن (الأولانزبين) مع الحمل في بعض الأحيان يرفع من مستوى السكر في الدم، هذا هو الشيء الذي يجب أن يلاحظ.
وهذه الأخت إن رفضت العلاج الدوائي في المستقبل، هنالك نوع من الإبر التي تعطى مرة كل أسبوعين، أو كل أربعة أسابيع، وهذه المناهج العلاجية معروفة لدى الأطباء النفسيين، المهم هو أن تكون على علاجها، أن تحافظ عليها، خاصة أنها سوف تكون مسؤولة عن تربية طفل، وهي لا شك تتطلب أن تكون متوازنة من الناحية العقلية، ومن الناحية النفسية.
التأثير على الطفل من حيث التأثير الوراثي: هنالك تأثير وراثي لكنه ليس بالشدة الشديدة، فلا تنزعجوا لهذا الأمر، واسألوا الله تعالى أن يعطوها الذرية الصالحة التي لا تعاني من شيء من الأمراض.
بالنسبة لمنعها من الخروج من المنزل: هذا مهم، وأعتقد بأن منعها من الاتصالات أيضا ضروري، لأنها تعيش في حالة ولحظات ضعف، يجب أن يتم حمايتها، وهذه الحالات حين تخرج عن النطاق، يكون العلاج داخل المستشفى، فمنهجكم صحيح حول حمايتها وعدم السماح لها بالخروج من المنزل، وفي ذات الوقت يجب أن لا تكون بين يديها وتحت تصرفها أي مبالغ كبيرة من المال، هذا مهم جدا، وإذا خرجت الأمور عن النطاق، فيجب أن تدخل إلى المستشفى.
هذا هو الذي أراه، وأسأل الله لها العافية والشفاء، وأشكركم على الاهتمام بأمرها والتواصل مع إسلام ويب.