السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد أصبت بالاكتئاب، والقلق النفسي، والوسواس القهري، لأنني عندي استعداد وراثي، وتوفرت الأحداث والظروف التي أظهرت المرض عندي، وكانت تحدث لي بعض الأعراض الجسمانية مثل: ضيق التنفس، وسرعة التعب، وخفقان القلب، وهبوط في المعدة، بالإضافة إلى دوخة، ونقص في الدافعية، ولكن -الحمد لله- بعد أخذ العلاج تحسنت كثيرا جدا.
كنت قد أخذت عدة أنواع مختلفة من الأدوية، ولكن استقررت وارتحت على (الفلوكستين: فيلوزاك 20 مجم) في اليوم، مع (سولبيريد: دوجماتيل 200 مجم) في اليوم مرة واحدة، ومرت حوالي سنة ونصف على استمراري على هذين الدواءين، وأنوي الاستمرار إلى ما شاء الله.
سؤالي هو: هل توجد أي أضرار من هذين الدواءين عند استخدامهما على المدى الطويل؟ وهل تنصحوني بالتوقف عنهما، أو استبدالهما بأدوية أخرى؟ وهل توجد مشكلة إذا ما زدت من جرعة (الفيلوزاك) إلى 40 مجم بدلا من 20 مجم؟ وهل يسبب (الدوجماتيل) أو (الفيلوزاك) زيادة في مدة النوم، وصعوبة في الاستيقاظ؟
وجزاكم الله خيرا، ونفع بكم المسلمين، ورزقكم الفردوس الأعلى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أولا: بجانب العلاج الدوائي أيا كان نوعه أريدك أن تهتم بالوسائل العلاجية الأخرى، والتي تقوم على مبدأ: أن يسعى الإنسان دائما أن يكون إيجابيا في تفكيره وفي أفعاله، وأن تحقر الفكر السلبي، وأن تحسن إدارة وقتك أخي الكريم، وأن تحرص على النوم الليلي المبكر، وممارسة الرياضة جزء أصيل يجب أن يكون في حياتك، والقيام بالواجبات الاجتماعية، والدور الإيجابي داخل الأسرة، والصلاة في وقتها، والدعاء والذكر، ومعاملة الناس بخلق حسن..، هذا -يا أخي- كله علاج سلوكي نعتبره من أفضل ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه، هذه نقطة.
النقطة الثانية: أنت ذكرت أنك أصبت بالاكتئاب، والقلق النفسي، والوسواس القهري، وأنا لا أريدك أبدا أن تعتقد أنك مصاب بثلاثة أمراض؛ لأن كلها متداخلة -أيها الفاضل الكريم-، فالقلق النفسي جزء من الوسواس القهري، وحديث النفس أو الوسواس كثيرا ما يكون مرتبطا بالقلق النفسي، وكذلك الاكتئاب.
إذن: هي دائرة واحدة، ومكون واحد، إن شئت سمها اضطرابا وجدانيا من النوع البسيط، يحمل شيئا من الاكتئاب والقلق النفسي والوساوس، وبفضل من الله تعالى الآن الأدوية الطبية النفسية الحديثة ممتازة جدا لقهر الثلاثة المكونات المرضية التي ذكرتها، وعقار (فلوزاك)، أو (بروزاك) والذي يسمى علميا (فلوكستين)، والذي أتت به الشركة الأمريكية (ليلي) عام 1988، غير حياة الناس حقيقة، وهو دواء إيجابي، دواء ممتاز، وسليم، وغير إدماني، وغير تعودي.
وأنا أقول لك: ليس هنالك ما يمنع أن ترفع الجرعة إلى أربعين مليجراما، على العكس تماما، هي الجرعة العلاجية، ارفعها إلى أربعين مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك ارجع لجرعة العشرين مليجراما كجرعة وقائية تمنع إن شاء الله تعالى- حدوث الانتكاسات.
إذا: قو موقفك العلاجي من خلال رفع جرعة الفلوكستين -أو الفلوزاك- إلى أربعين مليجراما حسب ما أوضحت لك، ثم بعد ذلك ارجع إلى الجرعة الوقائية، ويمكن أن تتناولها لمدة سنة إلى سنتين، وهذا يكفي تماما.
بالنسبة للدواء الآخر وهو (سلبرايد)؛ فهو مفيد جدا كدواء داعم للأدوية المشابهة (للفلوزاك) وغيره، هذا الدواء سليم بصفة عامة، لكن -قطعا- لكل دواء آثار جانبية، (الدوجماتيل/سلبرايد) ربما يرفع أحد الهرمونات، ويسمى بهرمون الحليب -أو البرولاكتين-، ورفع هذا الهرمون قد يكون مشكلة في النساء؛ لأنه يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية.
أما بالنسبة للرجال فقد يؤدي إلى ما يعرف بـ (التثدي)، أي شيء من التضخم في الثديين لدى الرجل، وبعض الرجال -أيضا- قد يشتكون من صعوبات جنسية بسيطة عند المعاشرة الزوجية، لكن هذا الأثر الجانبي ليس أثرا عاما.
ومن خلال دراساتنا، وملاحظاتنا، وتطبيقاتنا العملية مع مرضانا الكرام، وجدنا أن جرعة مائة مليجرام من (الدوجماتيل) يوميا ليس لها آثار جانبية.
فيا أيها الفاضل الكريم: ما دمت سوف ترفع (الفلوزاك) إلى أربعين مليجراما في اليوم، يمكن أن تجعل جرعة (الدوجماتيل) مائة إلى مائة وخمسين مليجراما في اليوم، لكن إن أردت أن تستمر على مائتي مليجرام فلا بأس في ذلك.
بالنسبة لأثر (الدوجماتيل، والفلوزاك) على النوم: فكلا الدوائين لا يزيدان النوم، وهذا أمر مهم جدا، لكنهما يحسن النوم، ويجعله نوما صحيا، لذا (الفلوزاك والدوجماتيل) يمكن تناولهما في أثناء النهار، فالدواءان ليس لهما أثر سلبي على النوم، ويرفعان من كفاءة النوم، لكن لا يزيدان من كميته.
فيا أخي الكريم: بالنسبة لصعوبة الاستيقاظ التي تعاني منها: كن جادا مع نفسك، ونم مبكرا، وصل الفجر مع الجماعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.