أنا سريع الغضب وانطوائي وأعاني من رهاب اجتماعي... فما العلاج؟

0 476

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخص أبلغ من العمر 28 سنة، وإنسان عاقل، وقلبي طيب جدا جدا، وأخاف الله في نفسي، وشخص دارس ومتعلم، وأعرف الصحيح من الخطأ، ودائما أنصح الناس بالخير، وصادق جدا.

عندي عدة مشاكل للأسف:
المشكلة الأولى: أنا سريع الغضب، وأعصابي تفلت بسهولة، وخصوصا مع أهلي وأحبابي، وخصوصا أمي، وأخي، وأختي، وصديقي، أحيانا أخطئ عليهم بالكلام، وأجرحهم، وأحيانا أضرب أخي الصغير وصديقي، وبعدما أهدأ أقول: ماذا فعلت؟ وأندم أشد الندم، والله إني أحبهم جدا، وكثير من المرات أكرر هذه المشكلة، لكن مع أبي لا أستطيع عمل أي شيء؛ لأني أخاف منه وأحبه أيضا.

ملحوظة: كنت أتعرض في كثير من المرات للضرب الشديد من الوالد -حفظه الله- عندما كنت صغيرا عندما كنت أغلط أغلاطا كثيرة.

المشكلة الثانية: أنا أصبحت إنسانا انطوائيا لا أحب أن أخرج إلى أي مكان، وكثير الجلوس في البيت، وأحب الجلوس وحدي، ما عدا في بعض الأوقات أجلس مع أهلي وقت الأكل، أو في أوقات أخرى.

المشكلة الثالثة: عندي -أيضا- مشكلة عندما أقدم عرض بحثي أمام الناس أتعرق، ولا أستطيع النظر في عيون الناس، ولا أقدر أن أشرح فأضطر إلى القراءة من الورقة مباشرة، على الرغم من أني أكون محضرا بشكل ممتاز جدا أمام أصدقائي المقربين، ولكن في الفصل الدراسي لا أستطيع.

المشكلة الأخيرة: أنا عندي حركات طفولية لا تناسب عمري، ودائما أهلي يتضايقون مني بسببها، وأحيانا تؤدي إلى غضبهم وعصبيتهم مني بسببها، فكيف أعرف إذا كان عندي سحر، أو مس، أو عين، أو أني محسود؟

شكرا جزيلا لكم، أرجوكم ساعدوني أريد أن أتخلص من المشاكل هذه، أريد أن أكون مثل السابق، لا أريد أن أجرح أحدا، وأريد أن أتخلص من جميع المشاكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمشكلات الثلاث التي عرضتها متداخلة، سرعة الغضب والاستثارة، وسرعة الندم دليل على وجود العصبية والعصابية، وعدم التعبير الانفعالي السليم، ولديك -أيضا- شيء من الخوف والرهاب الاجتماعي، وأعتقد أن هذا ناتج من خوفك من الفشل، أو حسن التعامل مع الآخرين، والحركات الطفولية هذه تدل على ضعف الكفاءة النفسية.

فيا أخي الكريم: حالتك -إن شاء الله تعالى- ليست مزعجة، لكنها تتطلب منك أن تسعى سعيا حثيثا لتطوير ذاتك:

أولا: يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك.

ثانيا: قيم نفسك تقييما صحيحا، وانظر إلى الجوانب الإيجابية في ذاتك، وحاول بناءها وتطويرها للتخلص من السلبيات.

ثالثا: اجعل لنفسك أهدافا في الحياة، أهدافا آنية وأهدافا مستقبلية، وضع الآليات والطرق والتدابير التي توصلك إلى أهدافك.

رابعا: يجب أن يكون لك شعار في هذه الحياة وأمنية، وهي أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك.

خامسا: بر الوالدين فيه خير كثير ونفع عظيم للإنسان.

سادسا: مصاحبة الصالحين من الناس، والحرص على الصلاة في وقتها، والدعاء وتلاوة القرآن ومكارم الأخلاق، وأن تعامل الناس بخلق حسن.

سابعا: بما أنك سريع الغضب فأرجو أن تلجأ لما ورد في السنة المطهرة، الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الواحد منا حين يستشعر بدايات الغضب يجب أن يغير وضعه، إن كان جالسا فليقف، وإذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع. فإذا تغيير الوضعية الجسدية مهم جدا؛ لأنه يؤدي إلى تغيرات نفسية كثيرة، وعليك أن تتفل ثلاثا على شقك الأيسر، وتعلم أن تتوضأ حين يأتيك الغضب، جرب هذا مرة أو مرتين، وسوف تجده نافعا جدا أيها الفاضل الكريم.

ثامنا: عليك بالتعبير عن ذاتك، الاحتقانات النفسية تؤدي إلى الغضب وسرعته، الإنسان الذي لا يعبر عما بذاته هذا يعني أن محابس الأمان النفسي عنده لا تعمل بصورة صحيحة، فإذا حسن التعبير في حدود الأدب والذوق، هذا مهم جدا حتى لا يحدث احتقان نفسي.

الشيء الأخير الذي أنصحك به هو: أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، عقار (باروكستين) والذي يعرف باسم (زيروكسات) سيكون جيدا بالنسبة لك، وهنالك زيروكسات يسمى (CR) هذا سيكون أفيد بالنسبة لك، أبدأ في تناوله بجرعة 12.5 يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم أنقص الجرعة إلى 12.5 يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم الفاضل: اسع دائما لتطوير ذاتك فيما يخص عملك وتواصلك الاجتماعي، هذا مهم جدا.

بالنسبة لموضوع كيف أعرف إذا كان عندي سحر أو مس أو عين أو حسد؟
أنا أؤمن تماما بوجود العين والسحر والمس والحسد، لكن صراحة لا أعرف أو ربما لا أعترف بأعراضها كاملة، أؤمن بوجودها، وأعرف أن الله خير حافظ، وأن الله سيبطلها، والمسلم مطالب بأن يحصن نفسه من خلال الأذكار، وعليك بالرقية الشرعية.

أيها الفاضل الكريم: ما يثار حول أعراض العين والسحر أدى إلى تشوهات كثيرة في أفكار الناس وحتى في عقيدتهم، لا تلتفت لما يقال، فمعظمه ليس بالصحيح، توكل على الله تعالى واسأله أن يحفظك، وحافظ على صلواتك وتلاوة القرآن والرقية الشرعية، وإن شاء الله تعالى لن يصيبك مكروه أبدا، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

وكن شخصا ذا فكر في هذا المجال، واتبع ما هو صحيح الدين، ولا تلتفت للخزعبلات والدجل وما يضر صحتك.

ختاما: أرجو أن تأخذ بما ذكرته لك، وإن شاء الله تعالى من خلال التطبيق العملي والمتأني والمستمر تتخلص من جميع مشاكلك التي ذكرتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات