السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا.
لدي طالب في المرحلة الابتدائية الصف السادس، ودائما ما يردد ويفعل بعض تصرفات ظاهرة انتشرت، وهي ظاهرة (الدرباوية) ويمشي مع أشخاص أكبر منه سنا، ينتمون لهذه الظاهرة.
ما نصيحتكم لي كمدرس تجاه هذا الطالب؟ وماذا أفعل معه؟
أفيدونا مشكورين مأجورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، وأشكر من شرح لي معنى كلمة "الدرباوبة" وأنها: مصطلح يتردد كثيرا بين الشباب ومعناها "سالكو دروب الخطر"، وهو شخص الذي لا يهتم بمظهره ويتعمد الخروج في أسوأ مظهر، حيث يرتدي ثيابا متسخة، وأحيانا ملطخة ببقع من الزيت، كما يرتدي الشماغ بدون عقال، ويتعمد إطالة شعر الرأس وإهماله، كما يتميزون بالقيادة بشكل جنوني ومتهور.
ويستخدم الدرباوية في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتحديدا "البلاك بيري" لتحديد أماكن التجمعات ومواعيدها لممارسة "التفحيط"، والدرباوية يعرف بعضهم بعضا في كل منطقة من خلال تجمعاتهم للاستعراض، ثم بعد ذلك يقومون ب "التفجير" وهو أن يقوم "الدرباوي" بالدوران بالسيارة حتى تتلف الإطارات.
طبعا هذه الظاهرة لها عدة أسماء، وباختلاف البلد أو المنطقة، ومنها ظاهرة "الإيمو" أو "EMO"، وهي هنا مشتقة من كلمة "Emotion" أي العواطف أو المشاعر.
تعرف مجموعات الإيمو على أنها اختصار لمصطلح متمرد ذو نفسية حساسة.
أطلقت في البداية على نوع من الموسيقى التي تبدأ منخفضة وهادئة ثم ترتفع بشدة، ثم أصبحت تسمية لجماعة تتبع نظام لبس معين، وموسيقى معينة، تميل نحو الحزن والتشاؤم والسوداوية، وتسريحة شعر معينة وغالبا بتطويل الشعر.
أخذت هذه الظاهرة بالانتشار بين الشباب المراهقين بين عمري 12-17، والعادة أن من يتعدى سن 17 أو 18 يتخلى عن هذه الجماعة؛ لأنه ليس في السن المطلوب.
الايمو عادة ليس له ديانة معينة، وإن كان هذا يختلف قليلا في البلاد العربية، حيث لا يأخذ الشاب الأمر أكثر من "موضة"، وهناك من يقول: بأن هؤلاء هم من عبدة الشيطان؛ لأنهم يضعون الوشم والرسومات على أجسامهم، وبأشكال تشير إلى الشيطان.
طبعا الطريقة الأمثل في التواصل مع هذا الطالب: ليس في استبعاده ودفعه للابتعاد أكثر عنا وعن المجتمع، وإنما في محاولة التقرب منه، وجذبه إلى جادة الصواب، عن طريق حسن التواصل معه والاستماع إليه.
متابعته لهؤلاء الدرباوية قد لا يكون إلا بسبب الفراغ العاطفي والروحي والنفسي الذي يشعر به؛ بسبب الوضع النفسي والأسري والاجتماعي.
إن تجمعات الشباب سواء من خلال الأنشطة الرياضية أو الكشفية، يمكن أن يردم الفجوة بينه وبين الطلاب والشباب الآخرين الذين هم أقرب لسنه من أولئك الذين يلتقي بهم خارج المدرسة.
يبقى لتدخل المدرسة دور محدود بسبب أهمية دور الأسرة؛ حيث يقضي هذا الطالب الساعات الطويلة خارج المدرسة، وفي أنشطة لا نعرفها، إلا أنه على الأسرة أن تكون على علم به.
لذلك ربما يفيد تواصلك مع والد هذا الطالب للعمل معا على مساعدته على تجاوز هذه المرحلة الحرجة من حياته.
وفقك الله، ويسر الخير على يديك في حسن توجيه هذا الطالب.