كيف أتخلص من التعايش مع الأفكار السلبية؟

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من كثرة التفكير وماذا سيحدث، كنت أفكر دائما أنني حين أتزوج سوف يخونني زوجي، وأترك له المنزل، وبالفعل تزوجت منذ سنة، واكتشفت منذ يومين خيانته وتركت المنزل، هل هذا تحقق بسبب تفكيري؟

ومن قبل كنت أفكر أنني سأخسر والدي، وبعدها بفترة توفي والدي -رحمه الله- فما تفسيرك لحالتي؟ وكيف أتخلص من هذا التفكير؟

وخاصة أنه سلبي، وصار عادة لدي لدرجة أحيانا أعيد نفس الفكرة وأتعايشها، وأعيد صياغتها، ولا أفكر إلا بالسيء دائما، تعبت جدا أرجو مساعدتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تتفاءلي خيرا، لتجدي الخير، وإنما الشؤم على من تشاءم، والطيرة على من تطير، فأحسني الظن بالله وأملي ما يسرك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق الآمال.

لا تتعبي نفسك بالتفكير في المستقبل، خاصة في جانب التوقعات السالبة، ولا تحاولي عبور الجسر قبل أن تصلي إليه، وكوني واثقة أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الكون ملك لله، ولن يحدث فيه إلا ما أراده الله.

والمسلمة تتخذ الأسباب وتتوكل على الكريم الوهاب، وترد أقدار الله بأقدار الله، فتدفع المرض بالدواء، وترد القضاء بالدعاء، وترضى بما يقدره رب الأرض والسماء، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الفأل الحسن، ومن تفاءل بالخير وجده، والتفاؤل سبب لراحة البدن وطمأنينة النفس، بخلاف التشاؤم الذي يتعب ولا يرد شيئا، وهو مرفوض شرعا، وينال المتشائم مثل ما تشاءم به.

وقد علمنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- أن نفسح للمريض في الأجل ونتفاءل عنده، وكان هذا هديه، وقد دخل على كبير في السن يغلي جسده من الحمى، فقال له: طهور إن شاء الله، فقال المريض المتشائم: بل هي حمى تفور على شيخ وقور لتنزله القبور، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" فنعم إذا" فمات الرجل من ساعته.

فاجتهدي في ترك النظرة السوداوية للحياة والأشياء، واستقبلي الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، وتواصلي مع موقعك، وأشغلي نفسك عما وقع وحصل، وتذكري قول النبي - صلى الله عليه وسلم- :"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له".

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات