الانطواء والعزلة وحب الجلوس في الظلام، هل هي من أعراض المس؟

1 389

السؤال

فتاة في الثلاثينات من عمرها، غير متزوجة، كانت متدينة وملتزمة, ثم تركت الصلاة، وأصبحت منذ مدة تتصرف تصرفات غريبة, كأن لا تخرج من البيت ولا حتى إلى الساحة الخارجية للبيت، وتحب الجلوس في العتمة، وتعمل مشاكل مع أهل البيت على أباجورات الشبابيك، بحيث تفتح فى موعد هي تختاره وبحسب المقدار الذي تختاره، وتغلقها في مواعيد محددة هي تختارها (هذه المواعيد ليست في الأوقات التي يعتاد الناس فتح شبابيكهم أوإغلاقها فيها) وإذا خالفنا هذه المواعيد أومقدار فتحة الأباجورات فإنها تحدث مشكلة كبيرة في البيت، وعندما سألناها عن السبب قالت أنه يصبح رأسها يؤلمها بشدة ويضيق تنفسها وكأنها تختنق.

وبالنسبة للإنارة في البيت فإن بعض الأنوار (الصالة وإحدى الغرف والمطبخ) تتحكم في مواعيد إنارتها وإطفاءها (هذه المواعيد أيضا ليست في الأوقات التي يعتاد الناس الإنارة أو إطفاء المصابيح فيها) وإذا نسي أحدنا وأنار قبل الموعد فإنها تغضب جدا، وتحدث مشكلة كبيرة في البيت وتدعو علينا، وتثور جدا وتطلب منا عدم مخالفة المواعيد.

هي لا تشرح لنا مشكلتها مع أننا حاولنا كثيرا معها، لكنها مرة في إحدى المشاكل معها قالت أنها تعمل ذلك لمصلحتنا (حتى لا نصاب بضرر) ومرة قالت أنها لا تتعامل مع بشر وأنها تقاتل من أجلنا.

حاولنا أن نعالجها بالرقية الشرعية أو الذهاب بها لطبيب نفسي لكنها ترفض بشدة.

نرجو إرشادنا لكيفية التعامل مع هذه الحالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amatullah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يصرف السوء عن أختنا هذه، وأن يرد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وأن يعيدها إلى رشدها وصوابها حتى تمارس حياتها كغيرها من الطبيعيين من خلق الله رب العالمين.

وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة؛ فلعل هذه الأخت قد تعرضت فعلا لنوع من الاعتداء الجني الذي أدى إلى سلوك هذه السلوكيات الغريبة وقيامها بتلك التصرفات العجيبة؛ حيث إنها لا تخرج من البيت ولا الساحة الخارجية، وتحب الجلوس في العتمة كما ذكرت، ولها ترتيب، خاصة فيما يتعلق بالإضاءة وفتح الشبابيك، وغير ذلك، هذا كله يدل على أنها ليست طبيعية، وأن هناك من يزين لها هذه التصرفات ويحاول إبعادها عن المجتمع، وعزلها عن أهلها وعن الناس جميعا.

وعلاج هذا كما أشرت أنت في رسالتك لا يكون إلا بالرقية الشرعية كونها ترفض بشدة، من الممكن بارك الله فيك أن تأتي لها براقي شرعي في البيت، ولو أن تقيدوها ليقرأ عليها، على أن يكون رجلا ثقة، وأن يكون متمكنا، وأن يقرأ عليها بكثافة ولفترة طويلة حتى يتمكن من معرفة حالتها والأسباب والدواعي التي أدت إلى هذه التصرفات الغريبة؛ لأنه قد يكون الذي عليها يكره مسألة الرقية الشرعية ولا يحبها، وهذا شأن كل جني معتدل حتى وإن كان مسلما؛ لأنه يعلم بأن القرآن الكريم يعذبه، وأن آيات العذاب تقتله؛ ولذلك يحاول أن يمنع الحالة من قبول الرقية الشرعية، أو من الذهاب إلى أي راق من الرقاة أو حتى من الاستماع إلى أي رقية شرعية، وفي مثل هذه الحالة لا يكون الحل -إلا حقيقة- بأن يأتي الراقي إلى البيت وأن تقيد إن اضطررتم لذلك، وأن يقرأ عليها في حضور أيضا أحد من محارمها الكبار حتى تتمكنوا من إمساكها بقوة ليتم القراءة عليها، ولا تكون القراءة قصيرة أو خفيفة، وإنما تعتمد قراءة طويلة ومكثفة حتى نعرف أولا كما ذكرت نوع هذا الذي عليها، هل هو مس أو عين أو سحر أو حسد أو حالة نفسية، بعيدا عن ذلك كله بالقراءة سوف نكتشف وسوف نعرف الحالة ونحدد أسبابها ودواعيها، وأيضا بالتالي نشخص العلاج المناسب بالنسبة لها.

إذا عليكم بالرقية الشرعية في أقرب وقت وإن كان ذلك رغم أنفها ولا تعبؤوا بتهديداتها، ولا تلقوا بالا بالكلام الذي تقوله؛ لأنها قد تكون مسلوبة الإرادة، وقد يكون الذي يتحدث على لسانها ليس هي في الحقيقة، بل قد يكون هذا الجني الذي أراد أن يفسد عليها حياتها وأن يخرجها من الوضع الطبيعي المألوف إلى هذا الوضع الغريب العجيب الذي تتصرف به تصرفات غير معقولة ومقبولة.

نسأل الله تعالى أن يعينكم على ذلك، وأن يصرف عنها كل سوء، وأن يعافيها من كل بلاء إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات