السؤال
السلام عليكم.
أحكي لك -عزيزي الكريم- قصتي مع الوسواس, فبعد وفاة أحد أصدقائي ذهبت للمسجد لكي أصلي فيه, ولكن داهمتني نوبة هلع, ورأيت الموت حينها, ومنذ ذلك الحين وحياتي تغيرت.
أصبحت تأتيني نوبات هلع وخوف من الموت, وكل يوم أقول: هذا هو يوم وفاتي, وأتذكر إخوتي وأهلي, وأبكي.
الوسواس جمدني, فقد كنت ذكيا, وأصبحت لا أبالي بشيء, بل وحتى فصلت من الكلية, ورسبت, وتفكيري كله منصب على التفكير والخوف, أرى إخوتي يتزوجون وأنا لا أستطيع, فتأتيني وساوس كثيرة, وخوف, فماذا لو تزوجت ومت؟ ماذا سوف يحصل لزوجتي؟
أصبح عندي نغزات في القلب, وذهبت إلى أخصائي القلب, ووضع سماعات على صدري, وقال: أنت سليم، وقد يكون السبب كثرة شرب الغازيات, أو الجلوس أمام الكمبيوتر, وقد خفت النغزات, ولكن رجعت مع الوسواس.
كنت أقول: سأموت بسكتة قلبية, أو أن أحد الشرايين عندي مسدود, وقد أخذت أوسوس, وتأتيني أفكار عند النوم أنه إذا نمت لن أصحو, أو تأتيني أفكار أنني لن أستطيع النوم طوال حياتي.
عذبتني الوساوس, أربط أي مرض بالموت, وكل يوم أفكر في الموت, وقد أخذت أقول: لماذا أجتهد وأثابر في عملي, وأني سوف أموت قريبا, الآن لا أستطيع السفر إلى أماكن بعيدة خوفا من شيء سيحصل في الطريق.
ذهبت إلى دكتور نفسي, وأعطاني (سروكسات 25) ولكن لم أستعمله, فقد خفت أن تأتيني دوخة وأموت, وكلما يأتيني صداع أربطه بالموت, وأنا أعلم أن الله كتب وفاتي قبل أن تضعني أمي.
يا دكتور: أرى الناس من حولي تفرح وتضحك, وأنا أحزنني ذلك, والله لن يشعر بالأسى والألم الذي أمر به سوى شخص لديه نفس حالتي, أنا أسألك بالله يا دكتور أن ترشدني إلى العلاج, أريد التخلص من الوساوس التي أتعبتني, فمنذ 5 سنوات وهي مستمرة, تخف مرات وتزداد مرات.
أريد أن أصبح شخصا متفائلا وسعيدا, فأنا أبحث عن السعادة التي فقدتها منذ 5 سنوات, وقد أصبح لدي عدم انتظام في نبضات القلب, فعندما أتحسس النبض أشعر بنبضتين طبيعيتين والأخرى مختلفة, وقد عملت تخطيطا وأنا خائف, وقال لي الدكتور: لديك عدم انتظام في دقات القلب, وزاد خوفي, وزادت الوساوس عندي.
أنا خائف من هذه النغزات, وخائف أن يأتيني مرض شديد, والوسواس امتد حتى إلى الذات الإلهية.
لولا أني أخاف من أكون قد أطلت عليكم؛ لكتبت 10 صفحات من المعاناة, ومن الأفكار التي تراودني, فقد أصبحت أعيش في كابوس.