السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 23 عاما، تقدم لخطبتي شاب فيه كل الشروط المناسبة: دين، وأخلاق، ومال، لكن قيل لي: إنه منذ وفاة أمه –منذ عدة سنوات- تعرض لصدمة جعلته يبتعد عن الناس، حتى ابتعد عن بعض أفراد عائلته، لا يتكلم معهم، فمعاملاته رسمية معهم، ومع زبائنه في العمل.
أنا الآن في حيرة! هل حالته عادية؟ كيف سيتعامل معي؟ هل سيعاملني ببرود أيضا؟ هل سيتغير بعد الزواج ويعود لطبيعته؟ هل هو بحاجة لشخص يفهمه ويعوضه عن بعض حنان الأم ليتحسن؟ إذا كان هذا فقط ما يحتاجه، ماهي الطريقة التي أتعامل معه بها؟
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ranya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
نهنئك، ونسأل الله -تعالى- أن يجمع بينكما على خير. وفعلا قرار الزواج من القرارات المصيرية التي ينشغل بها العقل كثيرا، فيكون الشخص حذرا ومتخوفا من الفشل وعدم التوفيق، مما يحدث بعض الاضطرابات بصورة عامة في مستوى تفكيره ومزاجه، ويشعر بعدم التوازن والتوافق في حياته.
الأمر -أختي الكريمة- طبيعي، وقد يشعر به كل إنسان مقبل على الحياة الزوجية إذا كان رجلا أو امرأة، والإسلام وضع أسسا وقواعد ليهتدي بها عند اختيار الزوج أو الزوجة، إذا تحراها المرء، يكون قد وفق في الاختيار السليم، ومتوقع أن تكون حياته الزوجية سعيدة -إن شاء الله-.
أما الحالة التي عليها خطيبك الآن، ربما ما زال يشعر بألم فراق الوالدة، وهذا شيء طبيعي، خاصة إذا كان الابن متعلقا بوالدته كثيرا، وتحبه ويحبها، ولم يتوقع في يوم من الأيام موتها أو فراقها، وقد يرجع إلى حالته الطبيعية -إن شاء الله- بعد أن ينسى الحادثة شيئا فشيئا، والزواج واحد من العوامل التي تساعد على ذلك.
العبرة -أختي الكريمة- بالصفات التي ذكرتها عنه، الخلق والدين، وربما تكونين أنت المفتاح الذي يرجعه إلى وضعه الأول، وربما تكونين أنت السند، وجوهرة سعادته في الدنيا والآخرة، ولا يمكن أن نتنبأ بما سيحدث، ولكن عليك بتكرار الاستخارة عدة مرات، فالله أعلم بما سيكون، وسيختار لك ما فيه الخير.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.