اختلاف الأطباء في تشخيص مرض أختي النفسي ماذا نفعل؟

0 421

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي تعاني من مرض نفسي، منذ أن كانت تبلغ من العمر 13 سنة، وعمرها الآن 17 سنة، عندما ذهبنا بها إلى الطبيب، شخص مرضها أنه اضطراب وجداني ثنائي القطب، وبعد فترة طويلة ذهبنا إلى طبيب آخر قال: إنه فصام ذهاني، واستمرت على هذه الأدوية فترة: ( psychodaldepakine ، valpoeast)، وبعد عدة أشهر استخدمت: (clozapine , cogintol).

الأعراض التي كانت تشعر بها: هي حالة من الهوس، كانت تستمر بالبداية لثلاثة أيام، وبعد ذلك تطورت إلى خمسة أيام، ومن ثم إلى أكثر من سبعة أيام، تشعر فيها بالبهجة والسعادة، وتميل إلى الخروج والتنزه، وتشعر بالنشاط، وزيادة الطاقة، والحركة، وتتحدث كثيرا عن معلومات عامة، وسلوك عدواني، وفي آخر أيام حالة الهوس، كانت تزداد بأعراض كالأفكار المتسرعة، وتتحدث بسرعة زائدة، مع الانتقال من موضوع إلى آخر، وتشتت الانتباه، وصعوبة في التركيز، وقلة الحاجة إلى النوم، فثلاث ساعات أو أربع ساعات على سبيل المثال تكون كافية، لإكسابها النشاط الكافي، ووضع الكثير من الخطط والمشاريع.

أما في حالة الاكتئاب، فتشعر بالحزن الدائم، والضيق، وفقدان الاهتمام، والاستمتاع بالأشياء الترفيهية التي كانت تهتم بها من قبل، وتفضل العزلة وعدم الاختلاط بالناس، وصعوبة في التركيز والتذكر، والتردد في اتخاذ القرارات، وقلة الكلام، وعدم القدرة على التفكير بشكل جيد، والنوم لفترات طويلة للغاية.

ولكنها أخذت فترة تقريبا سبعة أيام، كانت تجمع فيها أشياء لا قيمة لها، ولكنها كانت فترة ليست بطويلة، ولم تعد تجمع الأشياء، وكانت تقول: بأنها كانت ترى شخصا، وتتحدث إليه، ولكن كانت تراه فقط كلما أغمضت عينيها، أو في الأحلام.

سؤالي لكم: ما هو مرضها الذي تعانيه، هل هو اضطراب وجداني؟ أم فصام ذهاني؟

دائما يقول والدي: أنني أنا وأختي الصغيرة السبب في مرضها، بسبب المشاكل الكثيرة معها، هل حقا نحن السبب في مرضها؟ وما هو الدواء المناسب؟ وهل تنصحوننا بتغيير الطبيب الحالي؟ مع العلم أنه استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ولكن الدواء الذي وصفه حسن حالتها، ورجعت إلى طبيعتها ما يقارب الأربعة أشهر، ولكنها في فترة الامتحانات انتكست، ورجعت لحالة الاكتئاب، وبعد النجاح مع السعادة، عادت إلى حالة الهوس.

آسفة علي الإطالة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعاني منها أختك، -حسب ما ذكر في رسالتك- بصورة جلية وواضحة جدا هي: أنها تأتيها نوبات هوس واضحة، تعقبها نوبات اكتئابية، وهذا قطعا يكفي تماما لتشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

الأعراض واضحة وجلية جدا، لا أرى أعراضا تشير إلى مرض الفصام، لكن في بعض الأحيان إذا ظهرت أعراض ذهانية غير متماشية مع المزاج، ففي هذه الحالة ربما تكون الأعراض الفصامية أيضا تشخيصا يجب اعتباره.

ومن وجهة نظري -وحسب المعلومات المتوفرة- أعتقد أنه ليس من الصحيح أن نقول إن هذه الفتاة -حفظها الله- تعاني من مرض الفصام، هي إما أنها تعاني من الاضطراب والوجداني ثنائي القطبية، أو أنها تعاني مما يعرف بالفصام الوجداني، أو ما يسميه البعض بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، مع وجود أعراض فصامية.

قطعا هذه الفتاة محتاجة إلى متابعة طبية نفسية منتظمة، ومع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي يعالجها الآن، وأنا لا أشك في مقدراته أبدا، لكن الأنسب أن يتم فحصها بواسطة طبيب استشاري مختص في الأمراض النفسية فقط، وليس مختصا في جراحة المخ والأعصاب.

طرق العلاج متقاربة جدا، وقطعا هي محتاجة لأحد مثبتات المزاج، مثل: (الدباكين)، وعقار مضاد للذهان أيضا مطلوب في حالتها، ومعظم الأدوية المضادة للذهان التي تستعمل في هذه الحالات، هي في الأصل مثبتات للمزاج، ومن أفضلها عقار (سوركويل)، (وكلوزابين) وكذلك (رزبريادون).

استعمال عقار (كلوزابين)، يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر، هذا الدواء بالفعل دواء ممتاز، لكنه يسبب أعراض جانبية كثيرة، وفي أغلب الظن، إذا تم إعطاؤه لوحده أفضل من أن يعطى مع أدوية أخرى، ويجب أن يترك كاختيار أو خيار أخير، أي في حالة فشل الأدوية الأخرى يتم استعمال (الكلوزابين).

بالنسبة للأسباب: والدك - جزاه الله خيرا - قطعا متأثرا لحالتها، وفي مثل هذه الأوضاع قد يبحث الإنسان عن أي سبب، وهذا نوع من المتنفس النفسي، هذه الحالات في الغالب هي بيولوجية، لأن الظروف الحياتية قد لا تكون هي السبب الرئيسي، هذه الفتاة ربما يكون أصلا لديها الاستعداد الوظائفي المتعلق ببنائها النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات