هل الصرع يسبب أمراضا نفسية مثل الخوف من الخروج والوسواس؟

0 314

السؤال

السلام عليكم.

فتاة عمرها 30 عاما مصابة بالصرع منذ 13عاما، حالتها مستقرة من` سنين ولا تحدث لها تشنجات، علاجها carbamazepine200 1*2، أحيانا لا تأخذ إلا حبة واحدة في اليوم، الملاحظ أنه من سنة تقريبا حصلت لها أعراض نفسية غريبة:

- لا تخرج من البيت تحت أي ظرف ولا حتى للساحة الخارجية.
- تحب أن تبقى في الأماكن المعتمة وتكره الإضاءة بشدة.
- تشكو من ضيق تنفس، وألم شديد في الرأس إذا فتحت بعض النوافذ، أو أضيئت بعض الأماكن في البيت في أوقات معينة من اليوم، حتى لو كانت هي نفسها في مكان آخر من البيت بعيدا عن هذه الأماكن.
- تمنع لمس أو تحريك بعض ملابسها المنشورة في الساحة الخارجية منذ شهور طويلة.
- إذا خالفنا هذه الأمور الغريبة فإنها تثور جدا، وتصبح في كرب شديد وكأنها في مصيبة، وتقول أن عليها أن تبدأ من جديد، بمعنى أن هذه الأمور يجب أن تبقى فترة معينة (لم تحددها) دون انقطاع.
- إحدى المرات لمحت بخصوص الإنارة والنوافذ إلى أنها لا تتعامل مع بشر، تقصد أنها تتأثر بمخلوقات كالجن مثلا.
- هي لا تصلي وترفض العلاج بالرقية الشرعية.

هل هذه أعراض مس جن أم أنها هلوسات ومرض نفسي؟ وهل الصرع أو دواؤه هو السبب في هذه الأعراض؟ وكيف نعالج هذه الحالة؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حوالي 40% من مرضى الصرع لديهم اضطرابات نفسية خاصة إذا كانت البؤرة الصرعية موجودة في منطقة من الدماغ تسمى بالفص الصدغي، في هذه الحالة قد يحدث وساوس، مخاوف، اكتئاب، اضطراب مزاجي، وفي بعض الأحيان حتى قد تظهر أعراض ذهانية، فإذا العلاقة وثيقة جدا ما بين التغيرات النفسية ووجود البؤر الصرعية، خاصة بؤر الفص الصدغي.

هذه الفتاة – حفظها الله – الذي لاحظته أن جرعة الـ (كاربامازبين) والذي يعرف باسم (تجراتول) جرعته صغيرة جدا، وهذا الدواء نصفه العمري قصير في الدم، ولذا يجب أن يستعمل مرتين على الأقل في اليوم، حبة واحدة في اليوم لا تكفي، كما أن أقل جرعة هي أربعمائة مليجرام في اليوم، وقد تكون ستمائة مليجرام أفضل، إذا كان لا بد أن تتناول حبة واحدة، يوجد نوع من الـ (كاربامازبين) يسمى (CR) وهو طويل الأمد، ويبقى نسبيا في الدم لمدة أطول، فالشيء الأول هو أن نراجع علاجها الذي تستعمله وهو الـ (كاربامازبين) وبالمناسبة هذا الدواء يحسن الحالة النفسية، على العكس تماما ليس له أي آثار سلبية عليها من حيث حالتها النفسية.

من خلال ما ذكر من معلومات في رسالتك، هذه الفتاة لديها جوانب نفسية مهمة، الذي يظهر لي أنها تعاني من وساوس، أنها تعاني من خوف اجتماعي، ولا بد أن تتلقى علاجا نفسيا. اذهبوا بها إلى الطبيب النفسي، اعرضوا حالتها عليه، وقد ترفض الذهاب، لكن بشيء من المحاولات والتلاطف معها -إن شاء الله تعالى- قد تقبل بذلك، قطعا سوف تستفيد من أحد مضادات المخاوف والوساوس، هنالك أدوية كثيرة جدا يمكن استعمالها سوف تساعدها كثيرا، بجانب مساندتها سلوكيا، ومحاولة مساعدتها للتخلص من سلوكها الوسواسي الرتيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات