خوفي من الأمراض أصابني بالاكتئاب والخجل وكرهت الحياة.. فأرشدوني

0 369

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي أن لدي أخ وأخت مصابان بمرض فشل الكلى والكبد، أنا أخاف أنني مع الأيام أصاب بمرض الكلى والكبد، وأخاف أن يأتيني مرض، لدي وسوسة أنني سأصاب بمرض في إحدى السنين، كيف أتخلص من هذا الشعور الذي يشعرني بضيق وخوف من المستقبل؟ أنا كل سنة أتعب، أصبت بضعف في النظر، وبالتهابات في مؤخرتي، وبألم مستمر في أذني، وأصبت باكتئاب وبمرض الخجل، والخوف من الجن؛ لأنني أتابع أفلام رعب، وأنا مهمومة ومتضايقة، وأهلي مستغربون مني، يقولون لي: أنت صغيرة، لماذا أصبت بجميع الأمراض؟ مللت من الحياة، وأود أن أجرب طعم السعادة والراحة، أنا أتفاءل بلساني، ولكن قلبي متشائم مهما فعلت.

لماذا أنا تعيسة الحظ، متى أفرح وأضحك؟ انقضى عمري على التعب، أنا عصبية وعنيدة، فكرت في الانتحار ولكنني خائفة أن لا أموت، بل أبقى حية لكن مشلولة، وهذا الأمر يتعبني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لك ولأسرتك العافية والشفاء، تخوفك من الإصابة بمرض الكلى والكبد، وأن العوامل الوراثية قد تلعب دورا، ليس من الضروري أبدا أن يكون للوارثة أي دور في مرض الكلى أو مرض الكبد، ويمكن أن تفاتحي أسرتك في هذا الموضوع، تحدثي مع والدتك مثلا أنه من الأفضل أن نسأل الطبيب هل مرض الكلى والكبد الذي أصيب به أخوك وأختك لعبت العوامل الوراثية أي دور فيه؟ وإجابة الطبيب سوف تكون هي الفيصل في هذا الموضوع.

هذه الأمور لا يتعامل معها الإنسان بعواطف سلبية، ما دمت مشغولة حول هذا الأمر فمن حقك وحق أسرتك أن تعرفي الحقائق من جانب المختصين، إذا هذا أمر محسوم، أي ليس هنالك ما يدعوك للخوف وللقلق، وأنا من ناحيتي أقول لك وبصفة عامة هذه الأمراض لا تكون أمراضا وراثية.

ثانيا: ما تعانين منه من تعب والتهابات ومشاكل في النظر، هذه -أيتها الفاضلة الكريمة- كلها تعالج من خلال الذهاب إلى الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، ولكل مرض علاج، ولكل حادث حديث، أنت إنسانة فاهمة وتدركين أهمية الطب وأهمية العلاج، فيجب أن تتخذي قرارا في هذا السياق وتذهبي إلى الطبيبة، والطبيبة على مستوى المركز الصحي أو الرعاية الصحية الأولية ستكون مفيدة جدا بالنسبة لك.

أما ما تحدثت عنه من اكتئاب وخجل وخوف من الجن، هذا تفاعل ظرفي لا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب حقيقي، أنت مشغولة، أنت قلقة، أنت متوترة، أنت أصبحت تتخوفين حول الأمراض؛ لذا حدث لك هذا الذي تعانين منه، وهو نوع من عدم الاستقرار النفسي البسيط، لا تقولي أنني لم أجرب طعم السعادة، لا تقولي أنني أفكر في الانتحار، هذه كلمات كبيرة ومسميات قبيحة لا تناسبك أبدا يا فتاة الإسلام، أنت صغيرة جدا في السن، وأمامك مستقبل باهر، أخرجي نفسك من هذا التفكير السلبي، هذا التفكير الذي لا فائدة فيه، كوني قوية، كوني ثابتة، واتخذي الخطوات التي ذكرتها لك، واجتهدي في دراستك ،وتعلمي كيف تقرئين الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء في نفسك، وشاركي في الأنشطة المنزلية، ابني صداقات ممتازة مع الصالحات من الفتيات، وكوني بارة بوالديك، وساعدي أختك وأخوك المرضى، هنا تكونين قد لعبت دورا ممتازا، أنت الآن أصبحت سلبية، أصبحت مشغولة بأشياء لا داعي لها أصلا؛ لذا حدث لك ما نسميه بعدم القدرة على التكيف أو عدم القدرة على التواؤم، وهو نوع من عسر المزاج البسيط، أنت لست مكتئبة أبدا، لا تقولي أنا مكتئبة، هذا هو الذي أوجهه لك.

وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات