أريد أن أغير حالي وأتقرب إلى الله، ولا أدري كيف؟ أرجو مساعدتكم.

0 547

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أحب أن أشكركم على افتتاح موقع مثل إسلام ويب، وأرجو لكم التوفيق من أعماق قلبي.

في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ تماما، وأرجو ألا تكون أسئلتي ثقيلة عليكم، وجزاكم الله خيرا.

أنا فتاة، وأبلغ 17 سنة، أنا كتومة، وأحيانا لا أفهم نفسي، ولا أدري لماذا؟

منذ سنتين، تبت إلى الله، وأصبحت أداوم على الطاعات، وأحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن، وكنت سعيدة؛ لأنني كنت قادرة على قيام الليل، كان همي رضى الله سبحانه وتعالى، عندما حاولت التقرب إليه شعرت بسعادة كبيرة، أدركت أن الله هو الوحيد الذي يفهمني، وأنني لن أحتاج إلى أحد، داومت على قراءة أمور تتعلق بالدين والتقرب إلى الله أكثر وأكثر، ولكنني رغم كل ذلك كنت أجد أن الشيطان يجعلني أشعر وكأن الله لا يحبني، وحاولت مرارا وتكرارا إبعاد هذه الفكرة عن رأسي، ورغم معرفتي أن الله وحده هو القادر على كل شيء إلا أنني لم أكن واثقة بنفسي، وما أن يحدث أمر لا أريده حتى أشعر وكأن الله لا يحبني.

عندها استمررت في الصلوات، ولكنني لم أشعر بالخشوع أبدا، أردت حقا أن أستشعر لذة الطاعة وأن يكون همي رضى الله، أريد أن آخذ الأمور ببساطة، وأن أدرك أن الدنيا فانية، وأن الله سيعوضني بما هو خير لي، أريد أن أصبح إيجابية وأفكر في أمور إيجابية، وأن أكون قريبة جدا من الله بحيث أقوم الليل وأصلي، وفي داخلي يقين بأن الله يحبني، أريد أن أحب الله أكثر من أي شيء.

أريد أن أثق بنفسي أكثر وأعرف نفسي أكثر، أريد أن أشعر بالراحة في قلبي، وأن أبعد المخاوف والأفكار السلبية عني.

أريد أن أحب نفسي، وأن أعيش بسعادة وراحة وإيمان، أحيانا عندما أرى دماء أو تحاليل دم، أفكر في الألم، وأفكر وأفكر رغم أنني أريد التوقف، وهكذا أشعر بإرهاق فجأة، أريد أن أتخلص من هذا الخوف، أريد أن أتغير، ولا أريد أن أبقى هكذا، أريد أن أقوي نفسي من كل النواحي، وأن أصبح اجتماعية أكثر، أريد أن آخذ كل الأمور ببساطة، وأن أعرف وأفهم نفسي.

أصبحت لا أعرف ما إذا كانت تصرفاتي حقيقة، أو تمثيلا؛ ولأنني أكتم أمورا في داخلي، أغضب من أتفه الأشياء، أريد أن أكون راضية عن نفسي، وأن ألتقي بأشخاص يحبونني، وأستطيع أن أثق بهم.

أود -حقا- أن أستمتع بالحياة بطاعة الله، ومساعدة الناس وأن أعيشها ببساطة، أريد أن أعالج نفسي دون الحاجة للأدوية، أنا لا أعلم إن كانت حالتي طبيعية أم لا، ولكنني لا أريد أن أقنع نفسي وأوهم نفسي، أريد أن أرتاح وأتقرب إلى الله.

كم أريد أن أبدأ يومي دائما بابتسامة، وأن يكون وجهي مشرقا، وأن أتوكل على الله في كل أموري، أريد أن أستشعر لذة العبادات، وأن أصلي العشاء وأنام مباشرة؛ حتى أتمكن من قيام الليل وصلاة الفجر في وقتها، كنت أفعل ذلك في ما مضى، والآن أريد أن يرضى الله عني.

آسفة إن أثقلت عليكم، ولكنني شعرت -حقا- أنني في حاجة إلى إخراج ما أشعر به.

في أمان الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله على الطاعة، والحمد لله على ترك المعاصي، والحمد لله على الاستقامة، فذلك فضل ونعمة من الله عليك، ونسأل الله لك الثبات على ما يحبه ويرضاه.

ثانيا: نحب أن نذكرك أن اللصوص لا يأتون للبيت الفقير، وإنما يأتون للبيت الذي فيه المال والكنوز، فاحرصي -ابنتنا العزيزة- على حماية ما عندك من الجواهر الثمينة التي حباك الله بها ولا تفرطي فيها، وتعلمين ما أقصد بهؤلاء اللصوص، فلهم مداخل متعددة؛ فكوني يقظة ومستعدة لجهادهم (النفس والشيطان).

وما طلبته في استشارتك يهون ويسهل نيله، ما دام قلبك متعلقا بالمعطي والمغني الذي بيده كل شيء، فلا يأس ولا قنوط بعد ذلك، بل الراحة والطمأنينة، واليقين والحب والسعادة، فالعمل بالأسباب، والتوكل على الله هما مفاتيح ما تريدينه من أمور الدنيا والآخرة.

بادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك: ماذا تريدين؟ وما هي الرغبات التي تتمنين تحقيقها؟ وما هي المكانة التي تريدين وصولها بين أسرتك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين بهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك، واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة، ونظرة جديدة للمستقبل.

واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى، ونستعين بالله تعالى، ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

ونوصيك: بالإكثار من الاستغفار؛ لأنه مفتاح الفرج، وستتبدل حالك -إن شاء الله- إلى أحسن حال، وتسعدين بحياتك، فهو جالب للرزق والمال والبنين بإذن الواحد الأحد.

وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات