السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني أعاني من أعراض مزعجة ومخيفة في الوقت نفسه، وأعاني من الدوار، وثقل بالرأس يزعجني جدا، خاصة عند الالتفات يمينا ويسارا، وأعاني من غشاوة على العينين، وكأنني أرى شعاعا متحركا، لمدة تزيد عن 20 دقيقة، مع حساسية دائمة من الضوء الساطع، بعدها يبدأ الصداع النصفي الأيسر، ويكون قويا لدرجة أنني أشعر بأن عيني سوف تخرج من مكانها، وهذا الشعور يزعجني جدا، ويعيقني عن ممارسة الحياة بشكل طبيعي، وهذا الأمر يترك ندبة في قلبي، مما يجعلني أبكي بهستيريا.
أعاني أيضا من انسداد بأذني اليسرى واليمنى أحيانا، ويستمر لمدة ربع ساعة، ثم يذهب بدون أي أدوية أو تمارين.
وأعاني أيضا من ألم في أسفل أذني اليمنى مباشره، أي بزاوية الفك اليمنى، وهذا الألم يزعجني ويؤلمني جدا عندما أمضغ الطعام، وكذلك حينما ألمسها أشعر بوجود كتلة متحركة، تجعلني أقلق كثيرا وأتوقف عن الطعام، حتى لو كنت أتضور جوعا!
أعلم أن هذه الأعراض ليست مترابطة إطلاقا، فهل أنا أعاني من علل كثيرة، أم أن هذه الأعراض مترابطة ومتعلقة بأذني والدوار الذي يحدث بسببها؟ وفي حال قررت الذهاب إلى المستشفى، فإلى أي طبيب يجب أن أتوجه؟
أرجوكم أفيدوني، فأنا بدأت أقلق جدا، وبدأت حالتي النفسية تسوء بسبب هذه الأعراض المزعجة.
ملاحظه: أنا لم أزر أي طبيب إطلاقا، وأعاني من هذه الأعراض منذ ثلاثة أشهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سويلمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الصداع المتكرر على جانب واحد من الرأس، في الغالب بسبب مرض الشقيقة، أو الصداع النصفي، وهو مرض يأتي في نصف واحد من الرأس، ويسبقه ما يعرف بالنسمة، أو aura, وهي أعراض تأتي قبل نوبة الصداع, وهي اضطرابات سمعية وعصبية، مثل: الغثيان, وشم رائحة, والحساسية الزائدة من الضوء، والأصوات، وبالتالي فإن ما تعاني منه من ثقل الرأس، والدوار، والغشاوة على العيون، والألم، و"الوش" أو الطنين في الأذن، هي أعراض مترابطة، وتعرف بالنسمة او Aura، وهي أعراض تسبق الشقيقة أو الصداع النصفي، وتكون مرتبطة بها.
والأفضل التدرج في التشخيص، وذلك من خلال عمل تحليل صورة دم CBC، لبيان نسبة الهيموجلوبين، وهل هناك فقر دم؛ حيث إن الأنيميا تؤدي إلى الصداع والدوخة، ولا تفيد أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية في تشخيص الصداع النصفي في التشخيص، حيث إن الحالة يتم تشخيصها من خلال التاريخ المرضي، والكشف الإكلينيكي.
وعلاج الصداع أو الشقيقة، من خلال مسكنات الألم، مثل: (بروفين)، أو (كتافلام)، وهي أقوى من (البنادول)، ويؤخذ أيضا (تريبتان)، وتعالج الشقيقة من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب (antidepressants)، مثل (سبراليكس 20 مج)، حيث له فائدة كبيرة في تحسن الحالة المزاجية، وحالة التوتر والقلق والاكتئاب، ويتم تناوله لمدة تصل إلى ستة شهور، كذلك يتم وصف الأدوية المضادة للتشنجات (anticonvulsants)، مع تناول فيتامينات، مثل: (maternal)، وحبوب (ferose F)، قرص واحد من كل نوع لتقوية الدم، مع التغذية الجيدة.
ولكن يجب الذهاب لطبيب أمراض الباطنية، لتوقيع الكشف الطبي، وعمل صورة دم كامل، وأخذ التاريخ الطبي، ووصف الأدوية والنصائح الضرورية للتعامل مع هذا المرض.
وفي حالة إتباع نظام معين من الأدوية الوقائية والعلاجية، فإن نوبات الصداع سوف تقل أو تختفي - إن شاء الله -.
والصداع هو عرض لمرض وليس مرضا في حد ذاته, والأمراض التي تسبب الصداع كثيرة جدا, ويجب عليك أن تراجعي أيضا طبيب أنف وأذن، لفحص الجيوب الأنفية, وأيضا فحص العيون والأسنان, والتأكد من أن الوسادة مريحة، ولا تؤدي إلى شد عضلات الرقبة، لأن التهاب الجيوب الأنفية، وألم وتسوس الأسنان، وضعف الإبصار، وفقر الدم، كل ذلك يؤدي إلى الصداع، وعليك بتنظيم النوم ليلا، وعدم التعرض للإجهاد.
وفقك الله لما فيه الخير.