أشكو من الخجل من الناس لدرجة الشعور بارتعاش الرأس.. فما المخرج من هذا؟

0 265

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وفقك الله يا دكتور محمد.

معاناتي: أنا أشتكي من الخجل من الناس، أحيانا لا أحضر المناسبات، وعندما أعلم أن هنالك مناسبة أصيب أحيانا بضيق، وبسرعة خفقان القلب، وأفكر بها طويلا قبل الذهاب.

وعندما يقع خلاف ونقاش قوي ويغضبني بيني وبين أي شخص يبدأ جسمي كله بالارتعاش بداية من رأسي، حتى أحيانا أثناء (السوالف) الحديث البسيط مع أي شخص، أحيانا إذا قام بالنظر إلي أثناء الحديث رأسي يرتعش، وأحس بارتباك.

وأيضا عندما أقوم بمراجعة الدوائر الحكومية، وأثناء دخولي على أي موظف أعاني وأحس أن رأسي يرتجف، وأرتبك بشكل كبير، حتى عندما أكون إماما وأصلي بأحد الأشخاص صوتي يختنق، وأحس برعشة في الجسم.

وبسبب هذه الرهبة والخوف أصبحت لا أهتم بمستقبلي، وأنا أحب أن أصبح إنسانا مفيدا وناجحا، ينظر للأمام بدون خوف أو رهبة، لكن هذه المشكلة تشكل حاجزا كبيرا لي.

علما أنني أبلغ من العمر 29 عاما، وعاطل عن العمل.

أريد أن آخذ دواء زيروكسات وأجربه، بعدما قرأت في أغلب ردودك يا دكتور أنه دواء مفيد للرهاب الاجتماعي، وهل التدخين يبطل مفعول الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ايمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف، واستشارات إسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أنت لديك درجة من الرهاب الاجتماعي أو الخجل الاجتماعي، لكن أعتقد أن فيك حياء أيضا، والحياء شطر من الإيمان، والحياء كله خير، فهذه ميزة إيجابية إن تذكرتها سوف تعزز من تواصلك الاجتماعي، يعني أن الحياء ذاته يمكن أن نتخذه وسيلة وسبيلا للتخلص من مخاوفنا الاجتماعية، والحياء يعطي للإنسان فرصة للتفاعل مع الصالحين والأخيار من الناس.

فيا أخي ابدأ هذه البدايات، كن لصيقا للمجتمعات النقية الطاهرة، مجتمعات المصلين؛ لذا احرص على الصلاة مع الجماعة، مشاركة الناس في مناسباتهم، زيارة المرضى في المستشفيات... هذه تشبعك نفسيا وداخليا وذاتيا، وهذا يؤدي إلى انقشاع في الحجب التي تجعلك تحس بالتحسس عند المواجهات الاجتماعية.

إذا حياؤك نريد أن نستفيد منه ونجعله طريقا لانفتاحك الاجتماعي.

النقطة الثانية: حاول أن تحقر فكرة الخوف والخجل، لا تعيرها اهتماما، أنت لست بأقل من الآخرين.

أخي الكريم: ما تحس به من ارتجاف أو من رعشة، أو من شعور بالتلعثم، هذه المشاعر لا أقول لك: إنها غير موجودة، لكن أقول لك: إن شعورك بها مبالغ فيه، وهي لا تظهر بالحجم والكيف والكمية التي تتصورها، حتى وإن كان هنالك شيء بسيط منها، إلا أنها غير ملاحظة، وهي تنتج من إفراز مادة تعرف باسم (أدرينالين) وهذه مادة حميدة – أي مطلوبة – لأن يكون الإنسان متحفزا ومنتبها ويقظا في المواقف التي تتطلب ذلك عند المواجهات الاجتماعية، وأنا أؤكد لك أنك غير مراقب من جانب الناس.

أخي الكريم: كثف ممارستك للرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك: نعم الزيروكسات من الأدوية المفيدة جدا، لكن لا أريدك أن تعتمد على الدواء اعتمادا مطلقا، الدواء سوف يساعدك كثيرا في الشعور بالاسترخاء وعدم الرهبة، ويجب أن تستفيد منه وتطبق البرامج السلوكية التي ذكرتها لك.

تبدأ بجرعة عشرة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما – استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرين مليجراما يوميا – وهذه هي الجرعة العلاجية – تناولها ليلا بعد الأكل، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء إضافي يعرف باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) دواء داعم جدا للزيروكسات، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

لا ننصح باستعمال الـ (بروبرالانول) بالنسبة للذين يعانون من حساسية في الصدر أو الربو.

بالنسبة هل يؤثر التدخين في مفعول الدواء؟
نعم التدخين يبطئ من مفعول بعض الأدوية، مثل الكوازبين، لكن لا يؤثر سلبا على الزيروكسات أو الإندرال، لكن قطعا حاول أن تتخلص منه؛ لأن مضاره الصحية والنفسية والجسدية كثيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات