السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه عمري 19 سنة، أعاني من ارتعاش اليدين من غير إرادتي، لم أكن أعرف بذلك، ولكن من حولي يخبرونني بذلك، حتى وأنا في حالة عادية ولست متوترة أو خائفة، أنا أرتعش عندما أكون في موقف محرج وألاحظ ذلك بشدة، وأخجل أو أخاف من أن أواجه أو أتكلم مع أناس كثر.
هل هذا له علاقة بالرعشة التي تصيبني وأنا في وضع طبيعي بعيدا عن الإحراج؟
وأيضا أعتقد بأن والدتي وأختي لديهما هذا الارتعاش، كيف أتخلص من هذا الارتعاش؟ وهل إذا كان وراثيا ليس له علاج؟ وهل أستطيع أن آخذ علاجا من غير استشارة طبيب؟ هل هذا الارتعاش سيمنع من دخولي إلى دراسة الطب، أو أن الطب يتطلب يدا ثابتة؟ وهل هناك قسم لا يتطلب ذلك، أو أن جميع الأقسام الطبية تتطلب ذلك؟
أنا أنوي دخول الطب السنة القادمة -بإذن الله-، أتمنى الإجابة على أسئلتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يعافيك، وأن يحقق لك مبتغاك بدراسة الطب.
وأنا لا أرى أبدا أن هذه الرعشة سوف تمنعك من دراسة الطب، وهي رعشة بسيطة.
الذي يظهر لي أنك تعانين من درجة بسيطة جدا من الخوف الاجتماعي أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، والذي يحدث -أيتها الفاضلة الكريمة- أن بعض الناس حين يكون في موقف يتطلب شيئا من المواجهة تفرز عنده كمية كبيرة من مادة الأدرينالين، وهذه المادة في الأصل تساعد على ضخ كميات كبيرة من الدم عن طريق القلب، وفي ذات الوقت تؤثر على الجهاز العصبي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالارتعاش لدى بعض الناس.
إذا الحالة هي حالة فسيولوجية طبيعية، لكن طبعا تشغل الإنسان؛ لذا من الضروري جدا أن لا تتجنبي المواجهة، أكثري من هذه المواجهة الاجتماعية، وبالتدريج سوف تجدين أن الرجفة قد انتهت تماما، حتى وإن لعبت العوامل الوراثية فيها دورا فسوف تعالج.
هنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم إندرال بروبرانول من الأدوية التي نوصي بها في مثل هذه الحالات، والجرعة هي 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر مثلا، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، الدواء بسيط وسليم جدا لكن لا يتم تناوله في حالة وجود ربو، أو حساسية في الصدر.
أنا أنصحك: بأن تذهبي وتقابلي الطبيبة، طبيبة المركز الصحي أو الرعاية الصحية الأولية ولا أعتقد أنك في حاجة إلى مقابلة الطبيب النفسي، دعيها تقوم بإجراء الفحوصات العادية؛ لكي تتأكدي من مستوى الدم، وكذلك تتأكدي من مستوى إفراز الغدة الدرقية؛ لأن زيادة النشاط في الغدة الدرقية في بعض الأحيان قد يؤدي إلى رعشة في اليدين.
لا تنزعجي مما ذكرته لك، هذه مجرد إجراءات تحوطية و-إن شاء الله تعالى- الطبيبة تجد كل الفحوصات سليمة، ويمكن أن تصف الإندرال فهو دواء بسيط وبسيط جدا، من جانبك كما أوضحت لك أكثري من المواجهات الاجتماعية، كوني أكثر ثقة في نفسك، هنالك أيضا تمارين الاسترخاء نحن نوصي بها كثيرا، فارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي تحت الرقم: (2136015)، وطبقي ما بها من إرشاد، وسوف يفيدك كثيرا -إن شاء الله تعالى-.
أكرر ليس هنالك ما يمنعك من دراسة الطب، و-إن شاء الله تعالى- تكونين طبيبة متميزة في المستقبل، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.