حياتي بائسة بسبب الرهاب الاجتماعي، ساعدوني على اجتياز محنتي.

0 375

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي والخوف منذ أن كنت طفلة، لقد تعبت كثيرا، ولا أعرف ماذا أفعل؟ خاصة أنني الآن متزوجة، ولا أتواصل مع أهل زوجي وأقاربه، ولا حتى أقاربي، حتى والدتي، وأقرب الناس لي، أخجل منها، أتمنى أن أقبلها وأقول لها كلاما جميلا، وأن أحضنها، أريد أن أشعر بحنانها، لكن الرهاب حرمني من كل شيء، ليس لدي صديقات، وكل الناس هجروني، لم يعد أحد يسأل عني، حتى زوجي أصبح يشعر بالملل من صمتي.

والمشكلة أنني صرت عصبية جدا مع زوجي من كثرة الضغوطات، دائما أسمع كلاما جارحا من الناس، ولا أستطيع الرد، وأتأثر كثيرا، حتى المزاح لا أتقبله، فلو أن أحدا مزح معي (أزعل)، وآخذ الكلام بجدية وحساسية زائدة، فقدت ثقتي في نفسي، ولو حاولت أن أتكلم أرتبك، ويظهر علي القلق، صرت أتجنب الكلام.

أخي الأكبر مني كان دائما يسخر مني أمام الناس، ويخبرهم بخجلي، وأنني دائما صامتة، وهذا الشيء زاد من مشكلتي، وصرت أتجنب أية جلسة يكون أخي فيها؛ حتى لا يحرجني، صرت بعيدة عنه جدا، ولا أتكلم معه، رغم أنني كنت أحبه أكثر من بقية إخوتي، خاصة في فترة الطفولة والمراهقة، والآن صرت أحس أنه السبب؛ لأنه عزز صفة الخجل عندي.

أنا أرسلت لكم مشكلتي؛ لأنني لا أستطيع التحمل، تعبت جدا، وبعد الزواج ارتحت من تعليقات أخي، ومع زوجي مرتاحة نوعا ما، لكن المشكلة لو جاءنا ضيوف إلى البيت، يشعرون بالملل؛ لأنني لا أتكلم معهم، وإذا تكلمت تكون كلمات قليلة مرتبكة، وبصوت منخفض.

أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، أنا لا أقدر أن أذهب إلى استشاري نفسي، والأدوية النفسية لا تصرف إلا بوصفة طبية، وأيضا أنا حامل وأتوقع أن الأدوية تضر بالجنين.

هل يوجد علاج يمكن أن يوصف لي ويخفف من حالتي ولا يضر الجنين؟ أو علاج سلوكي؟ ولو أنني أتوقع أن العلاج السلوكي لا يفيد في مثل حالتي بدون دواء مساعد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فوفه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يكون لديك شيء من الخجل الاجتماعي والرهبة الاجتماعية، لكن أعتقد أن عسر المزاج والشعور بضعف قدراتك ومهاراتك الاجتماعية هو المشكلة الأساسية.

لا بد أن تحسني من تقدير ذاتك، وتطوري من مهاراتك، وتصري على التحدث حين تكونين مع الناس، لا بد أن تقومي بدورك في هذا السياق، وأنت تدركين أن السكوت والصمت أثناء وجود الآخرين مشكلة، وعلاجها من وجهة نظري ليس بالصعب، حاولي أن تجهزي مواضيع تحضرينها وتتطرقين لها، مواضيع عامة، مواضيع حول الأسرة، مواضيع حول الدين، أي شيء يمكن أن تتحدثي فيه، فالإنسان تفاعلي بطبعه، فلا تحرمي نفسك من التفاعل الاجتماعي الصحيح.

لا أريدك أن تضعي في خلدك وتفكيرك أن هذه المشكلة هي مشكلة أزلية وهي معك منذ الصغر، لا، هذا تفكير خاطئ، أنت مررت بمراحل حياتية مثلك مثل الآخرين، والآن أنت متزوجة -والحمد لله-، أمورك تسير على خير، فلا تعيشي تحت مهابة الماضي، وأنك في الأصل لن تتغيري، هذا ليس صحيحا أبدا، الإنسان يتغير، الإنسان يتطور، فقط ضعي لنفسك أسسا وأصولا من أجل التفاعل الاجتماعي، وهذه الأشياء - أي المهارات الاجتماعية من هذا النوع - معلومة لدى الناس.

بالنسبة للعلاج الدوائي: قطعا أنت الآن في فترة الحمل، ولا أنصحك بتناول أي علاج دوائي، إذا استمرت معك الأعراض يمكن أن يكون هنالك مجالا لتناول أحد الأدوية السليمة.

إذا عليك بالتفكير الإيجابي، عليك بتطوير المهارات، عليك ألا تتوجسي وتتخوفي وتقولي: إن أعراضي هي أعراض قديمة ولن تزول، هذا ليس صحيحا، وأوجدي لنفسك وسيلة تفاعل منضبطة مثل: الانضمام لدراسة دورات معينة، أو الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، وتكونين بذلك قد قمت بالتطبيق العملي والمفيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات