زوج يكره معاشرة زوجته بسبب افتقادها لمواصفات معينة كان يتمناها.

0 318

السؤال

السلام عليكم

زوج يعاشر زوجته وهو كاره؛ بسبب أن الزوجة لا تثير الزوج، وليس ذلك بسبب تقصير من الزوجة، ولكن بسبب مواصفات إثارة معينة يطلبها الزوج ولا توجد في الزوجة، وقد شعرت الزوجة بذلك مرات عديدة، وحدثت مشاكل كثيرة بسبب هذا الموضوع.

الزوج ينظر إلى الخارج أحيانا، لديهم أولاد، ويخشي الزواج بالثانية؛ لخوفه على بيته الأول، ويخشى أيضا الوقوع في المحرمات، وللعلم هذا الموضوع يؤلم الزوج كثيرا، وكل يوم يتمنى ما يريده، يرجى الإفادة.

وما زاد الموضوع أعلاه أكثر تعقيدا عند الزواج أن الزوج شعر بأنه تورط في هذا الزواج، وما زال يحز في نفسه ويتضايق عند رؤية أي أحد من أهلها، أو عند رؤية أي فرح آخر ويشعر بعدم فرحه سابقا.

وكذلك من حوله من أهله يعلمون بهذا التورط فيشعر بالألم أكثر، ويتذكر هذا الموضوع بشكل شبه مستمر مع مواقف الحياة اليومية، ويزداد الأمر سوءا مع زيادة عمر الأولاد، وزيادة المشاكل.

هل يعتبر هذا التورط والمشاكل اللاحقة له قضاء وقدرا فيسلم للأمر الواقع، وأن هذا نصيبه منذ أن كان في عالم الغيب؟

يرجي الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى الإفصاح والتوضيح في المقال حتى نصل سويا إلى الحل الذي يرضي الكبير المتعال، ويحقق السعادة والآمال، ونذكرك بأن الكمال محال، والنقص موجود في النساء وفي الرجال.

كم تمنينا لو أنك لم تظهر لزوجتك ما فيها من نقص؛ فإن ذلك يحزنها ويفقدها أمنها، ويربك علاقتها معك، كما أن تكرار الأمر يجدد الجرح، ونؤكد لك أن النقص الحاصل لا يبيح لك تجاوز حدود الشرع.

وإذا أطلق الرجل بصره فلن يشبع ولن تكفيه نساء الدنيا، فغض البصر لتسعد مع أهلك، واعلم أن الجمال مقسم في أجزاء الجسم، ونعم الله موزعة بين البشر، والسعيد الموفق هو من يرضى بما عنده، ويشكر فينال بشكره المزيد، فقد قال العظيم: (لئن شكرتم لأزيدنكم).

وأرجو أن تعلم أن جبر الخواطر أدب نبوي، وإذا لم نجد في بيوتنا إلا الخل؛ فعلينا أن نردد (نعم الإدام الخل)، نتمنى أن تتغير طريقتك في التعامل مع أهلك؛ لأن ما يحصل متعب لك ولهم.

واعلم أن نعيم الدنيا ناقص، وأنها جبلت على الكدر، والإنسان فيها كادح، وهى ممر وليست دار مقر.

ولازلنا ندعوك إلى طرح الأمر بوضوح، واطلب حجب الاستشارة، وثق بأن الأسرار محفوظة؛ وذلك لأنه من الصعب جدا مناقشة قضية فيها جوانب خفية.

ولا شك أن ما يحدث في الكون من تقدير القدير، وكل شيء بقضاء وقدر، والفقيه هو الذى يعالج أقدار الله بأقدار الله، والرضا بقضاء الله وقدره كما قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار".

نسعد بتواصلك مع موقعك، خاصة إذا وصلتنا توضيحات للمشكلة وأسبابها، وفهم كل طرف وتصوره للمشكلة.

وهذه وصيتنا للجميع: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر فإن العاقبة للصابرين، وعليكم بالدعاء فإنه سلاح المؤمن، وبه ينال المرغوب، ويدفع بحول الله المرهوب.

وفقكم الله وسددكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات