السؤال
السلام عليكم
موضوعي طويل فاسمحوا لي على الإطالة.
أعاني من الخوف من كل شيء تقريبا، وخاصة بعد ثورات الوطن العربي وما يحدث من قتل وكل شيء، أصبح لدي خوف من المستقبل لدرجة أنني أفكر في هذا الأمر 24 ساعة، ولدي الخوف من الأمراض، أحس أنني مريضة من كل شيء، علما بأنه ليس لدي مرض مزمن -الحمد لله-، أعاني فقط من البدانة، ولا أستطيع التخلص منها.
الأمر الثاني والأهم: أريد تقوية إيماني؛ لأن إيماني ضعيف جدا، أنا غير مواظبة على الصلاة، وهذا الشيء يقتلني من الداخل، فأنا طوال الليل أبكي خوفا من الله، أنا أمارس العادة السرية، وأحيانا أشاهد المواقع الإباحية، وأنا مخطوبة، ودائما يحدث تلامس بيني وبين خطيبي، علما أن التلامس هذا كان يحدث من قبل الخطوبة، منذ أيام العلاقة، وأنا أحبه جدا، وهو كذلك، وكل مرة نقول لن يحدث هذا ثم يحدث مجددا، أتوب وأكرر ذلك حتى في رمضان.
أنا خائفة من عقاب الله، تمت خطوبتنا ولم يتم عقد القران، هل ما نفعله حلال أم حرام؟ أنا أريد أن أتلذذ بالإيمان لكي يصلح الله حياتي ويوفقني؛ لأن كل خطوة جديدة في حياتي أفعلها بعد ذلك أرجع عشر خطوات للخلف.
للعلم أنا في الفترة الأخيرة أعاني من القلق والخوف المستمر، أصبحت أكره نفسي من الأفعال التي أفعلها مثل: النميمة، والغيرة، والنفاق، علما أنني لم أكن هكذا والله.
أتمنى للجميع الخير، وأحب مساعدة الناس، وأتألم لغيري كثيرا، وأنا معروفة بالكرم، ولكن لا أعلم لماذا أصبحت هكذا؟ أصبحت أكره نفسي، وكل ما أريده إصلاح نفسي، يوجد شيء يمنعني، علما بأنني محبوبة من الناس -الحمد لله-، وبارة بوالدي وقريبة جدا من والدي، علما بأنني ابنتهم الوحيدة، ليس لدي إخوة ولا أخوات، ولكنني أصبحت عصبية حتى مع والدي.
أحس نفسي حزينة جدا، وضائعة، والدتي تقول لي: إنني مصابة بالعين؛ لأنني انتكست في كل شيء، حياتي وصحتي وحتى أخلاقي، لم أكن هكذا والله.
الرجاء المساعدة، أحس بالخمول طوال الوقت، والقلق، وتساقط الشعر، وزيادة الوزن، وأخاف من الموت والفراق والمرض جدا، هل أنا مصابة بالعين، أو مرض نفسي؟
الرجاء المساعدة، أرجوكم أحتاج للمساعدة للخروج مما أنا فيه الآن.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يحقق الآمال، وأن يحسن لنا ولكم الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يعينناعلى طاعته إنه الكبير المتعال.
أسعدنا حسن العرض للمشكلة، وأفرحنا اكتشافك للخلل، وطمئننا رغبتك في الإصلاح؛ لأن هذه خطوات مهمة وأساسية بعد توفيق ربنا الفتاح فالق الإصباح وواهب النجاح.
أؤكد لك أن في تقوية الإيمان حلا للإشكالات كلها؛ لأن الإيمان يقين ورضا وأمن وطمأنينة، فأقبلي على الله بصدق، واجتهدي في تعميق معاني التوحيد في نفسك، وأكثري من قراءة القرآن والأذكار، واعلمي أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، فابتعدي عن المعاصي وأولها المخالفات التي تحصل بينك وبين خاطبك؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، أو الخروج بها، وما يحصل من ملامسات ومداعبات من الخطورة بمكان، والتمادي في الحرام يحرم الإنسان من لذة وطعم الحلال.
وإذا كان الشاب لا يستطيع الصبر فليعجل بإكمال المراسيم؛ لتفعلا بعد ذلك ما يحلو لكما، ولتستمتعا ببعضكما بالحلال، ونحذركما من التمادي فإنه قد تأتي اللحظة التي لا تستطيعان فيها السيطرة على أنفسكما، فتحدث أمور ثمنهاغال وآثارها كبيرة، ومن هنا كان حرص الشريعة كبيرا على الأعراض، والخاطب لا ينبغي أن يخلو بمخطوبته لدرجة تجعلهما يتلامسان.
وإذا قوي الإيمان كان فيه الرادع من المخالفات، وفيه طرد للخوف من المستقبل؛ لأن المستقبل بيد الله -وحده سبحانه-، والمؤمنة توقن أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وكل شيء بقضاء وقدر، وما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأن الأمة لو اجتمعت لتجلب نفعا ما استطاعت إلا بما يقدره القدير، ولو اجتمعت وكادت وخططت لضرر فلن تستطيع إلا إذا قدر مالك الأكوان -سبحانه-.
ونتمنى أن تحافظي على الأذكار وعليك بالرقية الشرعية، وقبل ذلك وبعده نوصيك بالبعد عن المعاصي، لما لها من شؤم وآثار، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وواظبي على ما تعودت عليه من الخير والبر بوالديك، ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك وأن يجمع بينكما على الخير.