لا أشعر بالسعادة، والتوتر يدمر نفسيتي وحياتي.. مدوا لي يد العون

0 300

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 24 سنة، طالب هندسة في السنة الأخيرة، عندي -ولله الحمد- عزيمة قوية وإرادة, تغلبت على أشياء كثيرة في حياتي, ولكن القلق والتوتر لم أستطع السيطرة عليهما.

تعرضت لتجربة فشل دراسي عندما ذهبت للدراسة في الخارج، الآمال الكبيرة من الأهل والأقارب، والرغبة الشديدة بالنجاح، إضافة إلى الغربة؛ شكلت ضغوطا نفسية كبيرة علي في تلك الفترة.

الحمد لله على كل حال، عدت وأكملت دراستي هنا، لكن من بعد عودتي أصبحت شخصا متوترا وقلقا، أهتم بأدق التفاصيل، وأشعر بعدم رضا، ومزاجي متقلب.

بدأت حالة التوتر تتطور يوما بعد يوم أصبحت أعاني من أعراض جسدية كالآلام في أسفل البطن، وحرارة في الجسم، وارتجاع المريء، وحرارة في الوجه، وأحيانا برودة في الأطراف، ورجفة بسيطة، وشعورا عاما بالتعب والإرهاق حتى لو كنت في أول يومي ونمت جيدا، وألم في أسفل الرقبة وقلة تركيز.

في البداية كنت أعتقد أنها جسدية فقط، ذهبت إلى عيادات وعملت فحوصات كثيرة، اضطراب البطن والغثيان، وعسر الهضم والحموضة لوحدها معاناة، جلست في دوامة البحث عن علاج لهذه الأعراض فترة طويلة.

طبعا خلال هذه الفترة -تقريبا أربع سنوات- قل اختلاطي بالناس، وانخفض مستواي الدراسي بشكل ملحوظ أصبحت قليل التركيز، مثلا: في بعض الاختبارات أقرأ الكلمات بشكل خاطئ، أو الأرقام بشكل خاطئ، مع أنها واضحة جدا، وأشعر أن الوقت ضيق، ويجب أن أسرع.

ازدحام السير يسبب لي التوتر، التأخر على محاضرة أو موعد يوترني حتى لو كان الأمر فيه سعة، وأعلم أن هذا التأخير لا يضر، لكني أجد نفسي متوترا.

التوتر دمر نفسيتي لا أشعر بالسعادة، ولا الاستمتاع في أمور الحياة اليومية.

أشكر كل من قام على هذا الموقع، وأزال هم مريض وطمأنه بعد الله، أسأل الله لكم التوفيق والبركة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأقول لك: بالفعل إن أعراضك هذه نفسوجسدية، يعني أن الأعراض الجسدية كالآلام في أسفل البطن، وحرارة الجسم، والارتجاع المريئي، وحرارة الوجه، وبرودة الأطراف، والرجفة، والشعور الشديد بالإجهاد، هذه أيها الفاضل الكريم من وجهة نظري ناتجة من قلق، ومزاج اكتئابي أصبت به في الآونة الأخيرة فربما يكون الإحباط الدراسي سببا في ذلك.

عموما أنا لا أعتبر الحالة معقدة، أنا أعتبرها من الحالات الظرفية، أي العابرة نسبيا، ويمكن تخطيها -إن شاء الله تعالى- فقط يجب أن يكون عندك العزيمة والتصميم، وأن تعرف أنك صاحب إرادة قوية، وأن الله تعالى قد حباك في هذا العمر بطاقات نفسية وجسدية ممتازة، ويجب أن تستغلها الاستغلال الصحيح.

ولتحسين مستواك الدراسي: أرى أن تنام مبكرا، وتستيقظ مبكرا، وتدرس لمدة ساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر، ثم تذهب إلى فصلك الدراسي.

ومثل هذه البداية المبكرة دائما تفتح للإنسان آفاقا ممتازة؛ حيث إن الدراسة في الصباح يستوعب الإنسان فيها بصورة جيدة جدا، بصورة فائقة وهذا أمر مجرب، وبعد ذلك يمكنك أن تدير بقية يومك بممارسة شيء من الرياضة، وتأخذ قسطا من الراحة، وتجلس مع الأسرة، وترفه عن نفسك، وتدرس، وتؤدي صلواتك، وتنام مبكرا -أخي الكريم- هذا يساعد كثيرا.

الإنسان حين يبدأ في البكور بدايات صحيحة وسليمة، هذا يعطيه الدفع النفسي الممتاز، ويقلل كثيرا من فرص هيمنة وسيطرة الاكتئاب على المزاج.

النقطة الثانية: أراك محتاجا لعلاج دوائي بسيط -إن شاء الله تعالى- إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب، فهذا أمرا جيد، وإن لم تستطع -أيها الفاضل الكريم- فمن الأدوية المفيدة جدا، والتي أراها تناسب حالتك هو العقار الذي يعرف باسم سيرترالين، واسمه التجاري زولفت، ابدأ في تناوله بجرعة 25 مليجرام ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر يعتبر دواء داعما، هذا الدواء تجاريا يسمى دوجماتيل، ويسمى علميا سلبرايد، الجرعة هي كبسولة واحدة في الصباح، قوة الكبسولة 50 مليجرام تناوله لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

إذا -أيها الفاضل الكريم-: أنت محتاج لأن تغير مزاجك بأن تصبح أكثر إيجابية، أن ترتب وقتك، وأن تنظمه، وأن تتناول العلاج الدوائي الذي وصفناه لك، وأنا على ثقة تامة -إن شاء الله تعالى- أن هذا التوتر سوف يزول عنك، وتحس -إن شاء الله- بالسعادة والرضا، والاستمتاع بالحياة، وتتميز دراسيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات