السؤال
السلام عليكم
أنا حامل في الشهر الأول، عمري 31 سنة، وهذا ثاني حمل بعد حمل أول لم يكتمل؛ بسبب تعرضي لتسمم حمل شديد، وحاليا أعاني من عرق النسا، والذي يسبب لي آلاما فضيعة من أعلى الوركين إلى أصابع القدمين بكلتا الرجلين، مع تنمل وخدر، وإحساس بالحرق لا يمكنني من الجلوس، ولا المشي، ولا الوقوف، ولا النوم، ولا أدري ماذا أفعل؟
وكلما بحثت عن علاج يتبين أنه لا يناسب الحامل، والعلاجات الطبية لم تأت بفائدة، أخذت كالسيوم، وفيتامين (ب)، ومراهم مع التدليك، والكمادة الحارة، لم أترك وسيلة للعلاج إلا وجربتها، ولكني لم أتحسن أبدا.
منذ أسبوعين لم أذق طعم النوم، مما سبب لي إرهاقا شديدا، وانخفاضا في الضغط، ولا أستطيع ممارسة حياتي اليومية، وخاصة أنه عند النوم تنتابني آلام شديدة لدرجة الصراخ، وفي بعض الأيام اضطررت للذهاب إلى الطوارئ؛ لأخذ المسكنات، وتقول الدكتورة: إن كثرتها خطرة على الجنين، ماذا أفعل يا دكتور؟ لقد بدأت جديا في التفكير بالإجهاض والتخلص من الحمل؛ لإنهاء معاناتي.
قرأت حديثا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعلاج عرق النسا بإلية شاة، هل أستطيع استخدام هذا العلاج، أم أنه أيضا لا يناسب الحامل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن مثل هذا الألم قد يحدث في أي مرحلة من مراحل الحمل، لكن حدوثه يكثر في الثلث الثاني والثالث من الحمل، بسبب أن الجنين يبدأ بالكبر بشكل أسرع، فيضغط برأسه على أعصاب الحوض.
وفي فترة الحمل تفقد الأربطة والأوتار قوتها، وتصاب بحالة ارتخاء وتمطط، مما يسهل انضغاط الأعصاب قربها.
إن أهم نقطة في علاج الحالة هي: الوقاية، والوقاية تتم بأن تحرص السيدة على أن يكون وزنها ضمن الحدود الطبيعية قبل حدوث الحمل، وأن تحرص على أن لا يزداد وزنها أكثر من المطلوب خلال الحمل.
ومن طرق الوقاية الهامة أيضا هي: الحفاظ على نشاط بدني معتدل حتى خلال الحمل، وعدم الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، وتفادي الوضعيات الخاطئة التي من شأنها أن تسبب زيادة الضغط على أعصاب الحوض.
نعم -يا عزيزتي-: يمكنك تجربة العلاج بإلية شاة عربية كما ورد في حديث رسولنا الأكرم -صلى الله عليه وسلم-، ولا ضرر على الحمل من ذلك -بإذن الله تعالى-، فالعلم والطب قد أثبتا وجود مواد مفيدة جدا، ومهدئة للألم في نوع معين من الدهون المفيدة، ومثل هذه الدهون تتواجد بكثافة عالية في إلية الشاة، والكثيرات قد استفدن منها -بإذن الله تعالى-، ولك أن تجربي، فلعل فيها الشفاء -إن شاء الله-.
وإليك بعض النصائح التي ستساعدك -إن شاء الله- في علاج الحالة:
1- عدم رفع أو دفع الأشياء الثقيلة، وعند الجلوس ضعي دوما وسادة عند أسفل ظهرك، وذلك للحفاظ على انحناء طبيعي للظهر.
2- عند التقاط الأشياء عن الأرض يجب أن يكون ذلك عن طريق ثني الركبتين والساقين، مع المحافظة على الظهر بوضعية مستقيمة بحيث يشكل زاوية قائمة مع الساقين.
3- النوم على الجانب الأيسر من الجسم (وهذا في الحمل فقط)، مع الحرص على وضع وسادة بين الركبتين وتحت البطن لدعم انحناء الظهر وثقل الرحم.
4- عند النهوض من السرير يجب أن يتم ذلك بطريقة معينة، وأن يتم بالتدريج، وذلك عن طريق تنزيل الساقين عن السرير أولا، ثم أخذ وضعية الجلوس، والحفاظ على الظهر بوضع مستقيم، ثم النهوض مع وضع الثقل على الساقين والقدمين وليس على أسفل الظهر.
5- تطبيق كمادات حارة على أسفل الظهر لمدة من 15 - 20 دقيقة.
6- لبس الأحذية المريحة والمسطحة، والتي لا تزيد في انحناء الظهر.
7- ممارسة بعض التمارين التي ترخي عضلات الحوض والإلية، مثل التمرين التالي ويسمى تمرين (ويليامز):
الاستلقاء على الظهر، ثم جعل إحدى الركبتين معطوفة، ووضع الكاحل المقابل على الركبة المعطوفة، ثم ترفع الركبة المعطوفة عن الأرض وببطء، مع تمطيط الركبة المعاكسة بعيدا عن الكاحل المرتاح، ثم يتم عمل نفس التمرين في الجهة المعاكسة.
8- لبس حزام خاص يسمى: SACLAL BELT، تجدينه في الصيدليات الكبيرة، ولبسه يقدم الدعم للبطن وأسفل الظهر، ويخفف الشد عن الأعصاب الحوضية.
9- عند الحاجة يمكن تناول المسكنات، ومنها: (لايبو بروفين)، لكن بعد بلوغ الحمل عمر 32 أسبوعا، يجب أن يتم استبداله (بالبنادول).
10- إن الحالة غالبا ما تزول في خلال 6 أسابيع بعد الولادة، لكن في بعض الحالات النادرة قد تطول الفترة لتصل إلى 6 أشهر، مع العلم بأن الحالة قد تشفى من تلقاء نفسها فجأة، وفي أي يوم خلال الحمل، وهذا قد يحدث عندما يقوم الجنين بتغيير وضعيته إلى وضعية أخرى لا تسبب ضغطا على الأعصاب.
نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.