السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، ربما ما أنا فيه هو وساوس قهرية، وتدقيق شديد للأشياء التي حولي والتي لا ينتبه لها من هم معي، بدأت هذه الأمور منذ سنة من الآن، في بداية الأمر نفسي لم تتقبل الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ لأنني كنت مقتنعة أن ما أعانيه هو النسيان فقط، وليست الوساوس، على سبيل المثال بعد الصلاة المفروضة، أقوم وأسجد سجدتي السهو وذلك حتى لا أوسوس، وأسجد مرتين مرة لكي أبعد شكوك الوسواس، ومرة للتأكيد أنني لم أنس أي ركن بالصلاة.
كلما ازدادت مدة المرض، أقول أنني – إن شاء الله – سوف أتحسن وأتماثل للشفاء، إلى أن وصلت لمرحلة ربما لا تفيد فيها محاولاتي للشفاء، في بعض الأحيان أسجد للسهو ثمان مرات، وعندما أفكر في نفسي، أجد أن الإنسان الطبيعي لا يفعل هذا الأمر.
في الوضوء أصبحت أتوضأ في طست عرضه شبران، لكي لا أوسوس، وأقول هل وصل الماء؟ وانظر وربما تأتي مرحلة التدقيق الشديد، حتى أنني أصبحت لا أخرج من المنزل كثيرا، فأقول في نفسي: كيف سوف أتوضأ إن خرجت؟ وأصبحت أشعر أنني لا أتوضأ إلا بهذا الطشت، فالوساوس قد تنكب علي إن توضأت تحت صنبور الماء، لماذا فكرت في الوضوء من الطشت؛ لكي لا أقول في نفسي وصل ليدي الماء، أو لم يصل..الخ.
حاولت معالجة نفسي بنفسي بعد الله، على سبيل المثال فكرة الطست، فقد فكرت في هذا الطست، لأغمس يدي وقدمي فيه، ويكون عندي يقين بوصول الماء لهم، ولكي لا التفت إلى تلك الوساوس.
بعدة فترة وبشكل مفاجئ انتقلت الوساوس من يدي ورجلي إلى رأسي، فعندما فكرت بطريقة -بعد الله- تصرف عني الوسواس وأتيقن من مسح جميع أجزاء رأسي، وجدتها تنتقل إلى أذني، وأقول: هل مسحت على كل أذني؟ وهكذا.
ما جعلي أفكر، ربما كان نقصا في أحد الهرمونات، أو شيئا آخر في بدني، مع العلم أنني كنت أقرأ المعوذات وآية الكرسي، فلو كان شيطانا لذهب بعد القراءة.
في بعض الأحيان مع يقيني التام من بعض الأشياء، أجد لدي تكرارا ونسيانا وشكا، فأشك هل أقفلت باب الغرفة أم لا؟ وعندما أنظر وأجده مقفولا، أتساءل مرة أخرى: هل أقفلت باب الغرفة؟ فأجده مقفولا، مع العلم بأن مسافة الزمن من قفلي للباب وشكي هي أقل من الثانية نفسها.
ودائما ما أشعر أنني أصبحت لا استطيع الوضوء إلا بذلك الطست، فهل لديكم علاج لحالتي؟ في بعض الأحيان لا استطيع صرف الوساوس، فإن لم أفعل ما تأمرني به الوساوس من تكرار وغيره، أصبح قلقة وشكاكة في صحة عبادتي، وفي بعض الأحيان أشعر أن الأمر خارج عن سيطرتي.
ما أحالني إليكم، أنني لا أملك من المال ما يجعلني أذهب للطبيب النفسي في مدينتي، ولكم جزيل الشكر والتقدير.