السؤال
السلام عليكم.
أنا خجول في المواقف الاجتماعية، وأعاني من مشكلة كبيرة في حياتي، وهي عدم الثقة بالنفس، والخوف من مواجهة الناس، مما جعلني أعيش في شبه عزلة عن المجتمع، وإذا وجهت لي دعوة اجتماعية لحضور مناسبة معينة أظل أفكر كثيرا بتلك المناسبة، كيف سأذهب؟ وكيف سأحدث الآخرين؟ وكيف سأفتح موضوعا معينا مع شخص ثان؟
إذا تحدثت إلى شخص معين، وفتح حوار بيني وبينه أصاب بالتوتر والتلعثم والارتباك، وأحاول أن أنهي الحديث واللقاء بأسرع وقت، بسبب توتري وخوفي الشديد الذي بدون سبب، وهذا مجرد شعور داخلي أشعر به، ولا أستطيع السيطرة عليه.
إذا قابلني شخص يلاحظ العلامات التي تبدو علي من خوف، وارتباك، وتوتر شديد، علما أني عانيت خلال فترة الطفولة والمراهقة من استهزاء الآخرين بي، ومحاولة إضحاك الناس علي من قبل ضعاف النفوس في حينها؛ لأنني خجول جدا منذ كنت صغيرا وإلى الآن. فهل من حل أو أدوية معينة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المهم جدا لعلاج حالة الرهاب والخوف الاجتماعي التي تعاني منها أن تصحح مفاهيمك أولا، حتى وإن عانيت في مرحلة الطفولة يجب ألا تنظر لهذا الأمر كسبب معيق لأن تتفاعل اجتماعيا الآن بصورة صحيحة، فمرحلة الطفولة قد انتهت، وأنت الآن في مرحلة الإدراك التام، ولديك مقدراتك الجسدية والنفسية والمعرفية، ولا تنظر للماضي نظرة سلبية.
أيضا: صحح مفاهيمك حول الخوف الاجتماعي، وهو أنه ليس نوعا من الجبن أو ضعفا في شخصيتك، إنما هو سلوك اجتماعي مكتسب، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد من خلال التعليم المعاكس، أو المضاد أو المخالف.
ما تحس به من تلعثم وارتباك وتوتر في المواقف الاجتماعية، وشعور داخلي يخصك أنت فقط، وليس واضحا أو مكشوفا للآخرين، وشعورك هذا مبالغ فيه، وذلك حسب ما أثبتته الدراسات العلمية. هذه هي النقطة الثانية.
أما النقطة الثالثة وهي مهمة جدا، هي: أن تفعل ما هو ضد مشاعرك، وأن تتأكد أنك لن تفشل اجتماعيا، ولن تفقد السيطرة على الموقف، وأنك غير مراقب من الآخرين -كما ذكرت لك- هذا مهم، ومهم جدا.
النقطة الرابعة، هي: أن تبدأ في برامج اجتماعية سهلة التطبيق، وفوائدها كثيرة جدا، ومنها أنها سوف تجعلك تتطبع اجتماعيا بصورة إيجابية ومخالفة على ما أنت عليه الآن. أول هذه الأنشطة الاجتماعية هي الصلاة في المسجد مع الجماعة، هذا نشاط من حيث أنه أمر أساسي في عقيدتنا، بجانب ذلك سوف يعطيك الفرصة لتواصل اجتماعي آمن، وفعال جدا.
النقطة الخامسة: يجب أن تنخرط في أي نشاط جماعي.
النقطة السادسة: دائما أعط الواجبات الاجتماعية أهمية خاصة، مثل: زيارة المرضى، والمشاركة في الأفراح وتلبية الدعوات، والمشي في الجنائز، وزيارة الأرحام والجيران. هذه أسس عظيمة جدا، وهي تدل على رفعة الأخلاق، وفي ذات الوقت سوف تعالج حالتك بصورة جيدة جدا.
إذا – أخي الكريم – الآن هنالك خمس أو ستة نقاط ذكرتها لك كلها هامة جدا في موضوع علاجك، أضف إلى ذلك: أن تمارس تمارين الاسترخاء؛ فهذه التمارين ممتازة جدا، تتدرب عليها من خلال معالج أو من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت.
النقطة الأخيرة هي: أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، فهنالك (الزيروكسات)، وهنالك (الزولفت)، وهنالك (الماكلوباميد)، و(الفافرين) وكذلك (السبرالكس)، والزولفت قد يكون هو أكثر شيوعا، فيمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه هي الحلول عرضناها وطرحناها عليك بصورة مبسطة، وعليك بالتطبيق، وإن شاء الله تعالى تنتفع بها، وتتعافى وتشفى مما تعاني منه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.