السؤال
السلام عليكم
أعاني من خوف، وأفكار ملحة تتكرر بصورة مخيفة منذ 7 أشهر، منها التفكير في الموت، وعدم القدرة على الخروج بالسيارة لأي مكان، حتى العمل لا أستطيع الذهاب إليه، وغير قادر على التركيز في المحادثات الاجتماعية، وأقلق من الحضور للمناسبات، وأربط أي موضوع بفكرة الموت، وأنها سوف تكون نهايتي قريبة جدا، وإذا حصلت النوبة لا أستطيع أن أقف من شدة الخوف، وأفكر بشكل متواصل فيما يدور حولي، وأتعمق في التفكير بشكل سلبي.
في النوم تأتيني أحلام مزعجة ومخيفة، وعند حصول شيء في الواقع أتذكر أن هذا الشيء مر علي منذ فترة في حلم أو ما شابهه.
استخدمت سيبرالكس 10 ملجم وسيركويل ربع حبة يوميا، لمدة شهر ثم تحسنت الحالة بنسبة 70 %، وأوقفت العلاج لمدة شهر، وبعد ذلك شعرت بالخوف مرة أخرى في شهر رمضان بعد سماعي لخبر وفاة مفاجئ.
بعدها ظللت أفكر في جميع من مات من الزملاء، ويئست من الخلاص من هذه الحالة، بعد ما كانت سهلة في النسيان، وعاودت استخدام سيبرالكس 10 ملجم مرة أخرى لمدة شهر ونصف، ولم تتحسن الحالة بشكل يماثل المرة السابقة، فهل أرفع الجرعة أم هناك دواء مساعد؟ وما هو الحل في نظركم؟
أريد أن أعرف ما هو التشخيص لهذه الحالة؟ وما هي الأدوية المقترحة والجرعات؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي يظهر لي أنك تعاني بالفعل من مخاوف وسواسية، وفي ذات الوقت يظهر أنها قد بدأت بنوبة هرع أو فزع، وحدوث هذه النوبات دائما يكون في شكل فزع، ومن ثم يتولد الفكر الوسواسي والذي تعقبه المخاوف.
الحالة هي حالة عصابية واحدة، يعني ليس لديك تشخيصات متعددة، ونحن ذكرنا الخوف، ذكرنا الوساوس، ذكرنا الفزع، هي كلها مترابطة مع بعضها البعض، وتكمل بعضها البعض.
أهم سبل العلاج – أيها الفاضل الكريم – أن تفهم أن هذه الحالة ليست حالة خطيرة، وهي بسيطة، وتحقيرك للأعراض وعدم مناقشتها أمر أساسي مهم جدا للعلاج، وكذلك حسن إدارة الوقت، حتى لا تترك مجالا للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، لأن من خلال هذا الفراغ تتشعب الوساوس وتنهمر وتنمو مما يجعلها أكثر إلحاحا وقوة، لكن الشخص الذي يجعل انتباهه في أمور حياتية أخرى ويحسن إدارة الوقت هذا قطعا يساعد ويساعد كثيرا جدا.
تمارين الاسترخاء، ممارسة الرياضة أيضا هي مفيدة وجيدة.
بالنسبة للأدوية أقول لك: إن السبرالكس بالفعل هو دواء فعال، أنت محتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما، لأن العشرة مليجرام بالفعل قد لا تكون فعالة بالنسبة لحالات المخاوف والوساوس المرتبطة بالفزع والهرع، فارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل للجرعة الوقائية وهي عشرة مليجرام يوميا، والتي أرى أن تتناولها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.
أعتقد أن هذا دواء جيد، دواء فاعل، لكن في ذات الوقت يجب أن تبدأ في تنشيط الفعاليات السلوكية والتطبيقات السلوكية في ذات الوقت.
التواصل الاجتماعي، الإصرار عليه، أنت الحمد لله تعمل في مهنة التمريض، فيا أخي الكريم: أكثر من زيارة المرضى، والتواصل الاجتماعي، مهنتك تقتضي هذا، وفي ذات الوقت هي فرصة طيبة جدا لك لأن تعالج نفسك من الوساوس والمخاوف، ودائما انظر لنفسك نظرة إيجابية، وأحسن إدارة وقتك، وتجنب النوم النهاري.
الأحلام المزعجة والمخيفة كثيرا ما تكون مرتبطة بالقلق أو النوم غير الصحي، خاصة بالنسبة للذين ينامون أثناء النهار، كما أرجو أن تكون وجبة العشاء خفيفة جدا، لأن الوجبات الدسمة أو الثقيلة أو المتأخرة يعرف عنها أنها تؤدي إلى أحلام مزعجة ومخيفة.
التمارين الرياضية، وتمارين الاسترخاء كلها مفيدة جدا لاحتواء هذا القلق وما ينتج عنه من أحلام ووساوس، واحرص على الأذكار، فيها إن شاء الله تعالى خير كثير لك.
قطعا مفهومك حول الموت هو المفهوم الشرعي العقدي الصحيح، وانطلاقا من هذا أعتقد أن الخوف المرضي سوف ينتهي.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.