السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم لاحظت أن العقدة الليمفاوية التي تحت الأذن عندي منتفخة، مصحوبة مع ألم عند لمسها.
للأسف راجعت نفسي قبل 3 أيام وأخذت إبرة منشطة لهرمون ( السستانون)، والديكا (450mg) لكمال الأجسام، وليس لأول مرة، لكن الأعراض تصيبني لأول مرة بعد آخر إبرة.
الأعراض كالتالي، تعرق شديد، صداع، حمى، دقات القلب قوية وسريعة، خمول، وإرهاق غير طبيعي، مشاكل في النوم، فقدان التركيز، ضيق تنفس، جفاف بالفم والحلق، ونقص كمية البول، والتيبس في الرقبة والرأس.
المشكلة أني أخاف أن تكون الإبرة عملت لي شيئا في الدم، أو في أحد أعضاء الجسم؛ لأن الهرمون هذا يبقى في الجسم لـ 15 يوما، وأنا جدا خائف من سرطان الغدد الليمفاوية.
والغريب أيضا أن عيني اليمنى تورمت، وشبه مغلقة، وتحت عيني سواد، وعندي احمرار في الخدين، وشحوب في الجسم.
أكملت الـ 18 من عمري اليوم، -وسبحان الله- أتاني المرض، ولكني محتار بين أكثر من سيناريو!
هل لدي إيدز أو ضعف في المناعة؟ هل لدي سرطان أم أن المدرب حقنني الإبرة بطريقة خاطئة في العضل؟ والآن سأتسمم وسأموت ككثير ممن تعاطوا المنشطات الرياضية؟
تلك الأفكار لا تجعلني أنام؛ لأني أخاف من الموت، وأنا نائم، ما التحاليل التي يجب أن أعملها وأي سيناريو هو الأقرب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتعرق والحمى والصداع وارتفاع درجة الحرارة مع التهاب الغدد الليمفاوية إشارة إلى وجود التهاب بكتيري قريب من الأذن مثل: اللوزتين، أو الحلق، أو الأذن الخارجية، أو الأذن الوسطى، ويتم علاج ذلك الالتهاب بالمضادات الحيوية المناسبة، والحبوب المسكنة، ومضاد الهيستامين دون أدنى قلق أو خوف، وليس للإبرة علاقة بما حدث، وإلا لظهر خراج في مكان الحقن والالتهابات البكتيرية والفيروسية تحدث كثيرا، وقد يتوافق حدوث تلك الالتهابات مع أخذ حقن بعينها دون أن تكون مرتبطة بما حدث.
وتورم العين يحدث لدرجة اختفائها بين طبقات الجلد حولها بسبب ارتشاح ماء تحت الجلد بسبب قرصة حشرة أو حساسية جلدية حول العين، وهذا أمر بسيط، ويسمى: angioneurotic oedema، وهذه حالة بسيطة يتم علاجها بحبوب كورتيزون 10 مج ثلاث مرات يوميا لمدة 3 أيام، مع وضع قطرة موضعية في العين مثل: maxitrol نقطتين كل ست ساعات، وكمادات ماء بارد على العين، ولا قلق، ولا خوف من ذلك التورم.
ولا يوجد إيدز، ولا يوجد نقص مناعة، ولكن يوجد عدم علم، وعدم دراية بالأمراض، وأنت معذور في ذلك فلست طبيبا، والأمر الجيد الذي فعلته هو السؤال، وهذه الأمراض لها مقدمات، ولها أعراض وبدون تلك المقدمات والأعراض لا توجد تلك الأمراض، والأعرابي المفطور على الحقيقة قال:" إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير".
والدلالة أن الإيدز يحتاج الى اتصال جنسي، ونقل دم ملوث بفيروس الإيدز، وهذا لم يحدث، إذن لا مجال للشك فيه، وقس على ذلك كل الأمراض التي تقع في دائرة الشك، فدع عنك تلك الوساوس، ولا تحمل نفسك ما لا تطيق، والموت والحياة بيد الله، وأفضل من الخوف من الموت هو العمل لما بعد الموت، {ولكل أجل كتاب}، وقد قيل، وهو ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق, ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك, فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى, فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا, واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا"
وفقك الله لما فيه الخير.