السؤال
السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة، وأم لطفل عمره سنتين، وحملت مرة أخرى، ولكنني أجهضت في الأسبوع الرابع، والدورة نزلت بعد شهر بالضبط قبل موعدها بأسبوعين، ولمدة يومين فقط، تصاحبها آلام، وإفرازات بنية قبل موعدها بيومين، والدورة الثانية نزلت بعد 28 يوما، وبنفس الأعراض، مع الشعور بالألم في الصدر.
راجعت الطبيبة، وأخبرتني أن الرحم جيد، ولكن هرمون الحليب عالي قليلا، وقامت بالكشف على الصدر بدون تحليل لنسبة البرولاكتين، وأعطتني دوستنيكس وكلوميد من اليوم الخامس، مرتان في اليوم لمدة خمسة أيام، فهل أنا بحاجة لعلاج آخر غير ذلك؟ وهل ممكن أن يحصل الحمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تأخر الدورة ليس حملا ما لم يتم إجراء اختبار حمل في الدم، وظهور نتيجة إيجابية، وكثيرا ما يتأخر الحمل بعد الولادة الأولى لعدة أسباب أهمها التكيس على المبايض، ومن أهم أسباب التكيس على المبايض، السمنة أو الوزن الزائد، وفيها يرتفع هرمون الحليب وتزيد مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين الذي تزيد نسبته في الدم، ويزيد تبعا لذلك هرمون الذكورة، ويزيد معه حب الشباب ونمو بعض الشعر في الوجه والصدر والبطن، ويضعف التبويض ويختل التوازن الهرموني ويقل هرمون بروجستيرون، الذي يفرز من جراب البويضة بعد خروجها، مما يؤدي إلى ضعف بطانة الرحم ونزول الإفرازات البنية، وتأخر الدورة عن موعدها، وبالتالي تأخر الحمل.
كذلك فإن كسل الغدة الدرقية في حال وجوده يؤدي إلى تأخر الحمل وزيادة حالة التكيس، ولذلك يجب متابعة فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج المناسب حسب التحليل، مع فحص هرمون الحليب prolactin، وأخذ العلاج المناسب في حال ارتفاعه، وهو حبوب دوستينكس ربع مج أو نصف قرص مرتين في الأسبوع، حتى تصل قيمة الهرمون إلى الصفر.
بالإضافة إلى وجوب اتباع برنامج غذائي يشمل الحمية الغذائية وممارسة الرياضة حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة؛ لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كذلك فإن الغرض من استخدام حبوب منع الحمل هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنظيم الدورة الشهرية، وبالتالي يجب تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند إنتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على حديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة فيتامين ( د ) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن.
كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا؛ لأن لهذه الأشياء بعض الخصائص الهرمونية، وبالتالي قد تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وفي نهاية مدة 6 شهور يمكنك عمل التحاليل التالية، وهي: -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف، مع تركيز الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة؛ لأن الأسبوع الذي يلي الغسل والأسبوع الذي يسبق الدورة التالية لا يحدث فيهما حمل.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.