شخصيتي، هل هي إيجابية أم سلبية؟

0 264

السؤال

السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.

أريد تحليلا مفصلا لشخصيتي؛ حتى أعرف إيجابياتي وسلبياتي، وأعزز ثقتي بنفسي وأسيطر على المشكلات التي تواجهني.

أوﻻ: سأتحدث العامية حتى أشرح عن نفسي شرحا دقيقا وآخذ راحتي في الكلام دون تكليف، في البداية طفولتي عادية جدا كغيري من الأطفال، أما مراهقتي كانت محطا لإعجاب الكثير؛ بسبب امتلاكي -بفضل الله- موهبة الكوميديا، وقتها كنت أرى أني غير عادية، وأعتقد أيضا أن أي مكان أنا فيه ستحل عليهم السعادة، وفعلا الأفكار التي كنت أعتقدها عن نفسي كنت أرى ترجمتها على أرض الواقع، لدرجة أن فصلي يستقبلني وينتظروني دائما.

دخلت الثانوية أصبت بوسواس العقيدة، وغير حياتي 180 درجة، فاتجهت للقراءة والبحث في علوم الشريعة، والتاريخ، وصار عندي ثقافة هائلة في هذا الجانب، دخلت الجامعة وما زلت أحب الضحك والمرح؛ لكن ليس بالدرجة التي كانت قبل أن أصاب بالوسواس القهري، وما زال الناس يثنون على موهبتي الكوميدية، لكني أشعر بفقدان الثقة، وﻻ أعلم لماذا! ولدي من المعجبين الكثير، لكني أقول: يجاملوني، ولا أعلم لماذا فقدت الثقة! وقبل ذلك كنت جريئة وواثقة من نفسي، وأتحدث وﻻ أخاف، وأعلم علم اليقين أن شخصيتي غير مملة.

ثانيا: بالنسبة للأشياء التي أحبها الآن وأنا في مرحلتي الجامعية: أميل للأناشيد الحزينة ذات طبقة الصوت العالي، سواء رومانسية أو دينية، وأحب عالم الجن، وتجذبني القصص والروايات عن هذا العالم، وتشدني القضايا الإنسانية، وتعجبني المظاهر الدينية، وأيضا أن ألفت الجميع لي، وأن أكون غير عادية، أي شيء جديد في الموضة أحاول أكون أول السابقين له، مع الحفاظ على هويتي الإسلامية،
وأحب قصص الحب والرومانسية، وتشدني كثير؛ إلا أنني لو أعجبت بشخص ﻻ أستمر في إعجابي، وسرعان ما يصبح عاديا، أيضا أحب فترة الثلث الأخير من الليل إلى فترة الشروق، وأحب المطر والربيع.

بالنسبة للأشياء التي أكرهها أو تثير مخاوفي هي: أن يتأذى أحد بسببي، أو أن أكون سببا في إلحاق الضرر بالغير، حتى لو اضطررت إلى إنهاء علاقتي مع أي شخص أريد إنهاءها بطريقة ودية.

أيضا أخشى الدخول في شجار مع أي شخص؛ خوفا من الفشل في الرد أو الارتباك، وإذا جرحني أي شخص بالكلام القاسي فﻻ أستطيع نسيانه حتى لو تغير وصار أفضل شخص.

أخاف أيضا أن أظهر أمام زميلاتي وأشرح؛ خوفا أن أتلعثم أو ارتبك مع أنني وسط زميلاتي أشارك مع الأساتذة وأناقش كثيرا دون خوف.

أيضا أخاف أن أفقد شخصا أحبه كثيرا خوفا من فقدان سعادتي، وأن تتحول حياتي إلى جحيم، هذه أنا بشكل مختصر.

أعتذر عن الإطالة، ودمتم بحفظ من الله ورعاية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هداية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحديد معالم الشخصية وسماتها له ضوابط معينة، وهنالك أربعة أسس لتحديد نمط الشخصية:
أولا: ما يراه الشخص حول نفسه، هذا يعتبر مهما جدا.
ثانيا: ما يعتقده الآخرون حول الشخص.
ثالثا: ما يسمى بالتقييم الإكلينيكي، والذي يقوم به الطبيب النفسي المختص.
ثالثا: إجراء اختبارات الشخصية، وهي متعددة جدا.

قطعا من خلال هذه الخدمة التي نقدمها -أي الاستشارات- لا يمكن أن نسمي الناس وشخصياتهم على الأسس التي ذكرتها، لكن نأخذ ملامح هامة:

أعتقد أنك شخصية ممتازة جدا، شخصية مرحة، شخصية متطلعة، ولديك بعض الضوابط الوسواسية التي هي في الأصل تقود نفسك في بعض الأحيان نحو اللوم، وهذا أمر ليس بالمفروض أبدا، وحساسيتك في بعض الأحيان هي التي تجعلك تتخوفين من بعض الأشياء مثل فقدان السعادة مثلا.

أنا لا أرى هنالك مرض حقيقيا، ولا أرى حتى ظاهرة غير مرغوبة، فتعاملي مع نفسك أنك إنسان جيد وعادي، ولديه طاقات نفسية جيدة جدا، ومقدرات معرفية ممتازة، وأنك متطلعة نحو حياة سعيدة وجيدة، تحسين فيها بالرضا.

كوني متوازنة في تفكيرك، والجئي دائما لتنظيم الوقت؛ لأنه من الواضح أن مقدراتك المعرفية قوية جدا، وهنا قد يسترسل الإنسان في نشاط معين، وذلك يكون على حساب المهام الحياتية الأخرى، فحاولي دائما أن تحسني إدارة وقتك، هذا يساعدك كثيرا -أيتها الفاضلة الكريمة-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات