السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمي عبد الغني، وعمري 22 عاما، ومهنتي طالب.
أعاني من تحسس شديد عند التعرض للغبار، أو البرد، أو للروائح، فيحدث انسداد جزء من الأنف، وينتقل بين الفتحتين مصحوبا بألم شديد في الرأس (صداع) ويمتد مع استمراره إلى مؤخرة الرأس، وبذلك يرتفع الضغط مع زيادة ضربات القلب، والشعور بالخمول، وألم بالمفاصل إذا ما استمر الألم لأيام.
قبل ثلاث سنوات، وبعد محاولات عديدة للعلاج في المستشفيات، وإجراء فحوصات وأشعة وكلها بلا جدوی، أو الجدوی تكون مؤقتة؛ قمت بإجراء الكوي بالنار في إحدی الجوانب للرأس فوق الأذن، فكان ذلك أكثر جدوی من العلاجات، بحيث أدی ذلك لزوال الصداع تماما (الألم فوق العين) لفترة تقارب العامين، ولكن لم تزل بقية الأعراض.
بعد العامين وعند التعرض للأسباب يعود الصداع بنسبة 20%، وتشتد بقية الأعراض كالسابق أو أشد، وينتقل الألم من فوق العين إلى مجموعة العروق الموجودة جانب العينين بشدة، وكذلك أحس أغلب الأحيان بمرور الهواء، وخصوصا البارد إلى محل الألم، وكذلك امتداده إلى مؤخرة الرأس، ومع هذا أشعر بشدة الألم والتعب، وببقية الأعراض بشدة.
كذلك أشعر بوجود شيء أود إخراجه، وكذلك أشعر بجفاف شديد في الأنف، وانسداد وانفتاح جاف جدا، وتتداول الحالتان علي دوما، وفي بعض الأحيان يخرج سائل غليظ جدا قريب من اللون الأخضر، ولكن يكون خروجه من الفم، مع أني أحس به في الأنف قبل وصوله الفم، ومع وصوله الفم يؤدي إلى طرش مباشرة بسبب طعمه، وهذه الحالة تشتد في رمضان بسبب اختلاف المزاج والروتين.
ذهبت إلى أكثر من أخصائي (يمني - روسي - عراقي) وقد اختلفت آراؤهم، فبعضهم يقول: تحسس، والبعض يقول: انحراف، وبعضهم يقول: لا علاقة للانحراف به، وقد عملت أشعة مقطعية، وأظهرت انحرافا جزئيا، وفي التقرير أنه التهاب مزمن.
بعض المختصين ينفون وجود التهاب، ويقولون: هو تحسس، وقد استخدمت أكثر من علاج، وكلها مضادات حيوية، مع أني لم أعرف الشم منذ الصغر (فاقد لحاسة الشم) وكذلك تظهر الفحوصات زيادة في الدم (HGP) إلى 18.5، ونقصا في المناعة: wbc ) 3.7)، والأعراض تكون مصحوبة بارتفاع الضغط.
أنا أعاني من هذا، خصوصا مع القيام بالأعمال اليومية الزراعية، فما نصيحتكم دكتورنا الفاضل? وما الحلول المقترحة? وهل الانحراف الجزئي سببا للتحسس? وهل سيزول التحسس بزوال الانحراف? وهل للألم علاقة بارتفاع الضغط وما تظهره الفحوصات? وهل هناك طرق وقائية?
أنا أرغب في حل نهائي، فقد تعبت والله الشاهد، مع أني في حال عدم التعرض للأسباب أكون طبيعيا، ولا أعاني من أي شيء، وسأقوم بإرسال صورة للتقرير وللأشعة المقطعية إذا أمكنني ذلك.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح بداية بشكل عام: أنك تعاني من صداع الشقيقة، والذي يحرضه عدة أسباب، أهمها لديك هي: مشاكل نقص التهوية الأنفية، والتهاب الجيوب المزمن.
يمكن أن تتحسن الشقيقة إذا كان مصدرها الشريان الصدغي الذي يسير بجانب الرأس (جانب العينين صعودا للفروة والجبهة) على الكي الحراري، حيث يؤدي الكي إلى انكماش الشريان الصدغي المسبب للصداع، وتحسن الصداع لدى المريض، ولو أن هذه الطريقة شعبية وتسبب التشوه في الجلد، وهناك طرق طبية بحقن البوتوكس حول الشريان المصاب، وهو يعطي شفاء من الصداع لثلاثة أشهر، وعليك بعدها بتكرار الحقنة.
لا بد من حل مشاكل التنفس الأنفي لديك بالفحص الدقيق، حيث إن ما وصفته من مفرزات خضراء وصداع، يتناسب مع التهاب مزمن في الجيوب الأنفية, هذا الالتهاب قد يكون سببه الانسداد المزمن في الأنف بسبب ضخامة القرينات التحسسي (القرينات هي أعضاء اسطوانية موجودة في الأنف لدى جميع البشر، وهي تتضخم وتنكمش بشكل دوري مسببة عند تضخمها انسدادا في الأنف، قد يكون مؤقتا، ومتناوبا بين طرفي الأنف، وقد يكون دائما), وقد يكون سبب الانسداد انحراف في حاجز الأنف (الوترة) حيث تسبب انسدادا دائما في أحد طرفي الأنف أو كليهما.
هذا الانسداد يؤدي لنقص في معدل الأكسجين في الدم، وهذا يؤدي بدوره لتنفس المريض من فمه (يسبب الفم الجاف)، وقد يؤدي لارتفاع في الضغط الدموي والصداع.
يحصل أحيانا تأثر السمع في مثل هذه الحالات المزمنة، والسبب بالطبع ليس طعم المخاط القيحي الذي يخرج من الأنف والجيوب, وإنما بسبب الالتهاب نفسه في المجاورات من أنف وجيوب، حيث يؤدي لوذمة في أنبوب تهوية الأذن الوسطى (نفير أوستاش الذي يمتد من البلعوم الأنفي نحو الأذن الوسطى, هذا الانسداد في أنبوب تهوية الأذن الوسطى يؤدي لاحتباس الضغط في هذه الأذن ويؤثر على السمع).
الحل في هذه الحالة بالعلاج الدوائي للحالة المسببة، وبإجراء نفخ للأذن بسد طرفي الأنف باليد، وإجراء الزفير، وضغط الهواء قسريا ضمن الأنف.
ليس هناك علاقة بين انحراف الوترة الأنفية والتحسس الأنفي, فالعلاج الجراحي للوترة (حاجز الأنف) لا يؤدي للشفاء من التحسس الأنفي.
العلاج يبدأ من علاج التحسس بالوقاية من عوامل التحسس، حيث قد ذكرت أن الأعراض لا تظهر لديك إلا عند التعرض لعوامل محددة (الغبار, البرد, الروائح...) فعليك أن تضع قائمة بهذه الأسباب، والمحاولة قدر الإمكان الابتعاد عنها، حيث إن الوقاية هي خير علاج للتحسس.
هناك علاجات دوائية مثل مضادات التحسس الفموية (كلاريتين, سيتريزين ...) وهناك بخاخات الأنف الكورتيزونية (مثل فليكسوناز وأفاميس ..) والتي تؤدي لتحسن التنفس الأنفي.
في حال عدم التحسن يمكن اللجوء للجراحة لقص القرينات، أو كيها بالليزر، ويمكن إصلاح انحراف الحاجز الأنفي جراحيا.
بالنسبة للتهاب الجيوب المزمن: لا بد من الدراسة الوافية للجيوب الأنفية بالفحص بالمنظار، والتصوير الطبقي المحوري، وعلى أساس هذه الفحوص يمكن العلاج بالمضادات الحيوية، وبخاخات الكورتيزون، ومضات الاحتقان, وفي حال الفشل يمكن أيضا اللجوء للجراحة لتوسيع فتحات الجيوب لتسهيل تصريفها للقيح، أو أحيانا نحتاج لتجريف هذه الجيوب جراحيا.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.