ألم حنجرتي المفاجئ أصابني بالخوف والوسواس

0 308

السؤال

السلام عليكم

دكتوري الفاضل: شعرت اليوم بألم شديد جدا في حنجرتي بالجهة اليمنى، وحينما بحثت في الشبكة العنكبوتية قرأت أمورا عديدة أصابتني بالخوف وأقلقتني كثيرا، وراودتني أفكار كثيرة حول أنها عظمة سمك عالقة بحنجرتي، وأشعر أيضا بألم في يدي اليمنى، ولا أستطيع رفعها من شدة الألم.

أتمنى منكم أن تساعدونني؛ لأنني منذ أن صحوت وأنا أفكر بالأمر، مع العلم أنني حينما أريد بلع الطعام لا يمكنني ذلك إلا مع شرب السوائل، وأشعر بحرارة، وأيضا أشعر بأنني مصابة بوسواس المت وأنني سأموت، ولا أعلم هل أنا أتوهم؟ أم أن ما أشعر به حقيقي؟

أرجو منكم مساعدتي فأنا خائفة جدا، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعا الإنسان دائما حين يصاب بشيء، -خاصة إذا كان يسبب له ألما- قد يلجأ إلى سوء التأويل، ونجده يفكر في ما هو سيء، وهذا الأمر ناتج من أننا نعيش في زمان كثرت فيه الأمراض، والناس غير مطمئنة، وأجد لك العذر أيتها الابنة الكريمة.

هذه مجرد مخاوف ووساوس مرضية، ليست أكثر من هذا، ولا يوجد هنالك شيء يسمى وسواس الموت، إنما هنالك خوف من الموت، والموت يجب أن يخاف منه الإنسان، ولكن يخاف الخوف المعقول، الخوف المتزن، الخوف الصحيح الذي يدفع الإنسان نحو أن يعمل من أجل آخرته، فلا تخافي خوفا مرضيا، إنما خافي خوفا، معرفيا، لائقا.

وهذا سوف يشعرك بالسعادة والرضا، لن تحسي بخوف حقيقي أبدا، حين تتفكرين وتتدبرين في الموت أن أمره بيد الله تعالى، وأن كل نفس ذائقة الموت، وأن الإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة، وأمل، ورجاء، ويتقي ربه، ويعمل لآخرته، هذا سوف يساعدك كثيرا.

هذا هو الطريق الصحيح، وهذه الوسائل السلوكية التي نراها أنفع وأنجع للناس، أيتها الفاضلة الكريمة، اصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض، وأنا أرى أن تذهبي وتقابلي الطبيبة في الرعاية الصحية الأولية؛ لتقوم بفحص حنجرتك، أنا متأكد أنه - إن شاء الله تعالى - أنه لا يوجد شيء، ولكن من الأفضل الفحص، وهذا النوع من الوسوسة والتخوف لا ينتهي إلا بعد مقابلة الطبيب، وأن يقوم الطبيب بالإجراءات الفحصية الإكلينيكية الصحيحة، وإن كان هنالك حاجة لأي فحوصات أو صور أشعة، سوف يقوم الطبيب بإجراء ذلك.

لا توسوسي، لكن اذهبي إلى الطبيب، لتزداد قناعاتك بأنك بخير وعلى خير - إن شاء الله تعالى -، أمر آخر هو أن تستفيدي من وقتك، أنت صغيرة في السن - الحمد لله تعالى -، ولديك طاقات نفسية وجسدية هائلة جدا، سخريها اجتهدي في دراستك، كوني محببة إلى والديك، اسعي دائما لبرهما، كوني نشطة، كوني شعلة داخل الأسرة، وهذا - إن شاء الله تعالى - يشعرك برضا، وسعادة كبيرة، ويزيل عنك هذه المخاوف والوساوس.

اسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات