أتعبني القلق والوسواس في جميع شؤون حياتي

0 267

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وأبلغ من العمر23 عاما ولدي طفل، أتمنى أن أجد الحل النهائي لمشكلتي لديكم بعد الله -عز وجل-.

أصبت قبل فترة بدوخة، وثقل في رأسي وعدم اتزان، وتطورت الحالة حتى أصبحت أحس بثقل في كل جسمي، وألم في صدري، وأحس بأن صدري ثقيل جدا ومشدود؛ خاصة عندما أستيقظ من النوم.

ذهبت إلى المستشفى وعملت جميع الفحوصات من ضمنها الرنين المغناطيسي للرأس، وتخطيط للقلب -ولله الحمد- أنها سليمة.

أخذت الوساوس تراودني في كل وقت، وأصبحت سجينة لها، فكرهت الخروج من المنزل، وكرهت الذهاب إلى الجامعة، وأهملت كل شيء في حياتي، فأنا كثيرة التفكير في أي شيء يحصل لي، وكثيرة القلق والتوتر والانفعالية.

فأنا طالبة طب وأي مرض ندرسه أحس بأعراضه، وكثيرة القلق على طفلي، وكرهت حياتي جدا.

أنا على وشك التخرج، لم أعد أحس بلذة لأي شيء، وأنهكتني الوساوس، والآن عندما أمشي أحس بدوخة وأنني سوف أسقط، والآلام في أنحاء جسمي، فلم أعد أخرج من البيت وإذا حاولت الخروج يتوهم لي بأني إذا خرجت سوف يحدث شيء لي، وتعبت من الذهاب للمستشفيات وعمل الفحوصات.

أفيدوني وأريحوا قلبي بالإجابة الشافية، شفاني الله وجميع من أبتلي بالوساوس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم تميم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم أعراضك هي أعراض جسدية: الشعور بالدوخة، الثقل في الرأس، عدم الاتزان، الآلام خاصة في منطقة الصدر، الضغط على الصدر والانسداد، هذه أعراض من الواضح أنها جسدية، لكن منشأها نفسي ناتجة من القلق.

أيتها الفاضلة الكريمة: حين تحتقن النفس تحتقن أجزاء معينة في الجسد، ويستجيب الجسد من خلال الانقباضات العضلية، وأنا أعتقد أن القلق النفسي خاصة القلق التوقعي -أي القلق الافتراضي- هو الذي يهيمن عليك وليس الوسواس، لكن لديك درجة بسيطة من الوساوس.

إذا: تشخيص حالتك أنها حالة نفسوجسدية، جلها هو القلق، وهنالك جزئية بسيطة جدا من الوساوس.

أرجو أن تقتنعي بتفسيري هذا، وأريدك للتخلص مما أنت فيه أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أنت صغيرة في السن، لديك طاقات جسدية ونفسية هائلة وعظيمة جدا، رزقك -الله تعالى- الذرية، وقطعا -إن شاء الله تعالى- الزوج الصالح، وأنت طالبة في كلية الطب، وهذا التماهي مع الأمراض ظاهرة عادية جدا، كلنا حين كنا في مرحلة الدراسة مع بداياتنا الإكلينيكية حين يصف الأستاذ المحاضر مرضا نتحسس أنفسنا بأن الكثير من الأعراض تنطبق علينا، فلا تكوني قلقة، ونظمي وقتك، ووفقي ما بين واجبات الزوجية والأمومة والدراسة، هذا مهم جدا، وأنا أرى أنك صاحبة مقدرة في هذا السياق.

-أيتها الفاضلة الكريمة-: حاولي أن تنامي مبكرا، فالنوم الليلي مبكرا يعطي طاقات، ويعطيك شعورا عاما بأنك في صحة نفسية وجسدية رائعة.

الأمر الآخر: أرجو أن تتخذي قرارا حاسما بأن لا تتنقلي بين الأطباء، أنت بخير، وعلى خير -إن شاء الله تعالى-.

ركزي على تمارين الاسترخاء، هي ذات فائدة عظيمة جدا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) سوف تزيل منك هذه الأعراض النفسوجسدية إذا طبقت هذه التمارين بصورة صحيحة وجلية.

الأمر الآخر: أنا أعتقد أنه ليس هناك ما يمنع أن تتناولي أحد مضادات القلق الوسواسي ومحسنات المزاج، وعقار (زولفت) والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) نحن نشير إليه كثيرا، لأنه بالفعل مفيد ومفيد جدا، ولو تواصلت مع أحد أساتذة الطب النفسي في كليتك أنا متأكد أنه سوف يقدم لك الدعم المطلوب، وقد يصف لك هذا الدواء، أو أي دواء مشابه له.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات