هل من علاج لتلف خلايا المخ عند حديثي الولادة؟

0 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أولا: أشكرك جدا على إتاحة الفرصة.

ثانيا: ولدي عمره الآن سنة و8 أشهر، ولد بعملية قيصرية بعد تعثر في الولادة دامت أربعة أيام، أخذت أمه خلالها (دربين) طلق، وصرخ بعد الولادة مباشرة.

بعد ستة أشهر لاحظنا عليه أنه لا يركز، ولا يحرك عيونه على الأشياء، فذهبنا إلى طبيب العيون وعمل الكشف اللازم للشبكية والعصب البصري، فما وجد شيئا، ودلنا على طبيب المخ والأعصاب، فذهبنا وعملنا رنينا مغناطيسيا، وقابلنا طبيب المخ فقال: هناك ضمور في حجم الرأس ضاغط على الخلايا البصرية في المخ، وحجم الضمور بسيط جدا، وبعد ذلك عمل لأمه تحليلا -لا أعرف اسمه- لكن قال: أريد أن أعرف هل انتقلت له أمراض من أمه، وللعلم هي ابنة عمي، فوجد أنه لا يوجد شيء.

بعد فترة قليلة ظهرت للولد مشكلة النقص الحاد جدا في الكالسيوم، وأخذ فيتامين (د) لفترة 3 أشهر، وكان يأخذ 50 نقطة، ثم نقصت الجرعة إلى 20 نقطة، ثم إلى 10، إلى أن تعافى من مشكلة الكالسيوم، لكن بعد ذلك وفي الشهر العاشر بدأت تظهر عليه تشنجات لفترة بسيطة مدتها أقل من دقيقة، وقبل أن تأتيه حالة التشنج كان يمسك بي بقوة، وبعدها يتشنج ثم ينام مباشرة.

جاءته هذه الحالة خلال كل المدة السابقة تقريبا 6 مرات وبدون حمى، وقد راجعنا الدكتور، وقال: هناك زيادة في كهرباء المخ، وأعطانا حبوبا -لا أعرف اسمها- واستعمالها وبدأ بنصف حبة، وبعده بحبة، وإلى الآن نحن مستمرون عليها حبة كل يوم.

وصف الحالة الذي هو فيها الآن: جلس في عمر ستة أشهر ورقبته ثابتة، ووقف في عمر 10 أشهر، والآن يتحرك في السرير، ولكن المشكلة الأساسية هي عدم البصر، وأما أكله فضعيف جدا، ووزنه 8 كيلو ونصف الكيلو، نطق بكلمة بابا وماما منذ سبعة أشهر، والآن عنده بعض الكلمات الغير مفهومة، وعنده حركة لرأسه يتلفت يمينا ويسارا بسرعة.

هذا وصف مختصر لحالة ابني، وأرجو الإفادة عن إمكانية العلاج.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الطفل تعرض لنقص الأكسجين ما حول الولادة نظرا لتعثرها؛ مما أدى إلى تلف في جزء من خلايا المخ، نتج عنه ضمور، ومن الأغلب أنه حدث ضرر لمنطقة العصب البصري بالمخ؛ وبالتالي أصبح غير مبصر، والتشنجات العصبية -أيضا- ترتبط مع ما حدث من تلف لبعض الخلايا بالمخ، أما عن حركة الرأس السريعة فهي نتيجة عدم قدرة الطفل على البصر، وبالتالي فهو في حالة انتباه لأي صوت أو حركة حوله، واستجاباته تكون مفاجئة نظرا لعدم معرفته ما يحدث حوله.

أما الكلام فمن المرجح أنه سيتأخر؛ لفقدان عنصر البصر في تعلم أسماء الأشياء، ولكن يمكن تعويض ذلك ببذل المجهود مع الطفل، وعن طريق بعض الجمعيات الخاصة بغير المبصرين والتي من الممكن أن تنقل خبرات تعليمية للأهل في كيفية التعامل مع الطفل وتعليمه.

يجب المواظبة على المتابعة خاصة مع علاج التشنجات، والانتظام فيه، وعدم إيقافه أو تقليل جرعته إلا بأمر من الطبيب المعالج؛ لتجنب حدوث التشنجات العصبية بقدر الإمكان.

تلف خلايا المخ ما زال الطب غير قادر على تعويضه؛ لأن تلك الخلايا غير قادرة على الانقسام، وما يتعرض منها للتلف لا يعوض، وبالتالي تفقد وظيفته، فالأمر يحتاج صبرا واحتسابا عند الله، وكلها أسباب لأن نكثر من الحمد والشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وإن فقد البصر فسيرزقه الله بالبصيرة، وحسن التعلم، والخلق، وعلى الأهل أن يفعلوا كل ما بوسعهم؛ لتعليمه وتدريبه.

والله الموفق والمستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات