السؤال
السلام عليكم
أشكر القائمين على هذا الموقع وجزاكم الله خيرا.
أنا بعمر 18 عاما، وعندما كنت صغيرا(10سنين) كان لدي وسواس قهري فعلي بسيط، مثلا كنت أغسل يدي أكثر من مرة، وعندما أخبئ شيئا خاصا بي بداخل المخزن أتأكد أنها لم تختف، ولكن الوساوس الفعلية اختفت منذ كنت بعمر 14، وإلى الآن أشعر باكتئاب ووساوس فكرية.
أحببت أن أبحث عن عشبة طبية مفيدة لمثل هذه الحالة، فسمعت بعشبة القديس، فسارعت بشراء الزهرة نفسها، وشربتها مثلما يتم شرب الشاي قبل النوم لمدة يومين، ثم توقفت عنها لمدة أسبوعين، خوفا من الآثار الجانبية، حيث شعرت بطنين في الرأس، وأظن أنه بسببها، ثم عدت أستخدمها وأقول في نفسي سأجرب مرة أخرى لمدة يومين، وشعرت أثناء نومي على ظهري أن جسمي اهتز، فخفت وقمت، الآن قررت أن لا أستخدمها.
هل شرب العشبة بهذه الطريقة المتقطعة سيضرني؟ علما بأنني لاقيت صعوبة في النوم في الثلاثة الأيام الأخيرة، بسبب عدم استخدام العشبة.
هل أفضل دواء لهذه الحالة السيبراليكس أم البروزاك أم الفافرين؟ وهل الأعراض الانسحابية لهذه العشبة تدوم طويلا أم أنها ستختفي أم أنه يجب علي أن أستخدمها من جديد، وأتدرج فيها حتى لا تأتي الأعراض الانسحابية؟
هل سيذهب طنين الرأس وسماع صوت القلب في الأذن بعد أن أتوقف عنها أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وساوسك – إن شاء الله تعالى – من النوع البسيط، ويعرف أن الوساوس القهرية أفكارا كانت أو طقوسا أو أفعالا أو ترددا كثيرا ما تظهر في فترة اليفاعة وعند البلوغ، ثم بعد ذلك تنتهي وتختفي.
جاهد نفسك في ألا تتابع هذه الوساوس، حتى لا تعززها، حاول أن تتجاهلها تماما، وقم بفعل ضدها، واشغل نفسك بما هو مفيد.
هذا علاج أساسي في حالتك، وربما لا تحتاج أصلا لعلاج دوائي.
بالنسبة لعشبة القديس: حولها الكثير من اللغط والاختلافات العلمية، فعاليتها ربما يكون مشكوك فيها تماما في علاج الوساوس القهرية، نعم هي من المفترض أن تعمل من خلال تنشيط مادة السيروتونين، والتي يعتقد أن ضعف إفرازها هو السبب في الوساوس القهرية على مستوى الدماغ.
المستحضرات الموجودة حتى وإن كانت زهرة هذه العشبة لا نضمن نقاءها، ولا نضمن تركيز المواد النشطة فيها.
لذا أنا لدي تحفظات كبيرة عنها، وأنصح الناس إن كان هنالك حاجة للدواء أن يستعملوا الدواء، الدواء الذي تم استخراجه تحت ضوابط علمية رصينة، هنالك ضوابط جودة لا يمكن لشركات الأدوية الكبيرة أن تحيد عنها، وإن كانت هذه المركبات مركبات كيميائية لكنها سليمة، خاصة إذا استعملها الإنسان بالجرعة الصحيحة.
أخي أقول لك: تعامل مع وساوسك على أنها مؤقتة، وقاومها، وحقرها، واجتهد في دراستك، وأدر وقتك بصورة طيبة، وعليك بالصلاة في وقتها، وأكثر من الاستغفار، وأن تكون متواصلا اجتماعيا، وأن تمارس رياضة، هذا إن شاء الله تعالى يكفيك تماما في أن تصرف انتباهك عن هذه الوساوس.
أما إن رأيت أن الوساوس مطبقة وأنت في حاجة لعلاج دوائي فيجب أن تذهب إلى طبيب نفسي، لا أنصحك أبدا أن تتناول أيا من الأدوية التي ذكرتها، وهي السبرالكس والبروزاك والفافرين، كلها أدوية فعالة، وكلها ممتازة، لكن حالتك بالفعل تحتاج لنوع من التقييم النفسي الدقيق، ومن ثم إن كانت هنالك حاجة للدواء سوف يقوم الطبيب بوصفه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.