بعد الحجامة أصابني ألم برأسي وخوف شديد، وتغير تواصلي مع الناس، أفيدوني

0 586

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من استشارات، وأرجو المعذرة ربما لا أستطيع أن أعبر عن مشكلتي بشكل دقيق، وأرجو مساعدتي.

أنا شخص -والحمد لله- لم أشتك من شيء في السابق إلا من بعض الوساوس البسيطة التي يصاب بها أي شخص طبيعي.

عملت حجامة في الرأس والأخدعين والكاهل، وهنا بدأت المشكلة: أحسست بألم أعلى رأسي يشبه النبض من جهة اليمين، وخوف غير طبيعي، خوف شديد، أصبح الألم متنقلا في الرأس فذهبت وعملت أشعة مقطعية، وتحاليل شاملة، وغدة، وفقر دم، وكلها سليمة والحمد لله، ولكن فيتامين (د) ناقص بعض الشيء، وأخذت له علاجا ورفعته.

ذهبت لدكتور الأعصاب فعمل لي فحصا سريريا وقال: أعصابك سليمة.

قيل لي: احتمال أنه دخل فيك هواء بعد الحجامة، وعملت طبا شعبيا صبغة على الرأس أكثر من مرة، وذهبت لعيادة الأنف والأذن، فقال لي: عندك جيوب خفيفة بعد الأشعة العادية، ولكن ذهبت وعملت مقطعية للجيوب، فقال لي: الجيوب سليمة، وفحص العيون 6/6 والحمد لله.

عندي بعض الآلام، وصداع أحيانا، وتنميل في فروة الرأس من الخلف، وأحيانا شيء ثابت تحت فروة الرأس لا يذهب إلا نادرا، أو مثل نزول الماء تحت فروة الرأس، وما زال الألم مستمرا وإن ذهب بعض الشيء عن رأسي، وبدأ تنميل في الجسم ووخز وخدران، وحرارة في أطراف القدم، مع العلم أني دائما قلق من هذه الأشياء غير المنطقية.

قالوا لي: ربما عندك دسك في الرقبة فراجعت دكتور المخ والأعصاب، فقال لي: الدسك ليس ضاغطا على العصب؛ فهو خفيف.

ذهبت إلى أحد الرقاة وأثناء الرقية أحسست بتنميل قوي في قدمي، وعرق ينبض بشدة، وإحساس بحرقان أسفل أقدامي بعد الرقية، وقال لي: أنت مصاب بعين، ولكن أنت خائف زيادة عن اللازم.

كنت عندما أقرأ القرآن الكريم يحصل بعض التنميل إلا أنه اختفى أثناء القراءة والحمدالله.

أعيش الآن بدوامة، أحس أنني لست مع المحيطين بي ولا مع أسرتي، وينتابني تفكير أنه يوجد بي شيء لا أحد يعلمه، والنوم لم أعد أتهنأ به نهائيا، وأحلام غير مفهومة نهائيا.

الآن ألم خفيف مرة في رأسي، ومرة في مفاصلي، والمشكلة أن هذه الآلام لا تعيق تحركي نهائيا، والإحساس الأكيد الآن أني لم أعد كما كنت مع الناس، لا أستطيع أن أتواصل معهم كما كان في السابق.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيرا عني وعن كل مسلم، اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك كلها جسدية، ومن الواضح أن منشأها نفسي، حيث إن القلق والتوترات النفسية الداخلية حتى وإن كانت بسيطة ربما تنعكس على صحة الإنسان وتؤدي إلى الحالة التي نسميها بالاضطرابات النفسوجسدية.

حالتك -إن شاء الله بسيطة- وأنت اتخذت القرار الصحيح بأنك ذهبت وقابلت الأطباء في التخصصات المختلفة، وكانت -الحمد لله تعالى- كل النتائج سليمة ورائعة.

أخي الفاضل: كل الذي تحتاجه الآن هو أن تتجاهل وتصرف انتباهك عن هذه الأعراض، أن تمارس الرياضة، فالرياضة –إن شاء الله تعالى– تعطيك الشعور بأنك بالفعل صحيح وسليم في نفسك وفي جسدك. نظم وقتك بصورة صحيحة، هذا -أيضا- فيه فائدة كبيرة لك.

أكثر من التواصل الاجتماعي، وفي ذات الوقت أنت محتاج لأن تتناول بعض الأدوية التي يعرف عنها أنها تساعد كثيرا في علاج الأعراض النفسوجسدية، وعقار (دوجماتيل) والذي يعرف باسم (سلبرايد) أراه مناسبا جدا، والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة صباحا ومساء، وقوة الكبسولة خمسون مليجراما، استمر عليها لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. الدواء بسيط وفاعل جدا.

بالنسبة لنقص فيتامين (د): لابد أن تعوضه، ولهو أمر جيد أنك أخذت العلاج، والآن هو في ارتفاع.

أخي الكريم: لا تكثر من التردد على الأطباء، هذا أيضا أريد أن أنصحك به، لأن الأعراض التجسيدية من النوع الذي تشتكي منه قد تدخل الإنسان في وسوسة وتخوف مرضي؛ مما يجعله يتنقل بين الأطباء بكثرة، فلا تقم بذلك أبدا، وعش حياتك بصورة طبيعية وفاعلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات