السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، حصل لي موقف في يوم من الأيام، وبسببه أعاني من الخوف والقلق والرهاب اﻻجتماعي، وهذا الأمر أثر على حياتي كثيرا لدرجة أني تركت الجامعة، وﻻ أحضر المناسبات، وﻻ أستطيع العمل وﻻ الزواج، ينتابني شعور أني عاجز عن أي شيء، وتسيطر علي أفكار سلبية.
أنا متعب جدا، أخاف كثيرا من الموت والحوادث، وﻻ أؤم المصلين، لدرجة أني أخاف من الذهاب إلى المسجد لكي لا تأتي لي أعراض ﻻ أتحملها، كالرعشة، وزيادة نبضات القلب، وعدم التركيز، وفي بعض اﻷحيان أركض من الموقف.
أرجو توجيهي للعلاج المناسب، علما أني قد قرأت عن دواء السبرالكس، ولم أستعمله، أرجوكم يا إخوان ساعدوني.
والله يجزيكم عني خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل الحرب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
حالتك حالة بسيطة، هو نوع من الخوف المكتسب، والنوبة أتتك فجأة، ومن بعد ذلك بدأ عندك التخوف والتوجس من أن هذه الحالة سوف تتكرر مما جعلك تقلل من تفاعلاتك الاجتماعية، ولجأت إلى التجنب كأسلوب علاجي سلبي.
أيها الفاضل الكريم: الذي تعاني منه هو خوف اجتماعي من الدرجة البسيطة، ونحن دائما ننصح بأن المخاوف – أيا كان نوعها – خاصة الخوف الاجتماعي يعالج من خلال تحقيرها، وعدم الاهتمام بها، وفعل ما هو مضاد لها.
فيا أيها الفاضل الكريم: صحح مفاهيمك حول نفسك، أنت رجل -الحمد لله- في قمة شبابك، ولديك طاقات نفسية وجسدية ممتازة جدا، ولا ينقصك أي شيء، ولست أقل من الآخرين، فحطم هذه الأفكار الوسواسية، وأول ما تقوم به هو أن تنتظم في صلاتك في المسجد مع الجماعة، حيث إنك سوف تحس بالطمأنينة والأمان هناك، لا تجعل سبيلا للشيطان ليصدك ويسيطر عليك، الصلاة مع الجماعة بجانب أجرها العظيم هي علاج مهم جدا للخوف الاجتماعي، ويا حبذا لو تدرجت في الصفوف حتى تصلي في الصف الأول خلف الأمام، وتتصور أنك ربما تحتاج أن تنوب عنه، اجعل هذا الفكر الإيجابي الجميل يستبدل فكرك السلبي، وأنصحك بأن تكثر من زيارة الأصدقاء والأرحام، وأن تتصدر المجالس، خاصة في المناسبات كالأفراح والأتراح، قم بزيارة المرضى، اجعل لحياتك معنى، والرياضة الجماعية أيضا مهمة جدا، فحاول أن تمارسها بمعدل مرتين على الأقل في الأسبوع.
بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم السبرالكس دواء جيد، لكن الدواء الأمثل والأفضل في حالتك هو عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات)، ويسمى علميا باسم (باروكستين)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجرام يوميا، وهذا يسمى بزيروكسات CR، تناوله بانتظام لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
كما تلاحظ أن الجرعة لها مراحل ولها ترتيب خاص، فأرجو أن تتبعه، هذا يعود عليك بفائدة عظيمة جدا.
هنالك دواء آخر كدواء مساعد يعرف باسم (إندرال)، واسمه العلمي (بروبرالانول) تناوله أيضا بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، البروبرالانول لا يسمح بتناوله بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو، وفائدته أنه يتحكم في إفراز مادة الأدرينالين عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، وهذا قطعا يعطيك شعورا بأن الخفقان قد قل، كما أن الرعشة سوف تختفي تماما.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.