هل أنا مخطئة فيما آلت إليه علاقتي بصديقتي؟

0 275

السؤال

السلام عليكم..

كانت لي صديقة في المرحلة المتوسطة، وكانت صداقتنا عادية، ليست عميقة، ثم انتقلنا للمرحلة الثانوية، فأوقعنا الشيطان في العلاقة المحرمة "الإعجاب"، واستمرينا على ذلك، حتى دخلنا للجامعة، بعد ذلك حصلت بعض المشاكل، فافترقنا، وتبت عن هذه العلاقة، وسامحتها، وعفوت عنها، وعما حصل بيننا من مشاكل.

الآن علاقتنا جدا رسمية، ومقتصرة على إفشاء السلام، والاحترام، والتهنئة في المناسبات، والدعاء بظهر الغيب، وهذه الفتاة تم عقد قرانها، فباركت لها.

سؤالي: هل ما فعلته الآن يعد صحيحا في أن علاقتنا رسمية؟ وهل أنا مجبرة على التعمق معها في العلاقة؟ فأنا دائما ما أشعر بالذنب تجاهها، لا أعلم لماذا؟ مع أنني لم أؤذها، بالعكس، فأنا محترمة معها جدا، ودائما الشيطان يحاول أن يجعلها مسيطرة على تفكيري، رغم أنني أتجاهل ذلك، ولقد مللت من هذا الشعور والتفكير.

أريد استشارتكم في موضوعي، جزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غدا أجمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والنضج، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يصلح الأحوال، وأن يعيننا جميعا على ذكره وحسن عبادته، فإنه الكريم المتعال.

لقد أسعدنا هذا النجاح في إيقاف العلاقة المحرمة معها، وأفرحنا إبقاء شعرة العلاقة، ونسأل الله أن يجعل صداقتك لها في الله، وبالله، ولله، وعلى مراد الله، فإن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، قال تعالى: ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).

وشكرا لك على سلامة الصدر والمسامحة لصديقتك، ونشكر لك الفرح لفرحها، ونذكرك بأن في سلامة الصدر الخير الكثير، وما فعلته وما قمت به صحيح -ولله الحمد-.

ولست مطالبة بالتعمق في العلاقة، خاصة مع الحالة المذكورة، والعلاقات الرسمية كافية، لأنها تضمن المشاركة في الأفراح والأتراح، وبها يحصل كسر الجمود، وإحياء معاني التواصل والتراحم والتعاطف.

وكوني واثقة أن المشاعر السالبة، والإحساس بالتقصير تجاهها، من وساوس الشيطان، الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان، فعاملي عدونا بنقيض قصده، وإذا ذكرك بها؛ فأكثري من الدعاء لنفسك ولها، فإن الملك سيقول عند دعائك لها (ولك بمثل)، وكل ذلك مما يغيظ الشيطان، واعلمي أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهله، ونوصيك بالصبر والستر لما حصل في الزمان الأول.

نسعد بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يوفقك ويوفقها.

مواد ذات صلة

الاستشارات