لا أستطيع التمييز بين الكدرة والاستحاضة

0 426

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي: مع دورتي الشهرية، لقد أصبحت الدورة الشهرية تأتيني طوال الوقت، فينزل الدم ثم الكدرة، وتستمر معي الكدرة دائما، وتتقطع أحيانا.

قرأت ذات مرة فتوى تقول: إذا استمرت الكدرة، وكانت صفاتها صفات دم الحيض فتعتبر حيضا، وتمنع الصلاة، والصوم، وغيرها من الأمور، ومن الصفات التي قرأتها، الرائحة الكريهة، وأنا لا أستطيع تمييز الرائحة، ولكنها مختلفة عن رائحة الإفرازات الطبيعية، ولونها دائما كأنه ماء معكر بدم.

أردت أن أعرف الحكم الصحيح، هل يصح تركي للصلاة في وقت نزول هذه الكدرة، أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكدرة بنية اللون غالبا، ويكون لونها كلون الماء عندما يخلط بالتراب، متكدر، وليست من ألوان الدماء الحمراء، فإذا كانت حمراء – أي فيها لون من ألوان الدماء –، فهذا دم وليست كدرة، فإذا كان الذي ترينه كدرة، ويستمر معك فنستطيع أن نقول لك باختصار: إن الكدرة لا تعد حيضا إلا في حالتين:

الحالة الأولى: إذا كانت في أيام عادتك، بغض النظر هل اتصلت بالدم أم لم تصل بالدم.

الحالة الثانية: إذا اتصلت بالدم بعده ولم تتجاوز مدتها مع مدة الدم – أي بإضافة أيام الدم، وأيام الكدرة – لم يتجاوز المجموع خمسة عشر يوما، ففي هذه الحالة تعد حيضا أيضا لاتصالها بالدم.

وبهذا تعلمين أن الكدرة إذا انفصلت عن الدم، بأن انقطع الدم انقطاعا كليا ثم جاءت كدرة، وكانت هذه الكدرة خارج أيام العادة، فإنها لا تعد حيضا في هذه الحالة، هذا ما نفتي به نحن في موقعنا.

أما إذا اتصلت بالدم، وتجاوزت المدة خمسة عشر يوما، فقد تبين في هذه الحالة أن المرأة مستحاضة؛ لأن الحيض لا يزيد عن خمسة عشر يوما، وفي هذه الحالة إذا: ثبت – أعني حالة إذا ثبت أنها مستحاضة –، فإن الواجب على المستحاضة أن ترجع إلى أيام عادتها إذا كانت لها عادة، فتعد الحيض، وهو أيام عادتها فقط، وما عداه استحاضة، تتوضأ لكل صلاة, وتصلي بعد أن تغتسل بعد انتهاء أيام عادتها.

وإذا لم تكن لها عادة، فإنها تعمل بالتمييز، إذا كان لها تمييز يصلح، وذلك بأن ترى الدم والكدرة، فإذا رأت الدم وكان هذا الدم يصلح لأن يكون حيضا، بأن كانت مدته لا تقل عن يوم وليلة، ولا تزيد عن خمسة عشر يوما، فإنها تجعل أيام الدم هي الحيض، وما عداه استحاضة، فإذا انقطع الدم – دم الحيض - تغتسل، ثم تتوضأ لكل صلاة وتصلي، فإذا لم يحصل التمييز –وهذا غير وارد في سؤالك أنت؛ لأنك ترين دما وترين كدرة فالتمييز حاصل، لكن على فرض أن المرأة لم تستطع التمييز أيضا بأن كان الذي ينزل منها كله ذو لون واحد– ففي هذه الحالة تعتبر حيضها ستة أيام أو سبعة أيام، بحسب الغالب من حال قريباتها.

وبهذا يبين لك الحكم الشرعي في مسألة الكدرة، ومتى تعد حيضا، ومتى لا تعد حيضا، وإذا علمت أنها حيض – أعني إذا علمت الوقت الذي يحكم عليها بأنها حيض –، ففي هذه الحالة لا تصح الصلاة معها؛ لأنها تمنع الصلاة والصوم كالحيض، وما عدا ذلك فإنها لا تمنع صوما ولا صلاة.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي ... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليه إجا بة د. رغدة عكاشة ... استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
++++++++++++++++++++++++++++++

من الناحية الطبية, إن الدورة الشهرية الطبيعية, هي الدورة التي يكون طولها من 24 إلى 34 يوما, وذلك ابتداء من أول يوم لنزول الدم في الدورة الأولى، إلى أول يوم نزول الدم في الدورة الثانية, وهي التي تكون مدة الحيض فيها من 2 إلى9 أيام, ودم الحيض يمكن أن يكون على شكل دم أحمر صريح, أو على شكل إفرازات بنية أو سوداء, أو على شكل كدرة.

إن ما يحدد فيما إذا كان الدم أو الإفراز البني جزء من الدورة الشهرية أم لا, هو توقيت حدوثه وطول مدة نزوله, لذلك وحتى أستطيع أن أحدد فيما إذا كانت الدورة الشهرية عندك طبيعية أم لا, فيجب عليك يا ابنتي أن ترسلي لي بتواريخ نزول الدم, وتواريخ انقطاعه وبالتفصيل؛ حتى يمكن مساعدتك - بإذن الله تعالى -.

نسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات