كيف يمكنني علاج حساسية بشرتي واحمرار وجهي بسبب الحمى الذؤابية؟

0 883

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 23 سنة، أصبت منذ سنين بالحمى الذؤابية، أتناول حبة كورتيزون يوميا 5 mg، وحبتين في حال اشتداد الوجع، مع حبتين ادفاكونيل يوميا، أنا أعلم أن المرض صعب كثيرا وأعيش أوجاعا يومية، لكن –الحمد لله- بعدما أصبت بالمرض تحسنت علاقتي بربي أكثر، وأداوم يوميا على قراءة الأذكارـ لكن عندي أسئلة:

1- هل الحمى تؤثر على الصوت؟ لأن كان صوتي طبيعيا ومنذ إصابتي بالمرض صوتي دائما مبحوح، وأحيانا يختفي وأحس بصعوبة في الكلام.

2- أنا أعلم أن المرض يجعل بشتري حساسة، لكنها مؤخرا أصبحت حساسة جدا، يعني إذا وقفت تحت الشمس قليلا أرجع ووجهي ويدي محروقين، لكن بدأت أستخدم واقي شمس (فيتشي) ولم يعد يحترق وجهي مثل السابق، لكن يدي ما زالتا كأنهما محروقتين، استخدمت ميبو للحروق ومع ذلك لا جدوى، ما الحل؟

3- أنا فتاة خجولة جدا، ولكن عندما بدأت أعمل تجرأت قليلا، كان وجهي يصبح أحمر دائما، لكن تخلصت من هذا، لكن منذ شهر عادت معاناتي مع مشكلة احمرار الوجه الزائد عن اللزوم، أحيانا لا أكون خجولة، لكن عندما أحس أن أكثر من شخص يركز معي يصير وجهي أحمر، وأشعر بحرارة عالية حتى بين صديقاتي، لا أعلم ما السبب المفاجئ لهذا الموضوع، هل تؤثر الأدوية التي أتناولها؟ أم عندي خلل عضوي أو نفسي؟ أريد حلا ضروريا سواء دواء أو سلوكي، لأني أصبحت أخجل من التحدث مع أي شخص من الاحمرار الزائد حتى مع الأهل والصديقات.

4- أنا متخوفة جدا من موضوع الزواج، حيث أني أرفض الكثير خوفا من الحرج بالاعتراف بمرضي، وكيف سأعيش مع إنسان غريب؟ وكيف سيتحملني وأنا أعلم أنه سيعاني مع حملي كثيرا، كيف يمكن أن أتخلص من هذه العقدة؟

أعتذر لإطالتي عليكم، لكني بحاجة لمشورتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذئبة الحمامية مرض مناعي جهازي قد يكون محصورا في الجلد والمفاصل، وقد يشمل أعضاء عديدة، التظاهر الرئيسي للمرض هو احمرار الوجه على شكل فراشة، أي تشمل الأنف والوجنتين خصوصا بعد التعرض للشمس، وهناك تظاهرات تتمثل بالتهاب في المفاصل والعضلات، وهذا قد يكون السبب في بحة الصوت التي تعانين منها، حيث أن الحنجرة تحوي العديد من الغضاريف، والمفاصل الدقيقة والعضلات، وهذه عند إصابتها في سياق المرض قد تؤدي لهذه البحة في الصوت، المرض يأتي في هجمات، وتليها فترات هجوع (سكون) قد تمتد لأشهر، وهذا ما يفسر عودة الأعراض من احمرار للوجه من جديد لديك.

العلاج بداية بالوقاية من أشعة الشمس، مع الانتباه لأخذ الفيتامين (د) عند انخفاضه في الدم للحفاظ على العظام والكالسيوم فيها، كما أن هناك العديد من الأدوية قد تتسبب في عودة ظهور الأعراض منها: الهيدرالازين لعلاج ارتفاع ضغط الدم، البروكائين أميد لعلاج اضطراب نظم القلب، الإيزونيازيد لعلاج السل، الفينيتوئين لعلاج الصرع.

ويجب مراقبة وظائف الكلية ووظائف الكبد، وضغط الدم والصيغة الدموية (تعداد خلايا الدم)، والعلاج الفوري في حال بداية الإصابة. والعلاج في معظم الأحيان بالمسكنات العادية مثبطات المناعة مثل: الكورتيزون والسيكلوفوسفاميد والميكوفينولات، والأزاتيوبيرين والميثوتريكسات، وجميعها تحت إشراف طبي، كما يمكن في حالات أخرى استخدام مضادات الملاريا، مع إجراء فحص دوري لشبكية العين.

من الطبيعي أن يسبب لك هذا المرض بعض الرهاب الاجتماعي، ولكنك وبإيمانك بالله وبيقينك بأنك مأجورة ومثابة بعظيم الأجر على تحملك لهذا المرض، فأنت قادرة على التغلب على مخاوفك، مع العلاجات الحديثة يمكن السيطرة على الهجمات الالتهابية، -وبإذن الله- ستتمكنين من ممارسة حياتك بشكل شبه طبيعي، مع مراعاة عدم التعرض للشمس والوقاية من الالتهابات بجميع أشكالها، وخصوصا التنفسية الفيروسية، وعلاجها بشكل مبكر حيث أنها من محرضات النوب الذئبية.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وقد أوضح لك الدكتور باسم ممدوح كل ما هو مطلوب أن تعرفيه طبيا حول الحالة التي تعانين منها، وكذلك التحوطات الواجب اتخاذها.

من حيث الناحية النفسية لا أرى أنه لديك مشكلة أساسية، إن شاء الله تعالى سوف تتجاوزين هذه المرحلة، والإنسان يتكيف مع حالته حتى وإن كان مرضك هذا هو من أمراض المناعة التي قد تظل مع الإنسان لفترة، إلا أن الإنسان -بفضل من الله تعالى- يستطيع أن يتكيف ويتواءم مع مرضه ويعيش حياة طبيعية.

فعليك المواصلة مع الطبيب، هذا أهم شيء، ولا تتخوفي أبدا من المستقبل، لا تخافي من الفشل، توكلي على الله، كوني متفائلة، لا تعاملي نفسك كشخص معاق، هذا ليس صحيحا أبدا، وتواصلي مع أسرتك، تواصلي مع صديقاتك، عيشي حياة طبيعية.

واحمرار الوجه يجب ألا يكون نوعا من الوصمة بالنسبة لك، الناس تعرف ظروفك وتعرف حالتك، كما أن هذا الاحمرار لا أعتقد أنه بالشدة التي تتصورينها، إن تطلب الأمر بعد أن تتفاهمي مع طبيبك الذي يشرف على علاجك ويمكن أن يقوم بتحويلك إلى أحد الأطباء النفسيين إذا اقتضى الأمر، هنالك أدوية جيدة محسنة للمزاج ومزيلة للمخاوف مثل عقار (سبرالكس)، وهو لا يتفاعل سلبيا مع حالتك العضوية أو الأدوية التي تتناولينها الآن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات