السؤال
السلام عليكم.
أنا أخاف دائما أن أفقد زميلاتي؛ بسبب أسلوبي معهن، ولذلك أعتزلهن خشية أن أغلط وأفقدهن، أو أكون ثقيلة عليهن، فما الحل؟ مع أنهن يحببنني، ويسألن عني، ويتحدثن، ويرغبن أن أتحدث معهن، لكن لما أتكلم أخاف أن أخطئ.
أنا حتى إذا كنت أدعو ربي ما أعرف؛ لأني أخاف أن أخطئ في الدعاء، وأستغفر ربي من دعائي أحيانا، وأقول: يا رب، إني أعوذ بك من شر دعائي وسيئه، ومن قلة أدبي في دعائي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
من الواضح مما ورد في سؤالك أن شخصيتك شديدة الحساسية، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وأنت شديدة الحرص على عدم ارتكاب أي خطأ، وكأن الأمر وصل لشيء خفيف من الحرص القهري المبالغ فيه قليلا.
ونحن نرى -عادة- الفتاة الحساسة تفكر طويلا فيما جرى أو فيما يمكن أن يجري أمامها، وترتبك أمام الآخرين، كما يحصل ربما معك، بالنسبة لصديقاتك حيث تخشين الخطأ معهن.
هناك نقطة هامة في سؤالك، وفيها الحل، أنك ذكرت أن صديقاتك يرتحن لك ويسألن عنك، فهذا مؤشر قوي أن مخاوفك وقلقلك ليس في محله، وأنك لا تسببين الضرر أو الأذى أو الخطأ نحو صديقاتك، وأنك تبالغين قليلا في هذا الخوف، أو الشعور بالحرج.
وما يمكن أن يعينك على التكيف مع هذه الحساسية عدة أمور، ومنها: محاولة التفكير: كيف أن صديقاتك يحببنك. فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح الخوف من الخطأ في حقهن، فهن يسألن عنك، ويتطلعون للقاء بك، وأنك مركز اهتمامهن ورعايتهن؛ مما يخفف من ارتباكك أمامهن.
الأمر الثاني: الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكري أنك في 25 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذه الحساسية، وخاصة إن بادرت بلقاء الصديقات وعدم تجنبهن. وتذكري أن التجنب لن يحل المشكلة، وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلا من الآخرين، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة وقلة الحساسية الزائدة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.
وفقك الله، ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.
--------------------
تنبيه بخصوص الدعاء:
نرجو أن تستمري على الدعاء، ولا تقلقي بشأن الخطأ في الدعاء، فإن الإنسان إذا أخطأ فلا يؤاخذ على ذلك، والدليل على ذلك الحديث الصحيح الذي ورد في شأن الرجل التائب وأنه أخطأ في الدعاء وقال: (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) أخطأ من شدة الفرح، فلم يؤاخذ على ذلك.